« الأيام المُرة».. السيرة التى لم ينشرها الخال وكشفتها عطيات الأبنودى
في يوم 21 أبريل من عام 2015، رحل عن عالمنا الخال عبدالرحمن الأبنودي، والذي يعد من أهم وأبرز شعراء العامية في مصر والعالم العربي.
وكتب الأبنودي "الأيام الحلوة" عبر صحيفة الأهرام، والتي كانت بمثابة وثيقة لتسجيل جزء من سيرته الذاتية، وفي "الأيام الحلوة" ذكر الأبنودي العديد من الذكريات التي تربطه بأصدقاء الفن والأدب، لكن ثمة سيرة أخرى قد تبدو أنها "الأيام المُرة" تجاهلها الأبنودي تمامًا ولم يذكرها، ومنها سيرة الخطابات التي كان يرسلها إلى زوجته الأولى المخرجة "عطيات الأبنودي" والتي حملت اسم أبنود على عاتقها، لدرجة أنها احتضنت أسماء يحيى الطاهر عبدالله أقرب أصدقاء الأبنودي، وقد اخذت على عاتقها تربيتها، وقد وثقت عطيات الأبنودي كتابها "أيام لم تكن معه" والذي تغير عنوانه فيما بعد "رسائل للغفران" العديد من الرسائل بينها وبين الشاعر عبدالرحمن الأبنودي.
ونشرت عطيات الأبنودي 4 حلقات من تلك السيرة عبر مجلة "نصف الدنيا"، والتي كانت ترأس تحريرها في ذلك الوقت الكاتب الصحفية سناء البيسي، وتدخل الأبنودي واعترض على نشر تلك المذكرات حتى تم إيقاف النشر بناء على رغية الأبنودي، وبدورها نفت سناء البيسي أن إيقاف نشر اليوميات جاء تلبية لرغبة الأبنودي؛ ولكن جاء تلبية لرغبة أحد الأصدقاء المشتركين الذي كان يرى أن بيت الأبنودي وأسرته مهددين بنشر تلك اليوميات.
وصل الحد بعبدالرحمن الأبنودي، عبر حوار له مع الكاتب الصحفي مفيد فوزي بالإشارة إلى أنه يرفض أن يرتبط اسمه بعطيات في الوقت الذي كانت قد صرحت فيه عطيات الأبنودي لمحرر هذه السطور أن اسمها مرتبط بأبنود القرية والمكان والناس، ليس بشخص عبدالرحمن الأبنودي والتي رفضت أن تأتي بسيرته في حوار مطول نشر على صفحات صحيفة "الحلوة".
تبدو هذه الأيام التي عاشها الأبنودي والتي اقترن فيها اسمه بزوجته الأولى عطيات الأبنودي هي بمثابة "الأيام المُرة" أيام الفقد والتي عاش جزء منها رهين الاعتقال، ورهين الظروف الحياتية المؤسفة والتي توثقه تلك الخطابات المرسلة من عبدالرحمن الأبنودي إلى المخرجة التسجيلية عطيات الأبنودي، والتي يسرد فيها تفاصيل ما يعانيه.
عاش "الأبنودي" طوال رحلته وحياته إلى مسافة مع السلطة أي سلطة كانت اجتماعية أو سياسية أو دينية، ودفع ثمن انحيازاته ومواقفه، وكان "الأبنودي" يعتز بشعره ومكانته مما سبب له العديد من المتاعب منها تلك الصورة التي جمعته مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات والتي تصدرت الصحف ثاني يوم اللقاء، وظهر فيها "الأبنودي" كأنه ينحني للسادات، والتى آثارت غضب وسخط وكراهية "الأبنودي" حتى وصل به الأمر لكتابة قصيدة وصف فيها قاتل السادات بالخلود تلك القصيدة التي اعتذر عنها فيما بعد، "كل القضاة زايلين والمتهم خالد" ولكن خلافه مع السادات ظل قائما.