رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عبدالرحيم كمال: أعد الجمهور بمفاجآت فى «القاهرة كابول».. وأعشق العمل مع الفخرانى

عبدالرحيم كمال
عبدالرحيم كمال

عبدالرحيم كمال.. مؤلف وكاتب سيناريو من طراز مختلف، ينتظره الجمهور من عام لعام بفضل أعماله المتميزة التى حفرت نفسها فى جدار الدراما المصرية، وها هو يخوض الموسم الرمضانى بعملين جديدين حظيا باحتفاء كبير بمجرد طرح البرومو الخاص بهما، وهما «القاهرة كابول» و«نجيب زاهى زركش».

وكشف «كمال»، فى حواره مع «الدستور»، جوانب من كواليس صناعة العملين الجديدين، والملامح والأفكار العامة التى يدوران حولها، وتفاصيل أبرز الشخصيات والأدوات الدرامية التى تم استخدامها، وغيرها من التفاصيل.

 

■ ما رؤيتك للمنافسة فى السباق الرمضانى باثنين من أضخم الأعمال «القاهرة كابول» و«نجيب زاهى زركش»؟

- أنا لا أنافس أحدًا ولا أحب أن أطلق على دراما رمضان موسم منافسة، وأزعم دائمًا أنه موسم الزخر الدرامى المتنوع لإمتاع الجمهور فى العالم العربى كله، فكل صانع له منطقته وأسلوبه الخاص، ولو وضع فى مخيلته أنه ينافس نفسه فقط سيتميز ويصل بكل بساطة وحماسة للمشاهدين فى نفس الوقت.

وأنا مستبشر خيرًا بالمشاركة بالمسلسلين فى الشهر الكريم، وكل منهما ملحمة خاصة لها ثقلها الفنى فى منطقتها، فكان من المفترض أن يتم عرض ملحمة «القاهرة كابول» رمضان الماضى، إلا أن ظروف انتشار فيروس كورونا اللعين حالت دون عرض العديد من المسلسلات الرمضانية العام الماضى، وأجبرت أكثر من مسلسل على إيقاف التصوير، وبالأخص «القاهرة كابول»، لأن العمل يتطلب السفر لتصوير عدة مشاهد خارج مصر، ووقتها توقفت حركة الطيران، والحمد لله فى النهاية العمل اكتمل ولعل التأخر كان خيرًا لنا.

لكن مشروع «نجيب زاهى زركش»، للنجم الكبير يحيى الفخرانى، كان مخططًا له من البداية أن يتم تقديمه هذا العام.

■ كيف تقيّم ردود الأفعال على برومو «القاهرة كابول»؟

- ردود الأفعال إيجابية للغاية وأبهرتنى منذ طرح البوسترات، قبل التريلر «البروموهات» الخاصة بالمسلسل، وتلقيت تهانى كثيرة وكأن العمل تم عرضه وتصدر المقدمة وإن كنت أتوقع ذلك منذ التحضيرات ووضع الخطوط العريضة له، وأعد الجمهور أنه سيتفاجأ بالأحداث التى ستبهره أكثر وأكثر، خاصة أنه يتناول قصصًا مشوقة وأحداثًا مستمدة من المجتمع، محورها الرئيسى المؤامرات التى تعرضت لها المنطقة العربية ومصر بالأخص، على مدى أكثر من ٣ عقود.

■ ما الملامح العامة لفكرته والمدة التى استغرقتها فى كتابته؟

- الفكرة موجودة منذ ١٠ سنوات، وبدأت فيها ووضعت الخطوط العريضة لها منذ اندلاع أحداث يناير ٢٠١١، استوقفنى المشهد والحالة الاجتماعية والسياسية للبلاد والمخططات الإرهابية الدنيئة، فكان يجب علىّ ككاتب أن أرصد ذلك مع إيجاد المعالجة والحلول الكافية المستوفية للتصدى للعديد من المشاكل، من خلال رصد مسيرة ٤ أصدقاء يمثلون أربعة أنماط مختلفة، هم الإرهابى، ورجل الأمن، والفنان، والإعلامى، الذين عاشوا طفولتهم معًا جيرانًا فى أحد أحياء السيدة زينب، وتلقوا نفس مستوى التعليم والرعاية الصحية بحكم ظروفهم الاجتماعية والمادية المتوسطة والمتقاربة، متنقلين فى الأزمنة بين السبعينيات لعام ٢٠١١، لنستعرض الاختلافات التى طرأت على شخصياتهم لدرجة قد تصل لحد التناقض، فنتساءل من خلال الأحداث: ما الذى جرى لتلك الشخصيات، وما انعكاس تلك التغييرات التى تعرضت لها على الوطن، وأعتبرها محاولة درامية جديدة لفهم التطرف والتوعية بخطورة الإرهاب وفضحه.

■ التحولات التى تحدث للشخصيات.. هل ناقشتها من وجهة نظرك أنت؟

- من وجهة نظر الجميع، المسلسل يعتمد فى أحداثه على ٤ شخصيات رئيسية فى مقدمتها النجم طارق لطفى، الذى يتحول إلى تكفيرى، فيما يصبح خالد الصاوى رجل أمن مكلفًا باعتقاله، ومن ثم يظهر فتحى عبدالوهاب بدور رجل الإعلام الذى يسلط الضوء على تلك الحالة، والفنان أحمد رزق الذى يظهر كفنان، ليبرز أهمية دوره فى المجتمع، وبهذه السردية الجدلية، نتناول وجهة نظر المجتمعين المصرى والعربى حول الإرهاب وجذوره وغيره من المواضيع الشائكة، ونستعرض رأى الدين السمح فى هذه القضية، فى مقابل وجهة نظر أخرى متشددة ووافدة على مجتمعاتنا ولا تنتمى إلينا على الإطلاق.

■ ما السر وراء اختيار اسم «القاهرة كابول»؟

- المعروف أن «القاهرة» هى عاصمة مصر، وما لا يعرفه الكثيرون أن «كابول» هى عاصمة أفغانستان، والربط بينهما فى الأحداث جعلنى أختار هذا الاسم، لأنه أحد الخطوط الرئيسية للمسلسل، وهو ما يكتشفه المشاهد من خلال الأحداث.

■ البعض ربط شخصية الشيخ رمزى التى يجسدها طارق لطفى بزعيم القاعدة الإرهابية أسامة بن لادن.. ما تعليقك؟

- «الشيخ رمزى» توليفة مجمعة لأفكار رموز الإرهاب والمخططات فى المنطقة العربية بأكملها، وليست شخصية أسامة بن لادن، لكن يقصد بها الشخصيات التى تنتمى إلى تلك التنظيمات، وسبب ربط المشاهد والناقد الشخصيتين ببعضهما، هو أن ملامح جميع الإرهابيين قد تكون متشابهة، كونهم يكتسبون نفس الأفكار والسمات والطباع، فتظهر عليهم ملامح ونظرات تكاد تكون واحدة.

■ العمل يسجل التعاون الأول بينك وبين المخرج حسام على.. ماذا عن التجربة؟

- أنا مندهش بعبقرية المخرج حسام على، الذى وجدته يتعامل بتكنيك وأسلوب مختلفين، يبحر فى سيناريو العمل ليخرج بأفضل صورة وتتسع لديه روح التعاون، ويركز ويحرص على الدقة فى كل تفصيلة داخل العمل، من خلال خطة محكمة يضعها معى ومع كل شخص فى المسلسل أمام وخلف الكاميرا، وأتمنى أن تجمعنا مشاريع أخرى فى المستقبل القريب.

■ هناك كيميا خاصة بينك وبين الفنان يحيى الفخرانى.. ماذا عن «نجيب زاهى زركش»؟

- أعشق العمل مع دكتور يحيى، وهو نجمى المفضل و«بينا كيميا» لا يمكن أن تتكرر، ومنذ بداية كتابة مشروع «نجيب زاهى زركش» وجدت الشخصية لائقة على الدكتور يحيى، وقررنا العودة لنافذة التليفزيون من جديد بعد مشوار حافل بالنجاح معًا، خاصة أنه يسجل التعاون الخامس بيننا بداية من «شيخ العرب همّام» ثم «الخواجة عبدالقادر»، و«دهشة» و«ونوس»، كما أننى سعيد جدًا بالتعاون الرابع مع نجله المخضرم إخراجيًا شادى الفخرانى، الأستاذ فى منطقته، وأثق أننا هذا العام سنقدم وجبة درامية اجتماعية كوميدية فى قالب فنى متكامل سينال إعجاب الجمهور وأراهن على نجاحه.

■ هل يضع يحيى الفخرانى تعديلات على السيناريو؟

- الدكتور يحيى أكبر من ذلك بكثير، والقصة بيننا ليست قصة كاتب ونجم كبير فى التمثيل، لكنها قصة دونتها فى مقالاتى، قصة حب للأفكار الصادقة، هو يقدر الكاتب ويصدقه، وأنا مغرم بالممثل الذى يتحكم صعودًا وهبوطًا فى سلم المشاعر، وكأنه سلم بناه بيده وصدقه بقلبه وأناره بعقله، لذلك يحيى الفخرانى نجمى المفضل، عرضت عليه أفكارًا كثيرة لا أصدقها، وكان يكشفنى بسهولة بقلبه ونهرب إلى أفكار أخرى.

■ ماذا عن التفاصيل الخاصة بأحداث العمل؟

- من الصعب أن نرصد الأحداث خلال الحوار، لكن المسلسل بوجه عام يناقش عدة قضايا اجتماعية مهمة، أبرزها علاقة الأب بأبنائه بعد رحيل الأم، بطريقة واقعية مشابهة لنماذج فى حياتنا اليومية، كما يبرز العلاقات الإنسانية والقضايا الشائكة الموجودة فى المجتمع وكيفية إيجاد حلول لها، بطريقة بسيطة تحتوى على جزء لايت كوميدى لتسهل على المشاهد تلقى الرسالة، والهدف منه التمسك بمبادئ وقيم قاربت على الاختفاء من المجتمع، ومحاولة إعادتها وفرضها على الجيل الجديد.

■ لماذا اسم «نجيب زاهى زركش»؟

- اخترت هذا الاسم الذى يعبر عن شخصية الفخرانى، تلك الشخصية المبهجة الزاهية المُزركشة بعناصر التفاؤل، حتى فى اختيار أسماء أبنائه هو أبو «سعد وسعيد ومسعد».

■ ما طقوسك فى الكتابة؟

- أنا غير مؤمن بهذه النقطة، ولا توجد لدىّ طقوس للكتابة، لكن المرحلة الأصعب بالنسبة لى تتمثل فى الاستحواذ على فكرة مشروع درامى أو روائى أو مسرحى لكتابته، ومن ثم بعد ذلك يصبح الأمر سهلًا، وأكتب فى أى وقت وفى أى مكان، وتساعدنى فى ذلك القراءة والثقافة والنشأة الجيدة «أقرأ فى جميع المجالات.. تاريخًا وأدبًا وفلسفة وشعرًا ومسرحًا»، وعندما يأتينى الوحى أكتب بسرعة لتتلاحق الأفكار فى خاطرى ولا أنتظر التنقيح أو التفكير، بل أضع كل ما يجول فى خاطرى على الورق، قبل أن أقوم بالحذف والإضافة والتعديل فى نهاية الجلسات.