محطات تاريخية لمدفع رمضان بعد عودة إطلاقه من قلعة صلاح الدين..اليوم
بعد توقف قارب الثلاثين عامًا، عاد مدفع رمضان لشهر الكريم بصوته المدوي الذى لا يغفله الكبير أو الصغير، من ساحة متحف الشرطة بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة.
ترميم مدفع رمضان
في تصريح للدكتورة إيمان زيدان، مساعد وزير السياحة والآثار لتطوير المتاحف والمواقع الأثرية، قالت إن أعمال ترميم المدفع جاءت في إطار خطة رفع كفاءة الخدمات السياحية بالمتاحف والمواقع الأثرية ومنها قلعة صلاح الدين الأيوبي.
ويرصد الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء، سر توقف المدفع طوال هذه الأعوام بسبب الحروب منها حرب الاستنزاف وملحمة أكتوبر، مما أدى إلى إهمال عمل المدفع حتى عام 1983، حتى صدر قرار وزير الداخلية بإعادة إطلاق المدفع مرة أخرى من فوق قلعة صلاح الدين جنوب القاهرة، لكن شكوى الأثريين من تدهور حال القلعة وتأثر أحجارها بسبب صوت المدفع أدى لنقله خصوصًا أن المنطقة بها عدة آثار إسلامية مهمة.
وحتى رمضان الماضي كان يطلق المدفع من فوق هضبة المقطم وهي منطقة قريبة من القلعة ونصبت مدافع أخرى في أماكن مختلفة من المحافظات، ويقوم على خدمة المدفع أربعة من رجال الأمن الذين يُعِدُّون البارود كل يوم مرتين لإطلاق المدفع لحظة الإفطار ولحظة الإمساك.
وسيطلق المدفع من ساحة الشرطة بقلعة صلاح الدين بالقاهرة، اليوم، بعد ترميمه واستخدام تقنيات حديثة لعدم تأثيره على القلعة.
تاريخ المدفع
يذكر أن المدفع يرجع بداية ظهوره لأول مرة المدن الإسلامية يكون هنا في القاهرة، ذكر الدكتور ريحان أنه في أول يوم رمضان عام 859هـ / 1455 كان والي مصر في هذه الفترة الوالى المملوكي " خوشقدم" قد تلقى مدفع هدية من صاحب مصنع ألماني فأمر بتجربته وتصادف ذلك الوقت مع غروب الشمس فظن سكان القاهرة إن ذلك إيذانًا لهم بالإفطار.
وفي اليوم التالي توجه مشايخ الحارات والطوائف إلي بيت الوالي لشكره على هديته لسكان القاهرة فلما عرف الوالي الحكاية أعجب بذلك أيما إعجاب وأمر بإطلاق المدفع عند غروب الشمس في كل يوم من أيام رمضان واستمر هذا الأمر إلى يومنا هذا.
مدافع الإفطار
واشار الخبير الاثري إلى وجود ستة مدافع في القاهرة حتى وقت قريب موزعة على أربعة مواقع اثنان في القلعة واثنان في العباسية وواحد في مصر الجديدة وآخر فى حلوان، تطلق مرة واحدة من أماكن مختلفة بالقاهرة حتى يسمعها كل سكانها.
وكانت هذه المدافع تخرج فى صباح أول يوم من رمضان فى سيارات المطافئ لتأخذ أماكنها المعروفة ولم تكن هذه المدافع تخرج من مكانها إلا في خمس مناسبات وهي رمضان والمولد النبوى وعيد الأضحى ورأس السنة الهجرية وعيد الثورة وكان خروجها في هذه المناسبات يتم في احتفال كبير حيث تحمل على سيارات تشدها الخيول، وكان يراعى دائما أن يكون هناك مدفعان فى كل من القلعة والعباسية خوفا من تعطل أحدهما.