أنتج 1266 عملًا.. من هوعبد التواب يوسف.. شخصية معرض كتاب الطفل
اتسمت كتابات عبد التواب يوسف، الذي اختارته اللجنة الثقافية العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 52، المقرر إنطلاقها نهاية يونيه المقبل، شخصية خاصة لمعرض كتاب الطفل، بعذوبة الأسلوب ورصانته ودقة المعلومات.
تميز "يوسف" بثقافته الواسعة والحرص على تقديم كل ما هو مفيد، وطبع من كتبه حوالى 25 مليون نسخة بين مصر وبيروت والعراق والكويت وقطر ومسقط، وتُرجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والفارسية والإندونيسية والصينية والماليزية.
فيما ترجم أعمالًا للأطفال منها «مولد الرسول في عيون أندرسون»، «مشهد في القسطنطينية للكاتب والشاعر الدنماركي هانس كريستيان أندرسن».
عبد التواب يوسف، أديب ومُولف ومترجم وناشر للمطبوعات الصادرة في المدرسة والجامعة، وُلد في قرية شنرا بمدينة الفشن ببني سويف في 1 أكتوبر عام 1928، وعبَّر عن طفولته في قصصه وأعماله الإبداعية، حيث كان يستأجر الروايات والكتب ليقرأها ثم يُعيد حكايتها على أصدقائه من الأطفال، وهو السبب الذي أدى إلى تفرده، في طريقة كتابته للأطفال، كان يتصور نفسه بين الأطفال ويتحدث إليهم، الأمر الذي يجعل القارئ مشاركًا بالتفكير والرأي في القصة التي يقرأها.
انتقل إلى القاهرة عام 1945 ليبدأ دراسته الجامعية في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة حتى حصل على شهادة البكالوريوس عام 1949، وبعد ستة أشهر من تخرجه في يناير 1950، تُوفي والده، وهو الأمر الذي شكل تحديًا كبيرًا له في حياته، حيث قرر الانتقال إلى القاهرة مع والدته وشقيقاته الثلاثة، ما بين أعمار السادسة والعاشرة من عمرهن، للعيش وكسب العيش وتعليم شقيقاته.
عمل مشرفًا على برامج الإذاعة المدرسية بوزارة التربية، بعد تخرجه في الجامعة، ثم رأس قسم الصحافة والإذاعة والتليفزيون بهما؛ إلى أن تفرغ للكتابة للأطفال منذ عام 1975.
في عام 1956، تزوج من نتيلة إبراهيم راشد، رئيسة تحرير مجلة سمير وكتب الهلال للأطفال سابقًا والحاصلة على جائزة الدولة في أدب الأطفال عام 1978 وعلي وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وأنجبا أولادهما الثلاثة لبنى عام 1957، وهي أستاذ بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب بجامعة القاهرة ووكيلة الكلية لشؤون الدراسات العليا؛ وهشام عام 1959، وهو دبلوماسي وكان المتحدث الرسمي ورئيس مكتب الأمين العام للجامعة العربية، وتولى منصب رئيس وحدة الإغاثة في منظمة التعاون الاسلامى في جدة في المملكة العربية السعودية؛ وعصام عام 1965 مُؤلف روايتي ربع جرام عام 2008 واثنين ضباط عام 2014.
عبد التواب يوسف صاحب فكرة إصدار أول مجلة إسلامية للأطفال تحت اسم الفردوس عام 1969، وهو من أقام أول مؤتمر لثقافة الطفل عام 1970، وأنشأ جمعية ثقافة الأطفال، كما إنه أول من قدم عملًا إذاعيًا للأطفال، وتخصص في أدب الأطفل واحتل مكانة بارزة في هذا المضمار.
يعد واحدًا من أبرز رواد أدب الأطفال والمؤلفين ذوي الإنتاج الأدبي القياسي في الوطن العربي في القرنين العشرين والحادي والعشرين، وألف 595 كتابًا للأطفال، تم طباعتهم في مصر؛ و125 كتابًا للأطفال، تم طباعتها في البلاد العربية؛ و40 كتابًا للكبار؛ إضافة إلى كتابين عن حياة محمد في عشرين قصة، حيث طُبع منه 7 مليون نسخة؛ إضافة إلى خيال الحقل والذي طُبع منه 3 مليون نسخة.
من بين مؤلفاته حكايات شهرزاد، حكايات غير شعبية جدًا، الساعة الضائعة، حوار أم شجار أم نقار، سحر النغم، القط المثقف، سلام الشجعان، والكمبيوتر يحلل شخصية جدو.
وفي سلسلة هيا بنا صدرت له ثمانية كتب تشمل رحلات تعريفية للأطفال في كل من باريس وروما ولندن وبرلين ومدريد وجنيف وصوفيا وستوكهولم، أما في سلسلة معجزات الأنبياء صدرت له كتب تشمل معجزات الأنبياء، وفي سلسلة بطولات فلسطينية، صدر له هيئة الشهيدة الموهوبة وهنادي في مطعم الرعب ووفاء وحزام وسناء.. قفزة الشهادة وريم وخدعة العكازين.
اتخذ منهجًا مستقلًا، ركز فى كتاباته على القيم الإسلامية وعمل على الدمج بين المعلومة العلمية والدينية في آن واحد، ويقول في ذلك: «منهجي في الكتابة للأطفال يبدأ بترسيخ العقيدة ثم تحبيب القرآن الكريم لهم، فحفظ الأطفال لآيات القرآن ترتقي بهم لأسلوب القرآن الراقي والمعجز.. وقد ركزت في قصصي على الطيور والحيوانات التي ذُكرت في القرآن الكريم ومجموعها 30 طائرًا وحيوانًا.. وبدأت بقصة عن الحوت فقلت أنا حوت يصل وزني إلى 75 طنًا، مع أن بيضتي لا يمكن أن تُرى بالعين المجردة».
بدأت علاقة عبد التواب وأنيس منصور، في عام 2002، عندما كتب رسالة إلى الكاتب الراحل أنيس يعرفه فيها بنفسه وأدبه، ويلفت الانتباه إلى شخوصه الكارتونية ويصحح خطًأ ما وقع فيه، ونشر منصور رسالته في عموده مواقف، الذي كان يكتبه في الأهرام، ورد عليه قائلا: اعذرني يا أيها الصديق فأنا لست متابعًا تمامًا لكتب الأطفال وعالمهم، ففي أسرتنا أطفال أراهم بعض الوقت وأنشغل بهم لحظات، ويعود كل شيء إلى ما كان عليه، وأعود أنا إلى عالمي من الكتب والقراءة والتوالد المستمر لعلامات الاستفهام والتعجب التي تلتف وتطير حول دماغي وتفسد النوم والطعام وتشوشر البال وتطلق دخانًا أسودًا في عيني وطنينًا في أذني".
بلغ مجموع الإنتاج الفكري للكاتب 1266 عملًا؛ وصدر في أشكال مختلفة، وتُمثل الكتب أكثر الأشكال حيث بلغ عددها 951 كتابًا بنسبة 75.1%، أي ما يزيد عن ثلاثة أرباع إنتاجه الفكري؛ ثم مقالاته بالدوريات والبالغ عددها 249 مقالة بنسبة قدرها 19.7%؛ ثم تأتي أعمال المؤتمرات في المرتبة الثالثة حيث تبلغ 66 بحثًا بنسبة 5.2%، وقد امتد عطاء الكاتب الفكري لأكثر من أربعين سنة، فقد صدر له أول كتاب الحذاء الأحمر عام 1962، وهو كتاب مترجم عن اللغة الإنجليزية، أما أول مؤلفاته وهو كتاب خيال المآته، فقد صدر عام 1969.
وتُعد فترة التسعينيات، أخصب فترات الإنتاج في حياته؛ فقد نشر فيها 356 كتابًا بما يعادل 37.4% من إنتاجه، الذى شكل ثلاثة أرباع الإنتاج الكلي من الكتب.