تخريب عقار شارع طوسون التراثي مستمرا.. وغلقه بالجنازير (فيديو)

يسعى الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، برئاسة المهندس محمد أبو سعدة، للحافظ على التراث المعماري، والمباني التراثية التي تعبر عن واجهة مصر الحضارية، لكن رؤوساء الأحياء في عدد من مناطق القاهرة الكبرى والمحافظات يتجاهلون تنفيذ توجيهات الجهاز، وهو ما ظهر واضحًا في واقعة عقار رقم الـ52 بشارع طوسون التابع لحي روض الفرج، والذي كان قد وصلتنا شكوى من سكان الشارع بمحاولة مالك العقارهدمه، والقيام بأعمال تخريبيه به.

وتواصل «الدستور» يوم 6 مارس 2021، مع الجهاز القومي للتنسيق الحضاري متمثلًا في رئيسه، وإخطاره بالواقعة، لإتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية المبنى، وإنقاذه من أعمال التخريب التي يتعرض لها، واستجاب على الفور المهندس محمد أبو سعدة رئيس الجهاز، وأرسل في اليوم التالي (7 مارس)، لجنة لمعاينة المبنى، والتي رصدت بعض المخالفات فيه، وبما أن الجهاز جهة استشارية فقط، ولا يحق له اتخاذ إجراءات تنفيذية، أرسل وقتها خطابًا حصل «الدستور» على نسخة منه، إلى رئيس حي روض الفرج طالبه فيه بالحفاظ على العقار رقم 52 بشارع طوسون التابع للحي، وبقاءه في سجلات حصر التراث العمراني وحمايته من أعمال التخريب التي يمر بها.

وجاء نص الخطاب كالتالي:
«في إطار التعاون المثمر والبناء بين الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، وحي روض الفرج للحفاظ على المباني ذات الطراز المعماري المتميز بحي روض الفرج، وبالإشارة إلى الشكوى الخاصة بالعقار رقم 852 شارع طوسون - روض الفرج.

نتشرف أن نفيد سيادتكم أنه بالمعاينة والدراسة من قبل الإدارة المختصة بالجهاز القومي للتنسيق الحضاري تبين أنه تم صرف رخصة هدم جزئي رقم 3 لسنة 2021، والمتضمن هم الدور الخامس بالأرضي وترميم باقي العقار ترميمًا شاملًا تحت إشراف مهندس مسئول طبقًا لقرار الهدم رقم 177 لسنة 1993 بناءًا على موافقة اللجنة العليا للتراث المعماري المتميز بالمنطقة الشمالية والواردة للحي بتاريخ 3092020 برقم 316، وتبين أن العقار مدرج بسجلات حصر المباني والمنشأت ذات الطراز المعماري المتميز بالمنطقة الشمالية بمحافظة القاهرة تحت رقم توثيق 01040002088 بمستوى تصنيف (ب)، وتلاحظ من المعاينة الظاهرية وجود دروة(ستارة) كبيرة من الخشب والقماش مغطى بها كامل واجهات العقار المذكور وكذلك تلاحظ نزع لبعض الحلوق الخشبية لشبابيك وأبواب بلكونات بعض الأدوار.
وعليه انتهى الرأي إلى مخاطبتكم للتكرم بالتوجيه بضرورو اتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة للحفاظ على ألأرواح والممتلكات وسلامة المارة والسكان وبقاء العقار في سجلات الحصر، ومتابعة الأعمال الجارية بالعقتر المذكور بشكل دائم ومستمر للتأكد من عدم وجود أي أعمال من شأنها فقد أي من معايير التسجيل في سجلات الحصر، وأخذ التعهدات اللازمة على المالك بالحافظ على السلامة الإنشائية للمبنى والحافظ على كافة التفاصيل المعمارية والزخرفية وعدم المساس بواجهات العقار المذكور، تنفيذًا للترخيص رقم 3 لسنة 2021 والإقادة بم يتم».

وفي اليوم الرابع لإرسال خطاب الجهاز القومي للتنسيق الحضاري وأثناء متابعة «الدستور» لما وصل إليه العقار رصدنا استمرار عمليات التخريب والهدم بالعقار، حيث قام مالكه بهدم السلم الخاصة بالمبنى، لإحداث ضرر به، ومنع ساكنيه من الصعود إلى الشقق الخاصة بهم في العقار، مما يشير إلى تقاعس الحي من اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية العقار وعدم تنفيذ ما طالبه به الجهاز القومي للتنسيق الحضاري.

وردد ساكني العقار وبعض المجاورين له، أن مالك العقار يقوم بدفع مبالغ مالية لمسئولين في الحي للتغاطي عما يحدث، وتركه هدم العقار وهو ما يعد مخالفة كبيرة تستوجب المحاسبة والتحرك من الجهات المعينة لإيقاف ذلك.

وقال المهندس محمد أبو سعدة في تصريحاته لـ«الدستور»، إنه أجرى تواصل مع الحي مساء أمس الأربعاء 10 مارس، عقب وصول فيديو هدم السلم إليه، وقام الحي بغلق المبنى بـ"جنزير"، وحرر محضر في قسم الشرطة إثبات حاله، وحال تحرير الحي للمحضر، اكتشف أن مالك العقار محرر محضر من قبل بأنه سلم العقار إنهار أثناء تنزيل بعض المتعلقات الخاصة من الأدوار العلوية.
وأضاف أبو سعدة، أن تم التواصل أيضًا مع الاستشاري المشرف على المشروع لإخطاره بالواقعة، واتخاذ الإجراءات القانونية.

اضغط هنا لقراءة الموضوع السابق.