لماذا يخاف الحاخامات من اعتراف إسرائيل بالمتحولين لليهودية؟
قرار المحكمة العليا الإسرائيلية الأسبوع الماضي بالاعتراف بصحة التهويد من التيارين الإصلاحي والمحافظ، أثار عاصفة كبيرة داخل إسرائيل، وهجوم كبير من المتدينيين "الأرثوذكس" الذين اعتبروه قرارا خاطئا سيفتح الباب أمام تهويد الآلاف ممن ليسوا يهوداً بحسب شروط التيار الأرثوذكسي.
يتحدث الحاخامات في إسرائيل في وسائل الإعلام العبرية أن هذا القرار سيُضيع إسرائيل ويُضيع اليهودية ويدمر فكرة يهودية الدولة، ولكن وفقاً للمعلقين فإن المخاوف الأساسية للحاخامات حول فقد سلطتهم وليس لاعتبارات حماية "اليهودية" كما يدعوا.
فانتقال صلاحية التهويد والقوة السياسية التي توجد فيه، التي كانت في أيديهم ستكون أيضاً لدى الحاخامات من التيارين الإصلاحي والمحافظ، ولا يقتصر على حاخامات التيار الارثوذكسي مثلما كان في السابق، كما أن الحاخامات الأجانب سيكون لهم صلاحية التهويد، وستعترف إسرائيل بالمتهودين على أيديهم. وهم بالنسبة لهم ليسوا يهوداُ بشكل واضح.
بحسب القانون الإسرائيلي فإن ليس كل شخص يمكنه أن يحسب ضمن العرق اليهودي، فاليهودية يمكن إثباتها عن طريق إثبات وجود الجينات اليهودية لدى الشخص والتي يمكن إثباتها عن طريق اختبارات الحمض النووي، ومن ثم تهويد الشخص والعاتراف بيهوديته، وعندئذ يمكنه المطالبة بالحصول على الجنسية الإسرائيلية. أما التيار الأرثوذكسي فلايكتفوا بالتحليل الجيني، ويطالبوا الشخص بمعرفة عميقة بالفرائض الدينية والطقوس وترديد الصلوات بدون أخطاء وأن يكونوا مستعدين لزيارة مفاجئة لممثلي الدين في منازلهم. بينما الإصلاحيين والمحافظين فهم أقل تشدداً في هذا السياق.
القرار سيجعل إسرائيل تعترف بالمتهودين على يد حاخامات أجانب أو حاخامات من التيار الإصلاحي أو المحافظ، ومن ثم سيسمح لهم بالحصول على الجنسية الإسرائيلية بموجب "قانون العودة"، وهو القانون الذي يمنح اليهودي الحق في الهجرة لإسرائيل والحصول على الجنسية الإسرائيلية طالما اثبت أنه يهودى أو من نسل اليهود من جانب الأم.