رفضت الإنجاب من محفوظ عبدالرحمن.. محطات فى حياة سميرة عبدالعزيز
انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة فيديو للفنانة القديرة سميرة عبدالعزيز، مع أحد المراسلين الهواة وهو يسألها عن اسمها في البداية قائلًا لها: "ممكن نتعرف بحضرتك".
وبالبحث تبين أن الفيديو منذ 3 سنوات في مهرجان الإسكندرية السينمائي وتبرأت الشركة التي تحمل لوجو الفيديو من الواقعة قائلة إن المراسل هو من أعاد نشره وإنهم قاموا بفصله منذ حدوث الواقعة، ويستعرض "الدستور" حكايات من مشوار الفنانة سميرة عبدالعزيز.
ولدت سميرة عبدالعزيز في الأول من يونيه عام 1935 بمحافظة الإسكندرية وحصلت على درجة البكالوريوس من كلية التجارة والمعهد العالي للفنون المسرحية، نشأتها في مدينة الإسكندرية ساهمت في تكوين شخصيتها وجعلتها شخصية أكثر عمقًا، فكانت تهوى مذاكرة دروسها في البلكونة التي تطل على البحر والجلوس في أماكن مساحتها كبيرة بلا نهاية يعطي الشخص عمقًا وثقة في النفس حسب وصفها.
بدأت مشوارها الفني من مسرح الجامعة وفي عام 1975 شاركت في تقديم برنامج "قال الفيلسوف" الذي تدور فكرته حول نقاش بين فتاة رقيقة وفيلسوف حكيم يعلمها الصفات الحميدة، ورغم وفاة الحكيم إلا أن البرنامج مستمر حتى الآن في إذاعة الحلقات القديمة ليعد من بين أهم وأقدم البرامج الإذاعية، بداية شهرتها ونجوميتها كانت في نهاية السبعينيات حيث شاركت في ذلك التوقيت في أعمال فنية نجحت جماهيريًا على رأسها "متى تبتسم الدموع" و"أفواه وأرانب" و"طيور الصيف" و"أم مثالية" و"حكايات هو وهي".
لكل فنان مرحلة تعد هي الأهم في مسيرته الفنية، والفنانة سميرة عبدالعزيز عاشت هذه الفترة منذ نهاية الثمانينيات حتى مطلع الألفية، وخلال هذه الفترة كانت سميرة عبدالعزيز متزوجة من الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن بجانب أنها كانت تعيش مرحلة نضج فني، وخلال هذه الفترة شاركت في أعمال هامة نجحت جماهيريًا مثل "ضمير أبلة حكمت" و"بوابة الحلواني" بأجزائه المختلفة و"الراية الحمرا" و"القتل اللذيذ" والإمام الترمذي" و"حلم العمر كله" و"إمام الدعاة" و"أم كلثوم" و"أحلام عادية" و"حنان وحنين"، وتميزت سميرة عبدالعزيز بتقديم دور الأم وركزت في اختيار أعمالها الفنية أن تكون هادفة، لذلك فإن أعمالها الفنية عددها قليل مقارنة بفنانين آخرين، فهي قدمت ما يقرب من 150 عملا فنيا مختلفا بين المسرح والسينما والدراما والإذاعة.
زواج سميرة عبدالعزيز من الكاتب الكبير الراحل محفوظ عبدالرحمن يعد من بين أهم الزيجات الناجحة قديمًا في الوسط الفني. فالثنائي التقيا ببعض فنيًا أولًا ثم أحبا بعضهما وتزوجا خارج مصر، وروت سميرة عبدالعزيز ذلك في أحد اللقاءات الإعلامية قائلة: "كنت أشاهد عرضًا مسرحيًا كويتيًا في مسرح سيد درويش وأعجبت به وعندما سألت عن الكاتب علمت أنه محفوظ عبدالرحمن، وتعجبت لماذا لم يقدمه في مصر؟ ولم أستطع الوصول له لأنه كان في الكويت في ذلك الوقت، وبعد فترة عرض علي المشاركة في مسلسل يحمل اسم "عنترة" كان من تأليفه، وطلبت مقابلته ولكن المقابلة لم تحدث لأنه ما زال في الكويت، وبعد فترة عرض علي مسلسلًا جديدًا باسم محمد الفاتح وكان دوري فيه صغيرًا، وطلبت زيادة مساحة شخصيتي في العمل، فرد علي المخرج وأخبرني أن هذا الأمر في يد المؤلف وكان محفوظ عبدالرحمن هذه المرة في مصر والتقينا لأول مرة، ووجهت له اللوم في تقديم المسرحية بالكويت فأخبرني أن الرقابة في مصر رفضتها فاحترمته ورفض تكبير مساحة دوري في المسلسل ولكن وافقت عليه من شدة احترامي له".
وأضافت: "التقينا مرة أخري في عمل جديد وفي نهاية التصوير كنت أودعه وأقول له "يا ريت نتقابل تاني" لأجده يعرض علي الزواج قائلًا "تعالي نتجوز" رديت عليه بأني خارجة من تجربة وعاوزة أركز في شغلي، رد علي أنه هو كمان كان متجوز وعاوز يتفرغ للفن، وسافرنا تونس في مرة مع بعض كنا بنصور عمل فني وهناك قررنا نتجوز وملقيناش مأذون لأن الجواز هناك كان مدني، مضينا عقدين وكان في شيخ عقد القران وكل أصدقائنا في العمل شهود ولما رجعنا مصر كتبنا الكتاب وعملنا الفرح في منزل سميحة أيوب وسعد الدين وهبة حيث إنه كان يعتبره أستاذه وعشنا حياة هادئة وسعيدة".
ـ رفضها الإنجاب
عندما تزوجت سميرة عبدالعزيز من محفوظ عبدالرحمن كانت الزيجة الثانية لها وأنجبت ابنتها من الزيجة الأولى، وكان محفوظ عبدالرحمن وقتها لديه ولد وبنت من زيجته الأولى، وقرر الثنائي عدم إنجاب أطفال جدد والاكتفاء بتربية أبنائهم معًا في منزل واحد في جو أسري هادئ وهو ما نجحا في تحقيقه بالفعل، حيث أكدت سميرة عبدالعزيز على ذلك قائلة: "عشت أجمل سنين حياتي مع محفوظ عبدالرحمن ومعنا أبناؤنا الثلاثة في سعادة وكان نعم الأب والزوج والسند".
ـ خطوطها الحمراء
قدمت سميرة عبدالعزيز خلال مسيرتها الفنية عددا كبيرا من الأعمال الفنية المتنوعة بين المسرح والدراما والسينما والإذاعة وكانت شرطها الدائم في أي عمل فني تقدمه أن يكون له هدف ورسالة وبعيدا تمامًا عن الإسفاف، حتى إنها رفضت العمل في أحد المسلسلات الصعيدية رغم اقتناعها بالشخصية بسبب وجود لفظ خارج من وجهة نظرها وتعرضت لانتقادات كبيرة وقتها بسبب أن مؤلف المسلسل هو الكاتب الكبير عبدالرحمن الأبنودي ولكنها أصرت على موقفها.
كما أنها رفضت مشاركة الفنان محمد رمضان في أحد الأعمال الدرامية، مؤكدة أنها لن تدمر تاريخها الفني بعدما قدمت دور "أم كلثوم" و"عبدالوهاب" والعديد من الأسماء الهامة بأن تكون أمًا لـ"بلطجي".
وحصدت العديد من الجوائز خلال مسيرتها الفنية أهمها كأس التفوق في التمثيل من الرئيس جمال عبدالناصر، وجائزة التمثيل الأولى من التليفزيون عن دورها في مسلسل "أم مثالية" وعام 1993 حصلت على أفضل ممثلة في الإذاعة كما حصلت على جائزة الميكروفون الذهبي وجائزة الإبداع مرتين من الإذاعة والتليفزيون، ومؤخرًا تم اختيارها ضمن الأعضاء المعينين من رئيس الجمهورية في مجلس الشيوخ.