رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أشرف العشماوي: الجائزة تسعد أي كاتب.. وعدم حصولي عليها لا يضايقني

الروائي والمستشار
الروائي والمستشار أشرف العشماوي

وصل الروائي والمستشار أشرف العشماوي للقائمة القصيرة لجائزة ساويرس عن روايته "بيت القبطية" فرع كبار الأدباء وهي الرواية التي صدرت عن الدار المصرية اللبنانية، ومثل كل روايات العشماوي لاقت الرواية رواجًا كبيرًا ولم يكن مفاجئًا أن تصل القائمة القصيرة في الجائزة، "الدستور" التقت العشماوي وكان هذا الحوار..

- في البداية ماذا تقول عن وصولك للقائمة لجائزة ساويرس وفي رأيك فيم تتلخص أهمية الجوائز للمبدع؟

وصولي للقائمة القصيرة لجائزة ساويرس الثقافية لكبار الأدباء في فرع الرواية أسعدني بالطبع ولم أكن أتوقعه بصراحة، أي جائزة هي تقدير للروائي، تكريم معنوي بالدرجة الأولى، اعتراف بموهبته الأدبية لا بجماهيرته فقط التي يحصل عليها من المبيعات والقراء، الجائزة تسعد أي كاتب لكن عدم الحصول عليها لا يسبب لي ضيقا، وأيضا لا يمكنني إغفال قيمة بعض الجوائز المالية الضخمة في العالم العربي فهي ايضا ستسعد الكاتب وترضيه وتعوضه لأن الكتابة في مصر لا يمكن أن تكفي وحدها للتعيش منها.

- لأشرف العشماوي خاصية وهي الانتقال باللغة من المنسوب لمنسوب آخر بحسب المكان والوعي الذي يناقشه في روايته فمثلا في بنت القبطية وفي عالم الريف استخدم مفردات مثل "تزغر" و"يبرطم" ومفردات هي تناسب البيئة التي يعمل عليها.. كيف ترى لك؟

استخدام مفردات تناسب البيئة التي يكتب عنها الروائي وتليق بالشخصيات التي تتحاور عبر النص بها أمر ضروري ومهم، وينم عن أن الكاتب درس موضوعه جيدا قبل السرد، سواء بالمعايشة والبحث، فالتقى بشخصيات واقعية تقارب شخصياته المتخيلة وعاش او اقام لفترة او زار مرات عديدة الاماكن التي نوى الكتابة عنها وبالتالي تشرب روحها لحد كبير وصار قادرا على التقمص والكتابة بشكل افضل عنهم. هذه المفردات بالاضافة لكونها تعطي رونقا ومصداقية للنص الادبي فهي في الوقت ذاته تكشف درجة وعي الكاتب بالعوالم التي يكتب عنها وان الامر ليس مجرد تماس من بعيد.

- الصدق في العمل الادبي يجعل العمل يصل بقوة لقارئه، ومن هنا كانت شخصية المحقق خاصة وأن العشماوي مر بتجارب كثيرة قبل ذلك بحكم مهنته.. هل منح اشرف العشماوي نادر فايز جزءا من ذاته؟

لا شك أن أي روائي يعطي بطل رواياته قدرا من روحه ومن شخصيته فما بالنا لو أن الشخصية الروائية تعمل في المهنة ذاتها التي يعمل بها الكاتب، أظن أن النفحة ستكون أكبر بالتأكيد. في بيت القبطية كانت شخصية نادر كمال المحقق القضائي سهلة الكتابة عن غيرها من الشخصيات، وبالطبع اعتمدت فيها على خبرتي اكثر من تجربتي فأنا لا اكتب سيرة حياتي ابدا لكني استفيد بخبرات هذه الحياة في التعبير عن القضايا التي اكتب عنها في رواياتي.

- قلت إنه برغم مرور 80 عاما على إصدار "يوميات نائب في الأرياف" فما رصدته بيت القبطية يؤكد أننا أمام كارثة وهي أنه ببساطة.. لا شئ تغير برغم التطور في كل شئ؟

أن يكتب الاستاذ توفيق الحكيم روايته يوميات نائب في الارياف عام 1933 وتنشر عام 1936 ايام الملك فؤاد وتتحول الى فيلم سينمائي عام 1968 في عهد عبد الناصر ولا شئ تغير هذه مصيبة، ثم اعيد انا الكتابة عن عالم مشابه بطرح قضايا مختلفة ومن زاوية مغايرة عام 2019 ونكتشف ان التغيير محدود فهنا تكمن الكارثة، اما التطور فلا اظن اننا في مصر قد استفدنا به بصورة حضارية لنتقدم بل صرنا مستهلكين فقط وفي محلنا نسير. المأساة في رواية بيت القبطية اننا نعود للوراء في امور الدين والفتنة الطائفية والاضطهاد، ليس لدينا وعي على الاطلاق، وكلها اسباب دفعتني للكتابة من مرارة الواقع واظن ان الامر يحتاج لارادة قوية للتغيير واتمنى ان يكون قريبا. الدولة وحدها لن تستطيع التغيير ونحتاج لتكاتف غالبية المجتمع ومفكريه.

- ما هو المشروع الجديد الذي يعمل عليه أشرف العشماوي؟

مشروعي القادم في الكتابة لم تتحدد معالمه بعد، خرجت من رواية صالة أورفانيللي مجهدا للغاية، لا زالت الشخصيات الرئيسية تسيطر على تفكيري ومخيلتي واحتاج لبضعة اشهر اخرى لشحن بطارية الخيال والاستعداد لكتابة عمل جديد. لدي فكرة لم تكتمل بعد واذا ما تبلورت في ذهني ورأيت بدايتها ونهايتها بصورة واضحة سأبدأ في البحث والمعايشة تمهيدا للكتابة. لكني الان استمتع بنجاح روايتي وردود افعال القراء الايجابية عنها. استراحة طويلة لطيفة ثم نعود.