رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفاصيل مبادرة «بيت التلمساني» وشروط الإقامة به

مي التلمساني
مي التلمساني

تبدو فكرة بيوت الإقامة الإبداعية فكرة جديدة على المشهد الثقافي المصري والعربي، وفي الفترة الأخيرة انتبهت العديد من المؤسسات العربية للقيام بمثل هذا الدور عبر تقديم منح إقامة وسفر وعمل العديد من المحترفات الإبداعية غرضها الأول التفرغ للكتابة.

في السطور التالية تتحدث الكاتبة الروائية والناقدة الأكاديمية مي عبد القادر التلمساني لـ"الدستور"، عن "بيت التلمساني" وأهمية وضرورة وجود مثل هذه البيوت والتي تحمل أسماء بارزة في المشهد الثقافي العربي.

عن بداية الفكرة تقول الكاتبة الروائية مي التلمساني "نشأت فكرة بيت التلمساني منذ عامين تقريبًا لتسد احتياجا ملموسا لدى الكاتبات والكتاب في مصر، لمكان يصلح للتفرغ للكتابة بعيدا عن ضوضاء المدن ومسئوليات الأسرة الضاغطة، فكرة بيوت الأدباء (رايترز رزيدنسي) مطبقة في أوروبا وأمريكا منذ عقود من خلال مؤسسات ترعى الآداب والفنون، بعضها مدعوم من الدولة والبعض الآخر تدعمه مؤسسات المجتمع المدني."

وعن غياب بيوت للإقامة الإبداعية، عقبت مي التلمساني قائلة، " لا أعتقد أننا في مصر أو في عالمنا العربي نوفر أماكن للتفرغ للكتابة للكاتبات والكتاب، لذلك فهي مبادرة جديدة على الكثيرين وأتمنى لها الاستمرار والنجاح على المستوى المحلي أولا، والعربي والدولي في المستقبل، موضحة يقع البيت على طريق مصر الإسكندرية الصحراوي على حدود مدينة سفنكس الجديدة وعلى بعد نحو أربع كيلومترات من مطار سفنكس الدولي. البيت حاليا مجهز لاستقبال ثلاثة ضيوف في غرف فردية ملحق بها حمام خاص".
وتابعت " يضم البيت مكتبة أبي عبد القادر التلمساني ومكتبتي فضلا عن جزء من مكتبة الكاتب الكبير والصديق إدوار الخراط، بما يوازي مجموعه نحو ثمانية ألف كتاب باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، مشيرة إلى أنها نعمل حاليًا على تحديد شروط الإقامة بالبيت وكيفية إدارته بالتعاون مع هيئة استشارية مكونة من الصديقات والأصدقاء د. شيرين أبو النجا، د. سحر الموجي، د. مالك خوري، الناشر محمد البعلي (وهو أيضا مدير مهرجان القاهرة الأدبي) والفنان التشكيلي خالد حافظ.، وأتوقع أن نبدأ في استقبال الكاتبات والكتاب في الخريف المقبل".

وواصلت قائلة" من المتوقع أن يتم الإعلان قريبا عن شروط الإقامة للكتاب من مصر والعالم العربي ومن كافة أنحاء العالم على صفحات بيت التلمساني عبر وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك وإنستجرام). أتمنى أن تسمح لنا الأوضاع الصحية العالمية بافتتاح البيت في شهر مايو المقبل، والبدء في استقبال الضيوف للإقامة في يناير 2022".


- شروط الحصول على منحة إقامة "بيت التلمساني"

و وأشارت مي عبد القادر التلمساني، إلى أن أبرز الشروط للحصول على منحة إقامة ببيت التلمساني هو التقدم بمشروع للكتابة في حدود صفحتين في واحد من المجالات التالية: الرواية، القصة، الشعر، المسرح، السيناريو، الترجمة الأدبية، النقد الأدبي، مع تحديد المرحلة التي وصل إليها العمل، واحتياجات الإقامة زمنيا بحد أدني أربعة أسابيع وبحد أقصى ثمانية أسابيع".
وأضافت:"لا يشترط أن يكون مشروع الكتابة بلغة بعينها، لكن يجب أن تكون له صلة بمصر أو بالعالم العربي على أن يقدم الطلب باللغة العربية أو الإنجليزية. يجب أيضا أن يكون المتقدم قد سبق له النشر وأن يرفق قائمة بالمطبوعات التي صدرت له، كما لا يشترط أن يكون المتقدم في سن معين ولكن يشترط عدم اصطحاب الزوج أو الأطفال، كما يراعى عدم السماح بزيارة البيت لغير المقيمين فيه".

وحول مواعيد الإقامة، أشارت إلى أنها " ستكون في الفترة من يناير ليونيو من كل عام، على غرار الكثير من بيوت الكتاب في أوروبا والتي تغلق أبوابها عدة أشهر في السنة للصيانة أو لأسباب تتعلق بتجهيزات المكان (نظرا لصعوبة توفير الإقامة في أشهر الصيف القائظ)".

- هدف المبادرة

وأشارت الكاتبة إلى أن الهدف من هذه المبادرة هو دعم الإبداع في مجال الكتابة والنقد والترجمة، وأيضا خلق مناخ ملائم للقاء الكتاب بشكل ممتد ويومي وفي سياق يشجع على التأمل وتبادل الخبرات والتواصل ويحقق مبدأ الصداقة الأدبية الذي نفتقد إليه في عالمنا المعاصر.

- العزلة والتفرغ للكتابة

وأكدت على أن أهم ما يمنحه بيت التلمساني للكاتبات والكتاب هو المكان ذاته، حيث يقع على بعد نحو ساعة ونصف من قلب القاهرة ويحقق مبدأ العزلة والتفرغ، وهو مكان ريفي محاط بعشرات الأفدنة يتمتع بالهدوء التام ووسائل الراحة البسيطة مع إمكانيات التواصل عبر الانترنت، وأن معظم الحوائط في الداخل مبطنة بالمكتبات والتي تعتبر أيضا من أهم ملامح البيت وغرف الإقامة، كما يوفر البيت وسيلة تنقل من وسط القاهرة للبيت ذهابا وعودة أيام الجمعة من كل أسبوع، ويتكفل بتنظيم الوجبات بما يسمح للكتاب بالتفرغ الكامل للإبداع.

ولفتت إلى أنه من المقترح أيضا تنظيم ندوات وورش كتابة تسمح بعمل لقاءات دورية بين الكتاب المقيمين والجمهور وذلك في أيام الجمعة فقط وبالاتفاق مع ضيوف البيت من الكاتبات والكتاب حيث أن تلك اللقاءات الدورية لن تكون إلزامية.

وقالت مي التملساني:"لا أعتقد أن الكتاب جميعا وبلا استثناء يحتاجون للتفرغ تمامًا لفترات طويلة، لكن في حال كانت الكاتبة أو الكاتب مثلي ممن يفضلون العزلة خاصة في المراحل الأولى والأخيرة من عملية الإبداع فسيكون بيت التلمساني مكانا ملائما لسد هذا الاحتياج. وفي رأيي أن احترام مبدأ العزلة هو واحد من أهم شروط الإقامة بالبيت، خاصة وأنه يقع بعيدا عن مصادر التشتيت سواء في العاصمة أو في المدن المحيطة بها".

واختتمت قائلة:" وأتمنى بالطبع التعاون مع دور النشر المصرية والعربية وكذلك مع المؤسسات الأهلية المعنية بالثقافة لإتاحة منح التفرغ للكتاب ودعم فترة إقامة الكتاب بالتمويل اللازم لتغطية المصروفات، هذا فضلا عنما يقدمه البيت من خدمات إدارية تشمل إتاحة الغرف والإشراف على تقديم الوجبات وتوفير وسائل الانتقال من القاهرة للبيت ذهابا وعودة".