رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دائرة الاشتباه.. هل نفذت إيران حادث السفارة الإسرائيلية في دلهي؟

حادث السفارة الإسرائيلية
حادث السفارة الإسرائيلية في دلهي

لاتزال لدى حادثة الانفجار قرب السفارة الإسرائيلية في الهند انعكاسات داخل الأوساط السياسية في تل أبيب؛ حيث يرى المراقبون أن الحادث غرضه التهديد، وليس حصد أرواح أو إصابات أو أضرار كبيرة في الممتلكات.

العبوة فُجّرت يوم الجمعة عند الساعة الخامسة بعد الظهر بحسب توقيت الهند، في وقت لا يوجد موظفون في السفارة الإسرائيلية ولا يوجد مشاة في الشارع. والتقدير أنه كان مقصوداً عدم وقوع إصابات أو أرواح أو أضرار كبيرة.

حتى الآن تفيد التقارير العبرية أنه رغم عدم معرفة هوية المنفذين إلا أن دائرة الاشتباه الإسرائيلية تقع على "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، فالحاثة تشبه نمط عمل استخدمه فيلق القدس سابقاً في مهاجمة دبلوماسيين إسرائيليين في أذربيجان، والهند، وتايلند، وكينيا، وقبرص، انتقاماً لاغتيال علماء ذرة إيرانيين، ولعمليات تخريب منشآت نووية نُسبت إلى إسرائيل.

بالإضافة إلى أنه بالقرب من المكان الذي فُجّرت فيه العبوة عُثر على مغلّف موجّه إلى السفارة الإسرائيلية وفيه رسالة تذكّر بمقتل "الشهيدين" سليماني وفخري زادة. في نص الرسالة، التي صيغت بلهجة تهديد، جرى التلميح إلى أن الانفجار في نيودلهي يوم الجمعة هو فقط بداية لسلسلة هجمات.

ما يعزز الاشتباه بإيران هو الحادثة الأمنية التي وقعت في العاصمة الفرنسية - قبل أيام من حادث نيودلهي- وبحسب التقارير، عُثر على جسم يشتبه به كعبوة تحت سيارة دبلوماسي إسرائيلي، عند الفحص تبين أن الجسم ليس عبوة ناسفة، لكن الحادثة لا تزال مصنفة في إسرائيل كحادثة "أمنية".

والآن يتم فحص الصندوق البلاستيكي المشبوه الذي تم العثور عليه تحت سيارة الملحق العسكري الإسرائيلي في باريس. الصندوق الذي كان يتدلى منه خيط لا يزال في قيد الفحص، ولا تستبعد جهات أمنية احتمال وجود علاقة بين الحادثتين في الهند وفرنسا، وأن هدفهما نقل رسالة.

الرسائل التي يمكن استخلاصها من الحادثتين يمكن تفسيرها على النحو التالي:
الرسالة الأولى: إيران تريد إرسال رسالة واضحة لإسرائيل أنها لاتزال تخطط للانتقام لاغتيال العالِم النووي محسن فخري زادة، الذي تنسبه إلى إسرائيل، واغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني الذي نفّذته مسيّرات أمريكية في يناير العام الماضي.

الرسالة الثانية: إيران لديها قدرة على تنفيذ هجمات ضد مصالح إسرائيلية، وأيضاً ضد أهداف أمريكية في الخارج.

الرسالة الثالثة: ترسلها إيران لإدارة بايدن، ومفادها أنه على الرغم من الحديث عن عودة مفاوضات الاتفاق النووي إلا أن طهران لاتزال تستعد لليوم الذي تهاجم فيه، وهو ما يعني أنها مستعدة لكل السيناريوهات، وهي رسالة هدفها الضغط على واشنطن لتحسين أوضاعها في التفاوض.