المصالحة مع قطر.. ما خطط إسرائيل للاستفادة منها؟
أكدت المتحدثة باسم الخارجية القطرية، لولوة الخاطر في تصريحات أمس الأثنين أن المصالحة الخليجية تمثل خياراً استراتيجيا بالنسبة لها، مشددة على عزمها عدم إفساد هذا المسار، فيما أوضحت قضية "التفاهمات الثنائية"، وطبيعة الضمانات لعدم تكرار الأزمة.
وأشارت إلى أهمية الحفاظ على المصالحة الخليجية كخيار استراتيجي"، معتبرة أن "أزمة الخليج ليس لها أي حسنة واحدة، وكانت خسارة للجميع"، متحدثة عن مكاسب للجميع من المصالحة، وبطبيعة الحال لايمكن استبعاد إسرائيل من المشهد.
قبل ثلاثة أسابيع، سُجلت انعطافة سياسية، فقد رُفع الحظر الذي فرضته دول الخليج على قطر، وبدأت عملية مصالحة بين الإمارة الصغيرة وجيرانها، تأتي المصالحة في موازاة التقارب السياسي والاقتصادي بين الدول الخليجية وإسرائيل، كلا الخطين يمكن أن يساهمها في قرب التطبيع بين تل أبيب والدوحة، وجملة من مكاسب أخرى لإسرائيل يمكن رصدها في النقاط التالية.
سياسياً: إقامة علاقات رسمية مع قطر تساعد إسرائيل بصورة خاصة في المجال السياسي- من أجل بناء "جسر" مع معسكر الإخوان المسلمين، ولتهدئة التوترات مع تركيا، والمحافظة على الاستقرار الأمني والاقتصاي في قطاع غزة، بحسب ما ذكرة تقدير الاستخبارات الإسرائيلية بعد أيام قليلة من المصالحة.
اقتصادياً: بإمكان قطر أن تزود اقتصاد الطاقة الإسرائيلي بشحنات من الغاز السائل والاستثمار في الصناعة الإسرائيلية، وأن تكون مستهلِكة للمنتجات الزراعية ومنظومة المياه والزراعة، كما توجد إمكانية للتعاون بين إسرائيل وقطر في مجالات الطيران والسياحة وتبادُل العمال الأجانب، بشكل يعزز التغلغل الإسرائيلي في دول الخليج بعد اتفاق التطبيع.
أمنياً: فإن قطر يمكن أن تكون مستهلِكة محتمَلة لمنظومات سلاح وتكنولوجيا إسرائيلية، فهي دولة غنية اقتصادية وستهتم بتلك المنظومات تحسباً لأي توترات في المستقبل.
من ناحية أخرى، فإن لدى إسرائيل، يوجد شخصان أساسيان في الدوحة ولديهما تواصل قوي مع حاكم قطر، الأول هو عضو الكنيست السابق عزمي بشارة، الذي فرّ إلى الأردن واختار حياة المنفى في الإمارات التي قدمت له ظروف حياة مترفة، والثاني هو الدبلوماسي القطري الماهر محمد العمادي المسؤول، ليس فقط عن حقائب الدولارات التي يوزعها في غزة، بل أقام أيضاً علاقات سرية مع مسؤولين كبار في إسرائيل.