رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير أوروبى: أتراك المهجر طابور خامس

جريدة الدستور

قالت مصادر مخابراتية غربية لدورية نورديك مونيتور، التي تصدر في ستوكهولم، إن هناك أدلة دامغة على اتساع نطاق أنشطة التجنيد التي تقوم بها الاستخبارات العامة التركية في بلدان الاتحاد الأوروبي.

وأضافت المصادر، التي طلبت عدم التعريف بها، أن الجانب الأعظم من هذا النشاط التجنيدي يتم بصورة أكبر فى النمسا وفرنسا مقارنة بباقي دول الاتحاد الأوروبى وذلك بحكم وجود جاليات تركية كبيرة فيهما، كما تبين لأجهزة مكافحة التجسس الأوروبية أن نشاط المخابرات التركية التجنيدي للعملاء يهدف في المقام الأول إلى جمع المعلومات والتأثير السياسي من خلال عمليات الشحن النفسي والإعلامي ضد من يراهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خصومًا لسياساته من خلال إشاعة الفوضى والتوترات الداخلية اعتمادا على مبررات مضللة.

وأكدت المصادر نفسها أن النمسا وفرنسا تتصدران قائمة البلدان الأوروبية الأعلى استهدافا من جانب أنشطة وعمليات المخابرات التركية، وأنه يتم انتقاء العملاء وتجنيدهم في كلا البلدين بعناية شديدة مع مراعاة تواجدهم في مواقع عمل مهمة وفي مقدمة من تسعى الاستخبارات التركية إلى استمالتهم وتجنيدهم المقاولون وأصحاب الشركات المدنية المتعاقدة أو المتعاملة مع الحكومات والهيئات ذات الطبيعة الأمنية والعسكرية ومقاولو المشروعات الدفاعية.

يقول التقرير: "تلعب وكالة أتراك المهجر التركية هذا الدور مستفيدة من أجواء الانفتاح والديمقراطية التي تتحلى بها المجتمعات الأوروبية، ويتم ذلك في الوقت الذي تتشدد فيه أنقرة إزاء إنشاء أية كيانات أو روابط للجاليات الأجنبية المقيمة على أراضيها".

وبحسب المعلومات المتاحة.. رصدت أجهزة الاستخبارات الأوروبية تحركات لافتة فى الفترة الأخيرة من جانب الاستخبارات التركية لتوسيع نطاق عمليات تجنيد العملاء من الأتراك وغير الأتراك في البلدان الأوروبية.

وكشفت دورية نورديك مونيتور المقربة من دوائر الأمن والاستخبارات في المجلس الأوروبى عن أنه مع احتدام التدخل التركي في ليبيا والصراع على مياه شرق المتوسط لجأت تركيا إلى المنظمات الإنسانية والخيرية والثقافية كأذرع عمل مكشوفة تتولى تنفيذ خطة الاستخبارات التركية السرية لتوسيع قاعدة العملاء والمبلغين عبر أراضى الاتحاد الأوروبى، وكل ذلك كان يتم تحت مظلة الوكالة الوطينة لأتراك المهجر.

وذكر التقرير الأوروبى أن الاستخبارات التركية لجأت إلى استخدام المنظمات غير الحكومية وشبه الرسمية وفي مقدمتها وكالة التعاون والتنسيق التركية (TİKA )، ولفت التقرير إلى أنه مما يؤكد ارتباط وكالات التعاون الدولى شبه الحكومية التركية بعمل الاستخبارات التركية وبأنشطتها قيام الرئيس التركى رجب طيب أردوجان بتعيين حقان فيدان رئيسا للاستخبارات التركية العامة فى العام 2010 وكان يعمل قبل ذلك فى وكالة التعاون والتنسيق الدولى التركية TİKA السابق الإشارة إليها وقد نجح فيدان في تجنيد وتشغيل أعداد كبيرة من العملاء لحساب تركيا خلال فترة إدارته لتلك الوكالة.

وبحسب التقرير الأوروبى.. يتواجد على الأراضى الاوروبية ما لا يقل عن خمسة ملايين تركى ما بين دارس وعامل أو مقيم بصفة دائمة أو موظف دولى، وتشكل تلك الكتلة البشرية الكبيرة مجالًا حيويًا لعمل الاستخبارات التركية لتنفيذ عمليات تجنيد وتجسس سواء باستخدام عملاء من أتراك المهجر أو للتجسس على أتراك المهجر في عموم البلدان الأوروبية.

وفى 11 مارس 2013 زار الرئيس التركى رجب طيب أردوجان إحدى مدارس ووندر خلال زيارته لجمهورية النمسا وألقى هناك خطابا حماسيا بحضور يوسف قره مدير تلك المدارس، ويعمل فى الاستخبارات التركية حاليا مزيج من ذوي التوجهات الإسلامية وآخرون من ذوي التوجهات القومية، لكن القاسم المشترك فيما بينهم هو كونهم من خريجى مدارس " ووندر " للتعليم ما قبل الجامعي.

ويقول خبراء مكافحة التجسس فى أوروبا إن تحليل أوجه إنفاق الرابطة الوطنية لأتراك المهجر ومشروعاتها فى بلدان الاتحاد الأوروبى وبخاصة فى النمسا وفرنسا تشى بوجود أهداف خفية وراء الأنشطة الظاهرة لعمل تلك الوكالة، فتحت لافتة "تحسين تعايش الأتراك فى مهاجرهم" تنفذ الوكالة برامج مكثفة لتعليم الثقافات واللغات المحلية للأتراك المتواجدين على الأراضى الأوروبية، لكن الأمر المريب هو قيام الوكالة بتنظيم فعاليات للتواصل بين "عناصر من أتراك المهجر" وقيادات سياسية وتنفيذية فى دول المهجر فى الاتحاد الاوروبى بما يعزز نفاذ العناصر التركية إلى مؤسسات وهيئات بعينها فى البلدان الأوروبية.