على جمعة: العفو والصفح منهج النبيين والصديقين
قال الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية السابق، شيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، إن هناك منهجا بيننا وبين الخلق، هذا المنهج مبني على العفو والصفح والرحمة،{فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}، أمر في غاية الصعوبة يحتاج إلى صبر، وإلى تجرع مرارة كيف تعفو عَمَنْ آذاك، وكيف تعفو عَمَنْ اعتدى عليك، وكيف تتجاوز مَنْ وقف بلا مبرر يشتمك ويسبك، وكيف لو أنه كان على الباطل وأنت على الحق وعلى الرغم من ذلك فإن العفو والصفح، هو منهج النبيين والصديقين والعفو والصفح، هو الذي ينبغي أن نتقدم به بيننا وبين الناس، وهو أمر عظيم يوقعنا في نزاع مع أنفسنا ولكن في النهاية: الأمر لله ولرسوله وكلام الله ورسوله على أعناقنا وفوق رءوسنا.
وتابع عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك: إذن العلاقة بيننا وبين الخلق يجب أن تبنى على الصفح، والعفو، والمغفرة، والرحمة؛ لأننا نحب أن يعفو الله عنا وأن يغفر الله لنا وأن يوفقنا، وأن ندخل في محل نظره سبحانه وتعالى والعلاقة بينك وبين نفسك مبناها ذكر الله، والنبي ﷺ يقول: «لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله».
وأضاف: لا حول ولا قوة إلا بالله، والعفو والصفح، والاشتغال بالذكر إن لم تكن مشتغلًا به، وإن كنت مشتغلًا فَدُمْ عليه واستمر فيه فإن الناس قد نسيت ذكر الله ونسيت العفو والصفح ونسيت لا حول ولا قوة إلا بالله إذا فعلنا ذلك وشعرنا بأن الله يقف معنا ازداد إيماننا به وازداد تعلقنا به جل جلاله وإذا رأى الله منا ذلك ازداد في التوسعة علينا في حل أزماتنا، في أن يقينا الفتن ما ظهر منها وما بطن، في أن يمر بنا بسلام من كل ضيق.
وأوضح: إذا فعلنا ذلك سنشعر بأننا خرجنا من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن نزاعها ونكدها وكدرها، إلى وسيع رحمة الله سبحانه وتعالى.
علقوا قلوبكم بربكم، وأخلصوا دينكم له، تجدوا الدنيا أهون من جناح بعوضة.