أخصائي حميات يروي حكايات من داخل أروقة الحجر الصحي
قال محمد فتحي، أخصائي حميات بمستشفى حميات الإسكندرية، إنه خلال عام 2020 شعر بالخوف مئات المرات خلال تعامله المباشر مع الوباء، موضحًا أنه لن ينسى أيامه الأولى داخل أروقة الحجر الصحي، ويومه الأول الذي شعر فيه بالخوف، حينما كانت مهمته في غرفة الاستقبال وجاءت إليه سيدة في الستين من عمرها تعاني من ضيق شديد في التنفس.
وتابع أنه أجرى لها الفحوصات الطبية اللأزمة، ليتأكد أنها حالة كورونا في مرحلة متأخرة لأن المريضة مصابة بالسكري والضغط والقلب والأمراض المزمنة، حاول حينها أن يقدم كل ما في يده، لكن الحالة تدهورت لتمكن الفيروس منها حتى ماتت بعد أيام.
وأوضح أنه بسبب هذا الأمر دخل في دوامة كبيرة من اليأس والإحباط وبقاءه الدائم في المستشفى جعله يشعر بالاكتئاب؛ إلا أن الأطباء النفسيين المتواجدين في وحدة العلاج النفسي قدمت له يد العون، حتى خرج من أزمته، وبات يتعامل بشكل أكثر صرامة مع الحالات.
«اكتشفت أن هناك المئات بحاجة لمساعدتنا»، كان هذا المخزى الذي أدركه «فتحي» خلال دوامة العمل مع المرضى، مؤكدًا أنه يتوجب على المرء أن يدرك تمامًا حجم المسئولية التي ألقاها الله على عاتقه في هذه الحياة، ورسالته الواجب عليه إتمامها.
واستكمل أن الشيء المُطمئن حتى اللحظة الحالية هو استمرار الدولة في إدارة الأزمة على نحو يتناسب مع الأوضاع الخاصة بتفشي الفيروس، وطلبات مستشفيات العزل يتم الاستجابة لها على نحو سريع جدًا، كما يتم توفير الرعاية اللأزمة للطواقم الطبية والمرضى.
وأضاف أن أكثر ما يقلقه هو خوفه على أقاربه وأصدقاءه وذويه أن يلتهمهم الفيروس خلال هجماته الثانية التي صنفت بأنها أكثر شراسة، ولازال يطارده حلم وفاة صديقه؛ الأمر الذي يجعله حريص على الأتصال الدوري به، خوفًا من أن يفقد أحدهم في لحظة.