رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انعدام الثقة


لا أعرف السبب الذى من أجله يقوم البعض بالتشكيك فى الإنجازات التى تحققت على أرض مصر، فما إن تم استيراد لقاح «كورونا» حتى بدأت حملة تشكيك ضخمة، عبر وسائل التواصل الاجتماعى، ومن خلال بعض القنوات الفضائية.
الغريب هو تلك الحملة الشرسة التى تبنتها كتائب الإخوان الإلكترونية، التى نشطت فى استضافة أطباء معدومى الضمير للتشكيك فى اللقاح الصينى سينوفارم، الذى جلبته الحكومة للوقاية من المرض اللعين.
ويلجأ التنظيم الإرهابى إلى الحديث حول جدوى لقاح سينوفارم الصينى للوقاية من فيروس «كورونا»، بعدما استقبلت مصر منه أولى الدفعات ١٠ ديسمبر ٢٠٢٠، وكانت مصر من أولى الدول التى جلبت لمواطنيها هذا اللقاح، لوقاية أهلها من خطورة هذا الوباء الذى آتى على الملايين من سكان العام.
الغريب أن حملات التشكيك الإخوانية بدأت حتى قبل الإعلان عن وصول أول شحنة من اللقاح إلى مصر، وفى ذلك الوقت ركزت الحملات على التشكيك فى جدية استيراد اللقاح من الأصل.
ومما لا شك فيه أن الصراع مستمر ودائم بين الدولة المصرية وجماعة الإخوان الإرهابية التى تشكك فى كل خطوة تتقدم بها الدولة وتنجزها، ودائمًا يحاول عناصرها تقديم الصورة على أنها سيئة، وهذا ما طبقوه على استيراد الدولة المصرية لقاح «كورونا»، للتشكيك فى نجاح الدولة، وفى المنحة التى قدمتها دولة الإمارات الشقيقة للمصريين، ونحن نرى أن هذا سلوك طبيعى ومعتاد من الجماعة الإرهابية وحلفائها، الذين لم يعودوا يمثلون شيئًا للدولة المصرية، وما يقومون به لا يزيد عن كونه محاولة مستميتة لزعزعة الثقة بين القيادة المصرية وشعبها.
وقد سيطرت قضية اللقاح على عدد من برامج الـ«توك شو» بالقنوات الفضائية المصرية، التى دافعت عنه، ما خلق حالة من الفزع لضرب استقرار البلد، فالجماعة تريد نشر الإحباط بتخويف الناس من كل شىء، حتى من لقاح «كورونا» الذى سعت الدولة بكل جهدها لتوفيره للناس مجانًا.
ومما هو جدير بالذكر أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، تم حقنه باللقاح الصينى الذى استوردته مصر، ومن الطبيعى أن الدول لا تخاطر بكبار رجالها، وصوّرت وسائل الإعلام الشيخ محمد بن راشد وهو يتلقى اللقاح، كما تلقى اللقاح ولى العهد السعودى سمو الأمير محمد بن سلمان.
وهو ما أعاد إلى الأذهان ما كان يحدث فى السنوات الماضية، عندما كانت تحقق الشرطة نجاحًا فى سرعة الكشف عن جريمة إرهابية، حتى تنطلق شائعات التشكيك، فى النتائج التى تتوصل إليها لكشف الفاعلين.
حملات التشكيك تعاظمت مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعى والقنوات الفضائية، وأسهم بعض القنوات الفضائية المتعددة فى بلبلة أفكار البسطاء حول بلدهم، وتكوّن لديهم اعتقاد جازم بأن بلادهم تلفق الوقائع، وأنها لا يمكن أن تكون صادقة، كما ترسخ لديهم اعتقادًا بأن الإعلام الأجنبى صادق فيما يقوله، خصوصًا قناة «بى بى سى» العريقة، التى يعرفها معظم المصريين، منذ أن كانت محطة إذاعية، ففى ظل الدعاية التى كانت تبثها أنظمة الحكم المختلفة فى مصر، كانت تلك الإذاعة تحظى باحترام كل الناس الذين يستمعون إليها، وكان الخبر الذى تبثه تلك الإذاعة هو عين الحقيقة. كما كان بعض القنوات التليفزيونية باللغة العربية، مثل قناة DW الألمانية، وقناة RT الروسية، وقناة الحرة الأمريكية، وقنوات أخرى بلغات أجنبية تحظى أيضًا باحترام المشاهد المصرى بالإضافة إلى قناة الجزيرة القطرية.
كل تلك القنوات أخذت خطًا معاديًا لإرادة الشعب المصرى بعد ثورتى يناير ٢٠١١ ويونيو ٢٠١٣، وتبنت دائمًا وجهات النظر المعادية للإرادة المصرية، المتمثلة فى إرادة شعبها من الانتقال من الحكم الدينى فى ظل الإخوان المسلمين، إلى الحكم المدنى، وقد حاولت تلك القنوات تأكيد بعض وجهات النظر التى تؤيد أعداء مصر والمتربصين بها.
ولا يمكننا أن نغفل دور قطر ومعها قناة الجزيرة من الإساءة للجيش المصرى، أعرق جيش فى تاريخ منطقة الشرق الأوسط.