«سينوفارم».. أسباب اختيار مصر اللقاح الصيني لعلاج كورونا
أعلنت وزارة الصحة والسكان، الخميس الماضي، عن وصول أولى شحنات لقاح فيروس كورونا المستجد "كوفيد -19"، والذي أنتجته المجموعة الصينية "سينوفارم".
وأمر الرئيس عبدالفتاح السيسي بتوزيع اللقاح مجانًا على جميع الفئات المستحقة، فالأولوية ستكون للفئات الطبية، ومرضى الفشل الكلوي والأورام وأصحاب الأمراض المزمنة الصعبة، حسبما أعلنت وزارة الصحة.
وأشارت وزارة الصحة في مؤتمر لها، أن اللقاح سيعطى على جرعتين بينهما 21 يومًا.
وفي السطور التالية، تجيب "الدستور" على سؤال لماذا اختارت مصر اللقاح الصيني "سينوفارم" بالذات؟
◄ الطقس الدافئ سبب
"الدكتور أشرف عقبة، رئيس أقسام الباطنة والمناعة بكلية الطب بجامعة عين شمس، قال إن الصيني (كورونافاك) يعمل من خلال استخدام جزيئات فيروسية ميتة لتعريض النظام المناعي في الجسم إلى الفيروس بدون حدوث رد فعل خطير.
أما لقاح موديرنا ولقاح فايزر إلى نوع آخر يعتمد على الحمض النووي الريبوزي (mRNA) - ويعني ذلك أن جزء من الشفرة الجينية لفيروس كورونا يتم حقنه في الجسم، الأمر الذي يحفز الجسم على البدء في إنتاج البروتينات الفيروسية، وهذا المقدار كاف لتدريب النظام المناعي وبالتالي تظهر أعراضه الجانبية سريعًا على مستقبله، لا نستطيع أحيانًا معالجتها وهو ما يفسر الإصابات الكثيرة التي حدثت في أوروبا مع بدء التطعيم بعقار " فايزر".
ويكمل أنه من الناحية التطبيقية يتميز هذا العقار عن غيره في عدة عوامل أهمها إمكانية تخزينه في ثلاجة عادية في درجة حرارة تتراوح بين 2 و8 درجات مئوية، مثل لقاح أكسفورد على عكس لقاح موديرنا الواجب تخزينه في درجة حرارة -20، بينما يجب تخزين لقاح فايزر في درجة حرارة -70.
ويعني ذلك أن لقاح سينوفاك ولقاح أكسفورد-أسترازينيكا مفيدان أكثر بالنسبة إلى البلدان النامية ودول ذات الطقس الدافئ والتي قد لا يكون في مقدورها تخزين كميات كبيرة من اللقاح في درجة حرارة منخفضة.
◄ مهاجمة كورونا للجسم ستكون محتملة في جميع الحالات
وفي سياق متصل، أوضح الدكتور إسلام عنان أستاذ اقتصاديات الدواء وعلم انتشار الأوبئة، أنا مزايا عقار سينوفارم لا تنتهي، حيث يعتبر لقاح معطل بمعنى أنه يحتوى على الفيروس لكنه نما فى المختبر ثم قتل، وبالتالى فهو غير معدٍ، واللقاحات المعطلة معروفة جيدًا وقد استخدمت ضد أمراض مثل الأنفلونزا والحصبة وداء الكلب، لكنها عادة لا توفر مناعة قوية مثل اللقاحات الحية، لذلك قد يكون من الضرورى تناول عدة جرعات بمرور الوقت.
وأكمل، نعتمد في تفضيلاتنا للقاحات على الدراسات والأبحاث التي لا زالت تجرى عليها، ومن ضمنها دراسة جديدة أظهرت أن اللقاح المحتمل لفيروس كورونا الذى طوره علماء صينيون أنتج استجابة مناعية قوية وآثارًا جانبية خفيفة فى اختبار المرحلة المبكرة، وأعلن مؤلفو الدراسة أن نتائج المرحلتين الأوليين من التجارب تظهر أن اللقاح الذي طورته شركة سينوفارم ومعهد ووهان للمنتجات البيولوجية كان آمنًا، وهو ما يبحث عنه الأطباء في المرحلة الحالية، لا سيما أن مهاجمة فيروس كورونا للجسم ستكون محتملة في جميع الحالات حتى مع تلقى اللقاح، لذا علينا اختيار صاحب التأثير المناعي الإيجابي كي يقدر المتلقي على مواجهة كورونا المستجد في موجاته التالية.