حكاية اللقاء الأول بين راهب القصة القصيرة سعيد كفراوى مع يحى حقى
ما جمعتنا جلسة مع الكاتب الراحل سعيد كفراوي وجاءت سيرة صاحب قنديل أم هاشم "يحيي حقي" إلا وسرد لنا قصة اللقاء الأول معه، صحيح إن كاتبنا الراحل الكفراوي قص لنا قصة اللقاء الأول بيحى مئات المرات، ولكن كان يرويها لنا وكأنها حدثت بالأمس القريب، وكأن عبق عطر تلك اللحظات مازال حاضرا، كان يرويها لنا وكأنه يحكي لأول مرة بنفس البهجة ونفس التفاصيل والحبكة والنهاية، والفرح بما حدث.
هي الحكاية التي ورثناها ونتناقلها كلما دارت رحى الأحاديث عن الأساتذة الكبار الذين مدوا أياديهم للأجيال الجديدة ودفعوا بهم إلى المشهد الثقافي والصحفي بكل محبة وإيمان وقناعة بموهبتهم، وأن أرض الإبداع تسع الجميع، هذا حدث مع الكفراوي ومع كثيرين غيره، وحدث مع جيلنا وما زال يحدث إلا أن الأمر يمكن وصفه بالندرة الآن.
يقول الكفراوي في بدايات عام 1966 كانت تصدر مجلة المجلة وكان يترأس تحريرها الكاتب القاص والروائي يحيي حقي، كانت من ضمن أمنياتي أن أكتب فيها، مجلة المجلة كان يكتب فيها كبار مبدعي مصر في ذلك الوقت، ذهبت إلى مقر المجلة وطلبت مقابلة الأستاذ يحيي حقي، كنت ارتدي جلباب ريفي وطاقية، وقدمت له نفسي وقصتي، وطلب منى أن أقراها عليه وقرأتها عليه، وظهرت عليه علامات الاعجاب بها، وبعد ما أنهيت زيارتي أنتظرت أن تنشر في المجلة، وفوجئت بنشرها بالعدد الأول عقب زيارتي له.
لفت الكاتب الراحل سعيد الكفراوي إلى أن صاحب القنديل "يحيي حقي"، كان يعرفه بجلبابه الريفي، ويتذكر ذلك كلما إلتقيا ويضحك.