بعد واقعة مسح الحذاء.. إهانة المعلمين للطلاب «عرض مستمر»
واقعة يُدرس بها كل معاني الإهانة والذل، وليس التربية أو التعليم على الإطلاق، تلك الواقعة التي حدثت بمدرسة جولف اللغات، بـ«صفع» معلمة لأحد الطلاب على وجهه عدة مرات، وإجباره على مسح حذائها، بدعوى أن ذلك عقاب له لخروجه من الفصل دون الحصول على إذن منها.
ليتم تداول الخبر بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي مسيرة غضب الجميع من رواد هذه المواقع، وبالفعل تواصلت قوات الأمن إلى المعلمة، ومازال يجري معها التحقيق للتأكد من صحة الخبر من عدمه.
وواقعة إهانة المعلمين للطلاب ليس الواقعة الوحيدة من نوعها ولكنها تكررت بالفترة الأخيرة بشكل ملحوظ، ونذكر في التقرير التالي بعض من وقائع إهانة المعلمين للطلاب، والتي تدخل في إطار العقاب، ولكنها في حقيقتها ما هي إلا تعذيب وقسوة.
فقد الطفل يوسف ضاحي، 6 سنوات، بالصف الأول الابتدائي، جهاز زرع القوقعة الطالب بأحد مدارس بورسعيد، وذلك ما بسبب إلا لسوء فهم معلمته، التي اعتقدت أن تلك السماعات لعبة يضعها لطفل على أذنيه، ليفقد الطفل المسكين بفعلة معلمته الشنعاء قدرته على السمع نهائيًا، وتصل تكلفة عملية من شأنها تعويضه عما فعلته به معلمته 140 ألف جنيه لتركيب جهاز تعويضي لتختصر والدته السيدة سمية محمد ما تشعر به حيال ما ألم بابنها "مش مسامحاها ليوم الدين".
وداخل إحدى مدارس اللغات، التابعة لإدارة الهرم، تعرض الطفل"سيد" إلى الإهمال من قبل معلمته التي عاقبته عمدًا لعقابة على رغبته الذهاب إلى دورة المياه، بإغلاقها الباب على أطراف أصابع يده مما أدى إلى فقده لها، لتقول أمه السيدة أمال حسني "ذنبه إيه ابني يفقد جزء من إيده بسبب جهل معلمة ؟ من المسئول؟".
وقد سبق وأن آثار مقطع فيديو جرى تداوله منذ فترة على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي موجة غضب بين أولياء الأمور في الإسكندرية، بعد أن أظهر قيام أحد المدرسين بالاعتداء بالضرب المبرح على طالب داخل فصل بمدرسة شرقي المدينة.
من ناحيته، علق الخبير التربوي محمود أمين لـ"الدستور"، على وقائع عنف المعلمين ضد الطلاب، وعدم استخدام أسلوب تربوي وتعليمي سليم معهم لعدم وجود دورات تدريبية للمعلمين، موضحًا أن تكرار هذه الحوادث يعني عدم وعى بعض المعلمين بالمعاملة التربوية والنفسية للطلاب.
وتابع أنه يجب ألا يتحول العنف في المدارس إلى الوسيلة الوحيدة للعقاب بل يجب أن نبحث من خلال علماء علم النفس والتربويين عن دوافع انتشار العنف داخل المدارس، والعمل على تأهيل المدرس نفسيًا وتربويًا بشكل سليم للتعامل مع الطالب، وذلك من خلال الدورات التدريبية، ووجود لوائح بالمدرسة تجرم العنف سواء من الطالب أو المعلم، بالإضافة إلى ضرورة إجراء اختبار نفسي للمعلمين للتأكد أن المعلم مؤهل للتدريس، فالتأهيل النفسي والتربوي من الأمور الهامة.
يشار إلى أن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، حذرت من استخدام العقاب البدنى واللفظى للطلاب، مع تشديدها على تفعيل الإشراف والمتابعة اليومية المستمرة داخل المدارس.
جدير بالذكر أن وزارة التربية والتعليم أكدت أن العقاب البدنى مرفوض بكافة أشكاله وأى عضو هيئة تدريس يخالف ذلك سيتم محاسبته، وهناك لائحة انضباط يتم تطبيقها على الطالب والمعلم، والطالب الذى يخالف أو يرتكب سلوكًا عدوانيًا من تعد أو تلفظ بألفاظ خارجة يتم محاسبته وفق بنود لائحة الانضباط المدرسى.
كما اتفق خبراء التعليم على أن الضرب أو التعدى لفظيا أو بدنيا يؤدى إلى هجر الطالب للمدرسة، فى الوقت الذى تحرص فيه وزارة التعليم على أن تكون المدرسة عنصر تعليمي جاذب للطالب، وتحقق لديه متعة التعلم.
كما كان الدكتور محمد عمر، نائب وزير التربية والتعليم لشئون المعلمين السابق، أكد أنه في حال ثبوت سب المعلم للطالب ينبغي اتخاذ إجراء عقابي معه قد يصل إلى الفصل، وذلك بعد تداول فيديو المعلم الذي انههال على طالب بالسباب بألفاظ خارجة والضرب بالإسكندرية.