شيخ صوفية الصين يشارك في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بالهند
شارك الشيخ عبد الرؤوف اليماني شيخ صوفية الصين، ومرشد الطريقة الجهرية النقشبندية بها في المؤتمر الدولي الذي نظمته الطريقة القادرية بالهند بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عبر شبكة الإنترنت "أونلاين".
وقال الشيخ عبد الرؤوف اليماني شيخ صوفية الصين،في كلمته، بإسمي واسم مريدي الطريقة الجهرية النقشبندية بدولة الصين، اقدم تحياتي وسلامي للمشايخ الكرام والعلماء الافاضل وجميع الحاضرين والحاضرات واخي الحبيب ومحبتي سماحة الشيخ الدكتور أبوبكر أحمد مرشد لطريقة القادرية في الهند ومفتي ديارها.
وتابع: أشكر أخي العزيز رئيس جامعة مركز الثقافة السنية الإسلامية والعالم الرباني شيخ الطريقة القادرية ومفتي الديار الهندية سماحة الشيخ الدكتور أبي بكر أحمد حفظه الله تعالى، شكرا جزيلا لهذه الدعوة المباركة التي سيجتمع فيها السادات الكرام من مختلف الدول، واليوم يشرفني الحضور مع مشايخ الكرام وعلماء الأفاضل في احتفال مولد النبي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، من المعروف أن الإسلام دين يحب السلام ويريد السلام ويسعى إلى السلام وروح الإسلام وجوهره هي الطرق الصوفية والتصوف هو الطريقة الصالح للحفاظ على السلام الاجتماعي والاستقرار الوطني والابتعاد عن كل أشكال الإرهاب والتطرف.
وأشار “اليماني” في كلمته أن كل اتجاهات الإرهاب والتطرف لا علاقة لها بجوهر الإسلام، وأن الإرهاب والأفكار المتطرفة هي أداة يستخدمها أعداء الإسلام لتشويه سمعة الإسلام وتدميره، وفي مواجهة الإرهاب والأفكار المتطرفة، فإن الإسلام والمسلمين هم بلا شك من أكبر الضحايا، ودين الإسلام هو السبيل الصالح، وجوهره الإخلاص والإحسان والأخلاق والوفاء والمحبة الكبيرة، والطريقة الإسلامية في الحياة هي أفضل طريقة للحياة بين البشر كما أن الطرق الصوفية وأسلوب التصوف هو الممارس والمفسر المثالي للإسلام.
وأكد “اليمانى” أن روح الإسلام هو التصوف وروح التصوف هو معرفة الله تعالى وتعبده تعبدًا حقيقًا من القلب، وتتقرب إلى الله تعالى بالأعمال الحسنة ونعمته ويكرم مخلوقاته إكراما بفضل الله وحبه لتطبيق القرآن الكريم: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين بحب الله تعالى وحب الرسول صلى الله عليه وسلم ووراثة هذه الرسالة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى خلفائه من مرشدي الصوفية.
وأضاف: أرسل الله سبحانه تعالي رسول الله، رحمة للعالمين، ليرحم البشرية جمعاء،الجنس البشري كله يشمل من المسلمين وغير المسلمين، والإسلام يعلم المسلمين، والبشر من نفس الأصل، وينتمي كل من المسلمين وغير المسلمين إلى نسل آدم عليه السلام، والبشرية جمعاء لديهم عاطفة آدم عليه السلام والمسلمون لديهم شفاعة آدم عليه السلام وشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سيدنا رسول الله، هو المرشد الذي أرسله الله للبشرية جمعاء، ورسالته هي أيضًا رسالة للبشرية جمعاء.
لذلك يجب على المسلمين في مختلف البلدان أن يولوا أهمية لاحترام التعايش المتناغم بين القوميات والأديان والثقافات والحضارات المختلفة، يجب أن نولي أهمية للتبادلات بين الثقافات المختلفة وأن نتعلم من نقاط القوة لدى بعضنا البعض. نحن ملتزمون بممارسة عائلة كبيرة من المجتمع المتناغم بين مختلف المجموعات القومية والديانات والثقافات.
وأكمل: روح الطريقة الصوفية هي المفسر المثالي لروح الإسلام ويعامل مع الناس معاملة على أساس نشر فضائل الحب الكبيرة هذا الحب العظيم والفضيلة من فضائل الإنسانية الكاملة وتمامها، كما أثنى الله الكريم على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم: إنك لعلي خلق عظيم، وهذا الفضيل العظيم والمحبة الحقيقة تمارس في كل جانب من جوانب الحياة على سبيل المثال، سيدنا رسول الله صلى الله وسلم عندما يعامل الناس كان أخلاقيا وسلوكيا كان يعاملهم بالأخلاق العظيمة والسلوك الحسن، سواء كان بين البالغين والأطفال، وبين الرجال والنساء، وبين الأقارب الأصدقاء والجيران، وبين المسلمين وغير المسلمين، فكانت اخلاقه تأثر فيهم تاثيراَ عظيمًا، لا تتجلى الفضائل والحب الكبير لسيدنا رسول الله فقط في التواصل بين الناس، ولكن أيضًا تتجلى تمامًا في كيفية التعامل مع مخلوقات الله،انطلاقا من مبدأ محبة الله ومحبة كل مخلوقات الله، يجب أن يعامل حتى الحيوان الصغير برحمة الله ولطفه وحب عظيم من الله، ولا يضر بسهولة أي مخلوق من مخلوقات الله.
وأشار: يعلمنا سيدنا رسول الله ويأمرنا بمعاملة الجميع برحمة الله وحب كبير، كما قال صلى الله عليه وسلم: ارحَموا مَن في الأرضِ يَرحَمْكُم مَن في السَّماءِ، وقالَ:والَّذي نَفسي بيدِه، لا يَضَعُ اللهُ رَحمَتَهُ إلا عَلَى رَحيمٍ، قالوا: كُلُّنا يَرحَمُ، قال: لَيسَ بِرَحمة أحَدِكُم صاحِبَهُ، يَرحَمُ النّاسَ كافّة، وقالَ صلَّى الله عليْه وسلَّم -: لا تُنزَعُ الرَّحمة إلا مِن شَقي، وقال: مَن لا يرحم لا يُرحم).
قال: الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا أهل الأرض، وقال صلى الله عليه وسلم: ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا،وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: عُذّبت امرأة في هرّة، سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار؛ لا هي أطعمتها، ولا سقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض).
وعن النبي عليه السلام، أن امرأة بغيةً رأت كلبا في يوم حار يطيف ببئر قد أدفع لسانه من العطش فسقته، فغفر لها الله.
وتابع:أما هذه الأخلاق والسلوك والحب لسيدنا رسول الله عليه وسلم هي من أخلاق النبوة، وفي محبة الحيوان هي علامات لمحبة الله ورسوله، الحب لله تعالى والحب لجميع المخلوقات ليحصل حب الله حبا حقا، لمحبة المخلوقات فلا يحصر وليس حدودا له، أما أخلاق النبوة فلسان الإنسان فلا ينطق عنه والضعيف عن تعبيره، إن الله سبحان وتعالى هو الرحمن الرحيم، جميع الأخلاق تنبع من تعليم القرآن الكريم ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو خلاصة الكونين ومنبع النعمة ونعمة لجميع المخلوقات، خلق الله تعالى الأفلاك كلها لتعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم.