رئيس الملتقي العالمي للتصوف: العالم يعاني أزمة فى هويته الإنسانية
كشف الدكتور منير القادرى، رئيس الملتقي العالمي للتصوف، أن الهدف من طرح قضية "التصوف وتدبير الأزمات" هذا العام، هو الأزمات التي يعانيها المجتمع الإنساني، والتي تعود إلى تدنى منظومة القيم والسلوك.
وبين أن العالم يعاني من أزمة حقيقية في هويته الإنسانية، تترجم في عدد من السلوكيات البشرية التي تولّد في كل مرة أزمة جديدة، مضيفا أن الغرض من طرح القضية؛ هو التنبيه والتحسيس بهذه الأزمات من جهة، ومن جهة أخرى إبراز ما يمكن أن يضطلع به المكون القيمي في معالجتها وتجاوزها، وما يمكن أن يقدمه التصوف باعتباريته القيمية وكونه مرجعية روحية في تدبير أزماتنا المعاصرة، وخلق حكامة قيمية فاعلة في هذا الباب، وبثّ خطاب ديني متنوّر يتناسب وسماحة الإسلام وكونيته.
وأوضح " القادرى" أن هذه الدورة، على الرغم من كونها نظمت في ظروف استثنائية نتيجة الأزمة الصحية، التي اقتضت تنظيمها افتراضيا عبر وسائط التواصل الاجتماعي، مؤكدا أنها كانت دورة جدّ متميزة، بالنظر للأنشطة الخاصة التي تضمنتها، إلى جانب جلساتها التي بلغت ثلاثة عشرة جلسة، والتي تضمنت ما يزيد عن تسعين (90) مداخلة علمية رصينة تقدّم بها خيرة الباحثين والأكاديميين والعلماء، من المغرب، ومن أوروبا، وآسيا، وأستراليا، وإفريقيا، وأمريكا، باختلاف ما يمثلونه من مشارب وتخصصات علمية ومعرفية، الذين قدموا مطارحات قيمة تضمنت العديد من الرؤى والإجابات بخصوص القضية المطروقة حول الأزمات، كما تراوحت اللغات التي قُدّمت بها تلك المطارحات بين العربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية والتركية.
وأشار الى الأنشطة الموازية المكثفة التي شهدتها الدورة الخامسة عشرة، كالندوة الصحفية الدولية التي كانت غنية بالأفكار والأطروحات الكاشفة عن هموم هذا الواقع وأهم قضايا وأزماته، والتي شارك فيها نخبة من السادة الأساتذة والإعلاميين المرموقين من المغرب وخارِجه، بالإضافة إلى عدد من الموائد المستديرة التي تم تنظيمها على هامش الملتقى (les webinaire) التي قام بتنشيطها نخبة من الخبراء والمتخصصين من فرنسا وبلجيكا وإسبانيا والمكسيك والبرتغال وغيرها من الدول، وكذا الملتقى الوطني للقرآن الكريم الذي عرف مشاركة نخبة من خيرة المقرئين المغاربة مع تنظيم المسابقة القرآنية في حفظ القرآن الكريم وتجويده.