رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وليد فارس المستشار السابق لـ«ترامب»: استكمال التضييق على «الإخوان» وتحجيم إيران حال التجديد للرئيس

الدكتور وليد فارس،
الدكتور وليد فارس،


قال الدكتور وليد فارس، المستشار السابق للرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، الكاتب والمحلل السياسى الأمريكى من أصل لبنانى، إنه فى حال فوز «ترامب» بولاية ثانية سيعمل على استكمال ما بدأه خلال الـ٤ سنوات الماضية، من مكافحة الإرهاب ووقف نفوذ إيران وتعزيز العلاقات مع الحلفاء فى الشرق الأوسط، وعلى رأسهم مصر والسعودية والإمارات.

وأضاف «فارس»، فى حواره مع «الدستور»، أن حظوظ «ترامب» فى الفوز كبيرة رغم جهود الحزب الديمقراطى، وما وصفه بـ«محور أوباما وبايدن وكلينتون» للحشد ضده ومحاولة هزيمته فى الانتخابات، مشيرًا إلى أن ذلك المحور يمتلك قدرة تنظيمية عالية وتمويلات ضخمة تمكنه من تنفيذ الدعاية وحشد المؤيدين، لكن فى الوقت نفسه يحظى الرئيس بشعبية وقاعدة جماهيرية عريضة. وذكر أن «بايدن» سيخذل الشعب المصرى حال فوزه، مثلما فعل باراك أوباما، الذى لم يقف مع المصريين فى ثورتهم فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣، عندما انتفضوا ضد الرئيس الإخوانى المعزول محمد مرسى، حيث عمل على دعم نظام الإخوان والمجموعات المرتبطة بالجماعة فى مصر وباقى الدول العربية.

■ بداية.. ما توقعاتك بالنسبة لحظوظ الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ومنافسه جو بايدن فى الانتخابات الرئاسية؟
- هناك قوى دولية وداخلية تعمل من أجل إضعاف حظوظ الرئيس ترامب فى أن ينال فرصة ثانية، وهناك الكثير من التنظيمات المعارضة التى تدور فى فلك الإخوان لإجهاض فوزه بولاية جديدة.
وأرى نفس المشهد ونفس السيناريو الذى دار فى عام ٢٠١٦، مع بعض التغييرات والفوارق، وهى أن المعارضة الممولة لإضعاف «ترامب» أشرس وأكبر وأكثر تمويلًا مما كانت عليه فى ٢٠١٦، لأن هيلارى كلينتون ومؤيديها لم يصدقوا حينها أنهم سيخسرون فلم يحشدوا بقوة وقتها مثلما يحشد الديمقراطيون الآن.
كما أن «ترامب» حكم ٤ سنوات، ولديه برنامج ونتائج بإمكانه أن يعرضها على الناخبين، والساحة منقسمة بين من يؤيد «ترامب» ومن يؤيد «بايدن»، لكن المشكلة فى منطقة الوسط بكل تعقيداتها، والوسط لا يبدى رأيه إلا فى آخر اللحظات، والمعركة الآن هى للتأثير على ناخبى الوسط فى ٥ أو ٦ ولايات أساسية، وهى التى ستحسم الرئاسة.
وهناك نقطة أخرى، هى أن قدرة التعبئة للحزب الديمقراطى أكبر حجمًا، وله تمويلات أكبر، وله سيطرة على البيروقراطيين بشكل أعمق، وآلته الانتخابية لها قدرة أوسع كما كان فى ٢٠١٦، ولكن الرئيس ترامب لديه القدرة على تعبئة الجماهير، والقواعد الشعبية لديه أكبر بأضعاف مما لدى «بايدن».
وما يحدث هو مواجهة بين آلة «أوباما وبايدن وكلينتون» القوية التى لا تزال قائمة، والمد الشعبى الجماهيرى لـ«ترامب»، والأرقام من ناحية التأييد الشعبى لصالح «ترامب»، لكن المسألة فى ألا تكون الآلة الانتخابية والمؤسسات عادلة وتسمح لكل الناخبين بالإدلاء بأصواتهم دون تدخل، والرئيس ترامب ومستشاروه يتوقعون أن تعمل تلك المؤسسات والجهات المضادة له على تزوير النتائج، لأنها تعرف أن قطاعًا كبيرًا فى البيروقراطيات الإدارية ضد الرئيس، وهو ما كان واضحًا فى محاولة عزله والتحقيقات التى تمت معه فى أول عامين له لشل حركته خلال فترته الأولى.

وشعبيًا «ترامب» أكثر حظًا، لكن تنظيميًا يتفوق «بايدن»، وسيكون من الصعب التكهن والحسم، ولكن أيًا كانت النتائج ستكون هناك معارك قانونية شرسة بين الحملتين، لأن «ترامب» يعرف بلغة الأرقام أنه سوف يربح، ولكنه قلق بسبب التصويت عبر البريد، وقد تكون هناك عملية تزوير هائلة لملايين البطاقات الانتخابية.
والمهرجانات الانتخابية تعد مؤشرًا كبيرًا على شعبية «ترامب»، ولكن الاستطلاعات لصالح «بايدن» كما شهدنا فى ٢٠١٦، والتى لم تكن صحيحة.
والاستطلاعات لا تعطى مؤشرات حقيقية، و«بايدن» يظهر بشكل ضعيف، والمهرجانات والحشود الكبيرة دائمًا مع «ترامب» بعكس ما حدث مع باراك أوباما، الذى كانت مهرجاناته وإطلالاته أقوى بكثير من «بايدن» حاليًا.

■ نشرت كتابك الجديد، خلال الأيام الماضية، تحت عنوان «الخيار: ترامب مقابل محور أوباما- بايدن فى السياسة الخارجية للولايات المتحدة».. كيف بيّنت الفارق بين الطرفين فى توجهاتهما بشأن هذا الملف؟
- نشرت الكتاب فى خضم المعركة الانتخابية حتى يتسنى للرأى العام الأمريكى أن يتعرف على الفوارق بين «ترامب» و«بايدن»، خاصة وجهات نظرهما بالنسبة للسياسة الخارجية للولايات المتحدة، وعرضت فيه الفوارق الهائلة بين إدارة «ترامب» وإدارة «أوباما- بايدن»، وفى الفصل المتعلق بما نفذته إدارة «إوباما» فى فترتين رئاسيتين شرحت كيف أن البيت الأبيض تخلى عن عدد من حلفائه الطبيعيين فى المنطقة لصالح شركاء جدد.
وفصّلت أن «أوباما» تخلى عن الشعب الإيرانى، الذى كان يحاول التحرر من الملالى، خاصة فى ٢٠٠٩، لكن تم تنفيذ اتفاق حصلت من خلاله إيران على ١٥٠ مليار دولار من الأموال المجمدة لقاء وعد بألا تستمر فى تخصيب اليورانيوم وتصنيع القنبلة النووية، إلا أن القيادة الإيرانية استمرت فى توسعها العسكرى بالمنطقة، وزودت نفوذها فى ٤ دول، هى: العراق ولبنان وسوريا وجزء من اليمن، وزادت من شراء الأسلحة، ومولت تنظيمات إرهابية، وكان ذلك فشلًا أوليًا لسياسة محور «أوباما- بايدن» على مدار ٨ سنوات.
وكان هناك فشل كارثى ارتكبته إدارة «أوباما- بايدن» بتعزيز وتعميق العلاقات مع الإخوان، والذى بدأ منذ أن زار أوباما القاهرة وقدم خطابه الشهير، وكان افتتاحية لهذه العلاقة الشهيرة.
■ على ذكر علاقات محور «أوباما- بايدن» بالإخوان.. كيف حدث ذلك؟
- كانت مجموعة «أوباما- بايدن» داخل البيت الأبيض، والمقربون من الإخوان يريدون تبنى تحالف أو على الأقل شراكة تطيح بالأنظمة القائمة من مصر لتونس لليبيا وسوريا واليمن، وإذا نجحت التجربة، يتم تنفيذ نفس نمط التغيير فى السعودية والإمارات والكويت والبحرين ودول أخرى، وهو ما كشفته فى الكتاب أيضًا، بل إن إدارة «أوباما- بايدن» أرست علاقات تعاون كبيرة مع قطر، التى تمول وتدعم الإخوان، وفى نفس الوقت مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الذى يسير على نفس الاتجاه.
واعتبرت أن سياسة التعاون مع الإخوان، الذين لهم ارتباطات وثيقة مع من نسميهم فى الغرب «الجهاديين»، مثل «القاعدة» و«داعش» ومجموعات إرهابية أخرى فى عدة مناطق من الشرق الأوسط- هى ما أضعفت الولايات المتحدة وأدت إلى تمكين الجماعات المتطرفة خلال إدارة «أوباما- بايدن».


■ كيف يرى «ترامب» العلاقات مع مصر فى مقابل «بايدن»؟
- «بايدن» كما نعرف كان نائب «أوباما»، وكان من أقرب الرجال إليه، ومثلما خذل «أوباما» الشعب المصرى سيفعل «بايدن»، حيث سبق أن خذلت إدارة «أوباما- بايدن» الشعب المصرى فى ثورته فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣، عندما انتفض ضد الرئيس الإخوانى محمد مرسى ونظام الإخوان بشكل عام، فقد كان خيار واشنطن حينها خاطئًا ولا يتلاءم مع مبادئ أمريكا الأخلاقية والسياسية والقانونية، إضافة إلى دعم هذه الإدارة المجموعات المرتبطة بالإخوان فى مصر وباقى الدول العربية.
وإدارة «ترامب» حاولت أن تغير الكثير من سياسة «أوباما- بايدن»، ولكن واجهت عراقيل منعتها من إنجاز كل التغيير.

■ ما القضايا التى نجحت إدارة «ترامب» فى إنجازها خلال ٤ سنوات؟ وماذا يخطط حال فوزه لدورة جديدة؟
- أولًا: نجحت إدارة «ترامب» فى الانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى، ووقف التمويلات الإيرانية للتنظيمات الإرهابية التى تزعزع استقرار المنطقة.
ثانيًا: وربما الأهم، إطلاق الرئيس ترامب، خلال زيارته ومشاركته فى مؤتمر الرياض فى يونيو ٢٠١٧، ما يعرف بالتحالف العربى بمشاركة الولايات المتحدة، ودعوته إلى أن تجتمع الدول العربية لإخراج المتطرفين والإرهابيين من دولهم، وهو ما نفذته وتنفذه الإمارات والسعودية والبحرين والجيش الوطنى الليبى، فى حين لم تقم به قطر، ومصر هى أهم دولة تواجه الإرهاب فى المنطقة.
لكن بقى ملف رئيسى لم يتعرض له الرئيس، لأسباب داخلية، وهو وضع الإخوان فى قائمة الإرهاب، وهناك سببان منعا ذلك، الأول هو طول وتعقيد الآلية القانونية، لأنه ليس قرارًا بسيطًا يتخذه الرئيس، إنما هناك تكليف لأجهزة إدارية لتحديد سبب وضع التنظيم، وكان معروفًا وقتها أن الكثير من الأجهزة الإدارية وموظفى بعض المؤسسات هم من فلول إدارة «أوباما- بايدن»، الذين لم يسيروا فى اتجاه «ترامب».
وكانت هناك معارضة شرسة داخلية فى الولايات المتحدة لكل ما يقوم به الرئيس ترامب، وعلى رأسه سياسته تجاه مصر، وكان هناك لوبى كبير ممول للإخوان، وهو ما عرقل ما وعد به «ترامب» فى حملته عام ٢٠١٦، من مكافحة «الإخوان» ووضعها على قائمة الإرهاب.

كيف ستعمل إدارة ترامب على مستوى العلاقات الإقليمية فى الشرق المتوسط حال فوزه؟
- فى العلاقات الإقليمية، واشنطن ستشجع اتفاقيات السلام، وما سيجرى فى نظرى فيما بعد هو إقامة سوق اقتصادية إقليمية وأمنية، وخروج منظومة على نمط «الناتو» والاتحاد الأوروبى بمشاركة أمريكية، وسيكون لها تأثير على مسار المصالحة الفلسطينية الإسرائيلية وإقامة حل الدولتين، وإدارة ترامب تؤمن بضرورة وجود حل حقيقى وعادل تتخلله إقامة دولة فلسطينية فى الضفة الغربية وغزة ومناطق بالقدس، وهذا سيحدث بعد دخول بعض الدول العربية فى منظومة الاتفاقيات، وسيخلق التعاون العربى الأمريكى الإطار الصحيح لتمكين الفلسطينيين من إنجاز دولتهم، هذا إلى جانب مواصلة سياسة الضغط على إيران وتحجيم الجماعات الإرهابية.