أمريكا مجازين: المسيحيون الأرمن في قره باغ يواجهون الإبادة على يد تركيا
كشفت مجلة "أمريكا مجازين" الأمريكية، عن الخطر الجديد الذي يواجهه المسيحيون الأرمن في قره باغ بسبب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يعيد تاريخ أسلافه في الجرائم، ما يثير التساؤلات عن تكراره الإبادة الجماعية للأرمن مرة أخرى.
وأثار المدافعون عن حماية الأقليات المسيحية ناقوس الخطر بشأن دور تركيا في تجدد القتال بين القوات الأذربيجانية والأرمينية حول إقليم ناجورنو قره باغ المتنازع عليه، حيث لقي المئات حتفهم منذ اندلاع الاشتباك الأخير في 27 سبتمبر، في تصعيد كبير للصراع المستمر منذ عقود.
وقُتل أكثر من 30.000 شخص قبل انتهاء المواجهة واسعة النطاق الأخيرة بين أرمينيا وأذربيجان بهدنة قاتمة في عام 1994.
ولا تزال المنطقة معترف بها دوليًا كجزء من أذربيجان، لكن هذا الموقف مرفوض من قبل الأرمن في ناجورنو قره باغ الذين يمثلون أكثر من 90 في المئة من سكانها.
وأكدت المجلة أن تركيا لعبت دورا كبيرا في إشعال التوترات بعد إجرائها في يوليو تدريبات عسكرية مع القوات الأذربيجانية.
كما ارتفعت مبيعات الأسلحة من تركيا إلى أذربيجان ٦ أضعاف في الأشهر التي سبقت بدء القتال، ومع استمرار القتال، يشعر بعض المحللين بالقلق من أن الأطراف الإقليمية الأخرى، مثل روسيا وإيران، قد تنجذب للصراع، حيث ترتبط روسيا باتفاقية أمنية مع أرمينيا، بينما سقطت قذائف مدفعية خاطئة بالفعل على إيران.
وفي الأسبوع الماضي، حذر ممثلون من مجموعة الدفاع الدولية عن المسيحيين والأرمن من نتائج أكثر قتامة في حالة عدم تدخل المجتمع الدولي على الفور، وأكدوا أن الهجوم الأذربيجاني على ناجورنو قره باغ، ومعظمها يقع في جمهورية أرتساخ وهي دويلة عرقية أرمنية داخل أذربيجان، يمكن أن يمثل فقط بداية لعدوان إبادة جماعية متجددة ضد الشعب الأرمني.
وطالب المدافعون بضرورة فرض عقوبات قاسية على تركيا وأردوغان، من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بسبب الدعم المادي التركي للصراع.
وقال بطريرك الكنيسة الرسولية الأرمنية، كاثوليكوس كاريكين الثاني، عن هذه المخاوف في تصريحات لصحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية: "ما يحدث هو بداية للإبادة الجماعية للأرمن من خلال القصف العشوائي للمدنيين والكنائس والآثار التاريخية للشعب، على الرغم من جميع القوانين الدولية التي تمنع مثل هذه التصرفات".
ويقول دعاة مسيحيون إن هذا التوغل الأذربيجاني الأخير في ناجورنو قره باغ يتناسب مع النمط المعاصر والتاريخي، وهو حملة لتطهير المنطقة من الأرمن وجميع المسيحيين، بهدف إقامة هيمنة تركية من الشرق الأوسط من خلال الدول الناطقة بالتركية في السابق.