بدائل الأفيون..كيف تتعامل البرامج العلاجية الجديدة مع المدمنين؟
شحوب في الوجه، زُرقة الشفتين، عرق غزير، انخفاض في ضربات القلب، انخفاض ضغط الدم، أعراض إذا ظهرت على شخص فهو في الأغلب يتعاطي مخدرات، وتحديدا الأفيون، الذي يُقبل عليه المدمن لفاعليته الكبيرة في تخفيف الأوجاع المزمنة، لكنه يؤثر في الجهاز العصبي المركزي.
وتوجد فى مصر عدة مراكز لعلاج الإدمان، تتبع نظامًا للتخلص من أثر "الأفيون" فى دم المتعاطى، إلا أنه تم استحداث طرق بعد إعلان الدكتورة هالة زايد، وزير الصحة والسكان، موافقتها على السماح باستخدام "بدائل الأفيونات" ضمن البرامج العلاجية،كإحدى خطوات تطبيق برنامج خفض الضرر، وهي: الميثادون، البوبرينورفين، والنالوكسون.
الأفيون مادة مخدرة تُستخرج من نبات الخشخاش، ويعتبر من أقوى المخدرات الطبيعية وأكثرها استخدامًا لصناعة المخدرات الكيميائية، كما يستخدم كمخدر قوي في العمليات الجراحيه وأمراض السرطان.
ويقول مركز دار النور للطب النفسي وعلاج الإدمان: إن أولى خطوات علاج الأفيون تبدأ من رغبة الشخص نفسه في العلاج،بتوقفه عن التعاطي، لإزالة السموم من الجسم، لكن تلك الطريقة صالحة فقط لمن هم في بداية الإدمان، أما الحالات الصعبة نستخدم معها مضاد لتأثير الأفيون مثل "نالتركسون" الذي يحد من تأثير المخدر على الجسد فلا يشعر بالمتعة عند تعاطيه "الأفيون"، وأزمته أن آلام الانسحاب ترافق المدمن فترة طويلة.
وأضاف أنه يمكن الاستعانة بالأفيون الآمن "الميثادون" في مراحل العلاج الأولى، هو مخدر أيضًا لكن أضعف من "الأفيون" كثيرًا، يستخدم لتقليل الآلام الناتجة عن الخطوات الأولى من العلاج، مشيرًا إلى أنه لا بد من دعم الأهل وإبعاد المدمن عن أي شئ يذكره بالإدمان، من رفقة سوء إلى أماكن تواجد وغيره، إلى جانب ضرورة حضور جلسات العلاج الجماعي في مراكز التأهيل، الذي أثبت فاعليته في العلاج، أيضًا جلسات دعم نفسي فردي مع معالج نفسي لمعرفة أساس المشكلة التي دفعته للإدمان حتى لا يعود للانتكاس مره أخرى.
في يونيو 2018، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، على تصنيع النسخ الأولى من بدائل عقار سابوكسون (بيوبرينورفين، نالوكسون) الذي يتعاطاه المرضى على هيئة شريحة رقيقة أسفل اللسان، لعلاج الإدمان، ويمثل العلاج المدعوم بالدواء بمركب (بوبرينورفين، أو نالتريكسون) ميثادون حاليًا، نهجًا شاملا يجمع بين الأدوية المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء، مع تقديم المشورة وغيرها من العلاجات السلوكية للمرضى الذين يعانون من اضطراب استخدام المواد الأفيونية.
ويشار إلى أن التقيد المنتظم بالعلاج المدعوم بالدواء مع مركب "بوبرينورفين" يقلل من أعراض الانسحاب الأفيوني، دون التسبب في دورة الارتفاعات والانخفاضات المرتبطة بسوء استخدام المركبات الأفيونية، وبالجرعات المناسبة، يقلل عقار بوبرينورفين من الآثار الممتعة لمشتقات الأفيون الأخرى، ما يجعل استمرار تعاطيها أقل جاذبية.
وقال الدكتور عمر علاء، طبيب نفسي ومتخصص في علاج الإدمان، إن أولى خطوات العلاج هى سحب المخدر من الجسم بإشراف طبي، يعتمد على عقار "ميثادون" الذي يقلل من أعراض الانسحاب ثم مع الوقت تقلل الجرعة حتى التوقف التام بعد إتمام العلاج، وفي حالة وجود حساسية لدى المريض من الميثادون يمكن استخدام بدائل أخرى، وبعد الانتهاء من السحب، تبدأ مرحلة إعادة التأهيل.
يذكر أن عدد متعاطي المخدرات الأفيونية على مستوى العالم حسب آخر دراسة لـ UNODC (مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة) لعام 2017، بلغ 53 مليون، بزيادة 56% عن التقديرات السابقة، وأن هذه المواد مسؤولة عن ثلثي الوفيات نتيجة تعاطي المخدرات في ذلك العام، والمقدر عددها بـ 585 ألف شخص.
يحتوى الأفيون على: مورفين 15%، ناركوتين 5%،كودادين 2%، بابافيرين 2%، نارسين 0.5%، ثيبين 0.2%.