"عندما اجتمع حماس وحزب الله".. كيف تتدخل إيران في الساحة الفلسطينية؟
تحاول إيران، ومن قبلها قطر وتركيا، استغلال الوضع الحالي، للبحث عن موطأ قدم داخل الساحة الفلسطينية مُستغلة بذلك اتفاقات السلام التي وُقعت مؤخراً بين إسرائيل والإمارات والبحرين.
بدأ التدخل بشكل غير مباشر، عندما عقد في الأراضي اللبنانية اجتماعاً بين زعماء التنظيمات الفلسطينية لتنسيق المعارضة ضد اتفاقات التطبيع مع إسرائيل، وضمن هذا الإطار ألتقى إسماعيل هنية، من "حماس"، بحسن نصر الله، من حزب الله، وهكذا وُلدت جبهة معارِضة برعاية إيران.
بعد مرور 30 عاماً لم تزُر خلالها شخصية فلسطينية لبنان وصل إسماعيل هنية في زيارة إليه، تحت مبرر هو الاجتماع مع كل الفصائل الفلسطينية في المنطقة، من أجل تنسيق النضال الفلسطيني.
الحقيقة التي يعرفها "هنية" أن السبب الرئيسي لذهابه إلى هناك ليس توحيد صفوف الفلسطينيين، فزيارته لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مخيم عين الحلوة، حيث استُقبل بالتصفيق. والتي تعتبر معقل حركة فتح وألتقاط صور بينهم، هدفها هو الضغط على أبو مازن قبل الانتخابات الفلسطينية المرتقبة، ومحاولة من حماس لإظهار أن سياستها "المقاومة" هي السياسة اللازمة الآن في ظل موجات التطبيع في الوطن العربي. ومن ناحية أخرى، هو يرسل لرسالة بفشل "سياسة أبو مازن" في الداخل الفلسطيني.
أبرز نشاطات هنية، وربما الهدف الأساسي من زيارته إلى لبنان، كان اجتماعه بحسن نصر الله، وهو ما يعني عودة ظهورة إيران في المشهد، متجسدة في نصر الله.
تستغل إيران الشرخ بين "حماس" والسلطة الفلسطينية من أجل توحيد حركة "حماس" في غزة مع ذراعها الأساسية في الشرق الأوسط، حزب الله، لقد هدد "هنية " في مخيم عين الحلوة إسرائيل بأسلوب نصر الله نفسه خلال حرب لبنان الثانية الذي قال إن صواريخه ستصل إلى ما بعد حيفا. كذلك قال هنية إن صواريخ "حماس" ستصل إلى ما بعد تل أبيب.
من جانب إسرائيل، فإن بدء التنسيق بين حماس وحزب الله، هي خطوة لن تسكت عنها، فحتى لو كانت إسرائيل معنية بالتهدئة في غزة، إلا أن خطوة مثل هذه من شأنها أن تلقب الطاولة مرة أخرى، عندما يضع هنية خططاً مع إيران بواسطة حزب الله.