السد العالي وتأميم القناة.. أبرز إنجازات ومشاريع جمال عبدالناصر
يصادف اليوم الذكرى الـ50 لوفاة الزعيم جمال عبدالناصر الذى خلد اسمه التاريخ بسبب مواقفه، سواء على المستوى الوطنى أو القومى "العروبى" أو على المستوى الإفريقى، وكذلك انحيازه لجميع الدول المحتلة إبان فترة حكمه، حتى أصبح هناك شوارع فى عدد من العواصم العربية باسمه، وكذلك العديد من التماثيل المجسمة لوجهه فى عدد من الدول الإفريقية.
في هذا السياق ترصد "الدستور" مشاريع عبدالناصر وإنجازاته على المستوى الوطنى:
بناء السد العالى
بعد ثورة 23 يوليو وخروج مصر من حقبة الظلام والفساد السياسى والأخلاقى، عملت مصر والثورة على إعادة إحياء نفسها من جديد وعلى التطوير فى كل مجالات ونواحى الحياة السياسية والاقتصادية.
وفى مقدمة تلك المشاريع التطويرية مشروع بناء السد العالى، والتى اعتبرته الثورة فى مقدمة مهامها لتحقيق التنمية الزراعية وإنارة مصر من خلال توليد الكهرباء، ومن ثم بناء المصانع وتشغيلها.
وكلفت الثورة فى السنوات الأولى الخبراء الألمان بإعداد الدراسات عن المشروع، وظهرت من الدراسة مشكلة التمويل لضخامتها، ولكن تصميم مصر على بناء السد العالى لما ينتج عنه من فوائد اقتصادية لم يثنها عن محاولة التوصل إلى اتفاق وكان ذلك بداية لتأميم قناة السويس.
تأميم قناة السويس
فى عام 1956 جرت مباحثات بين مصر والبنك الدولى من أجل تمويل بناء السد العالى، ولكن رفض البنك الدولى فى نهاية المطاف الأمر، فما كان من الزعيم جمال عبدالناصر سوى أن يعلن من المنشية بمدينة الإسكندرية تأميم القناة ردًّا على رفض البنك الدولى تمويل بناء السد العالى.
قصة التأميم
فى 26 يوليو 1956 أعلن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تأميم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية، وهى الشركة الأجنبية التى ظلت تحتكر امتياز القناة والسيطرة على مواردها منذ إتمام حفر القناة عام 1869، بينما مصر صاحبة القناة الفعلية والشرعية لم يكن لها دور يذكر فى الإدارة ولم تحصل إلا على مبالغ ضئيلة من إيرادات القناة التى بلغت 34 مليونًا من الجنيهات الإسترلينية عام 1955، وكانت حصة مصر مليونًا واحدًا.
القرار كان بمثابة الشرارة الأولى فى تحدى ثورة 23 يوليو للإمبراطوريات الاستعمارية، خاصة البريطانية والفرنسية فى وقت كانت تسيطر فيه هذه الإمبراطوريات على معظم الدول الإفريقية والآسيوية.
إنشاء مجمع الألومنيوم
اتخذ عبدالناصر قرارًا بتخصيص 5000 فدان فى صحراء "هو" بنجع حمادى، شمال قنا، لإقامة منطقة صناعية، عبارة عن مجمع لإنتاج الألومنيوم، يقوم على استغلال الفائض من كهرباء السد العالى، وبعد 9 سنوات من الإنشاء، وبالتحديد فى 27 أكتوبر 1975، بدأت خطوط إنتاج أكبر قلاع الصناعة فى الشرق الأوسط، بطاقة إنتاجية 166 ألف طن سنويًّا وكانت تضم 10000 عامل مصرى.
شركة الحديد والصلب
في 14 يونيو 1954، أصدر الرئيس المصري جمال عبدالناصر مرسومًا بتأسيس شركة الحديد والصلب في منطقة التبين بحلوان كأول مجمع متكامل لإنتاج الصلب في العالم العربى برأسمال 2.1 مليون جنيه.
أطلق المشروع كشركة مساهمة مصرية، وكانت قيمة السهم جنيهين مصريين يضاف إليهما خمسون مليمًا مصاريف إصدار، على أن تسدد قيمة السهم على قسطين أولهما جنيه واحد وخمسون مليمًا (خمسة قروش)، يسدد في الفترة من 21 نوفمبر إلى 20 ديسمبر 1955، والقسط الثانى قيمته الجنيه الثانى ويسدد في الفترة من 20 أبريل إلى 5 مايو 1956.
وفى 23 يوليو 1955 قام عبدالناصر مع أعضاء مجلس قيادة الثورة بوضع حجر الأساس الأول للمشروع على مساحة تزيد على 2500 فدان شاملة المصانع والمدينة السكنية التابعة لها والمسجد الملحق بها، بعد توقيع العقد مع شركة ديماگ دويسبرگ الألمانية (ألمانيا الشرقية آنذاك) لإنشاء المصانع وتقديم الخبرات الفنية اللازمة.
وفي نفس التوقيت تم تشغيل ميناء الدخيلة لتوريد الفحم اللازم لتشغيل الأفران، وكذلك خط سكك حديدية من الميناء تصل إلى حلوان وخط سكك حديدية آخر لتوصيل خام الحديد من الواحات إلى حلوان. ولم يأت شهر نوفمبر من عام 1957 حتى كانت الأفران الكهربائية الخاصة بصهر الحديد قد بدأت أعمالها بالفعل، وفي 27 يوليو 1958 افتتح عبدالناصر الشركة الوليدة لتبدأ الإنتاج في نفس العام باستخدام فرنين عاليين صُنعا بألمانيا. (وقد تمت زيادة السعة الإنتاجية للمجمع باستخدام فرن عالٍ ثالث صناعة روسية عام 1973، لحقه الفرن الرابع بغرض زيادة إنتاج الشركة من الصلب عام 1979)، ليضم المجمع بذلك أربعة أفران عالية.