رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«يوم الجمعة».. تاريخ فشل الجماعة الإرهابية

الجماعة الإرهابية
الجماعة الإرهابية

يشهد التاريخ على اختصاص الجماعة الإخوانية ليوم الجمعة بأيديولوجية مختلفة عن غيره من الأيام، تلك الأيدولوجية بالنسبة لهم تهدف إلى الخروج فيه على الحكم وإثارة الفوضى والشغب بالبلاد، فهو بالنسبة إليهم يومهم الذي لهم فيه مهام أكثر تخريبًا سواء بالأقوال عن طريق خروج مظاهرات مخربة أو بالأفعال التي تتسم بهذه السمة أيضًا.

ولكن مع الوقت تنجح أيام "الجمع" للإخوان في إثبات فشلهم أمام المصريين بفضح نواياهم التخريبية ومخططاتهم المسمومة، فتصبح تلك الأيام شاهدًا عليهم، وليس لهم كما تمنوا.

وفيما يلي نستعرض تاريخ أيام الجمع لدى الإخوان منذ عهد سيد قطب أحد الأقطاب الرئيسية للجماعة إلى الآن؛ ففي عام 1964 خرج السيد قطب بعفو صحي بعد أن عوقب لمدة 15 عامًا في قضية اغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بالمنشية، وخلال عام بدأ في تشكيل تنظيم إرهابي حتى تم اكتشاف أمر التنظيم عام 1965.

أرسى قطب تنظيمه الإرهابي وعمل على تكوين أيديولوجيا غريبة تخص يوم الجمعة، وذلك يرجع ربما لسبب لم يعرفه الكثيرون، وهو اعتقاده وزعمه عدم جواز صلاة الجمعة لأن من شروطها – حسبما ادعى- عودة الخلافة بعد سقوط نظام الحكم الناصري.

هكذا ترسخ فكر الجماعة بالنسبة ليوم الجمعة الذي مثل لهم اتجاها صريحا للخروج فيه عن الحاكم.

في كتاب التاريخ السري للإخوان المسلمين حكى علي عشماوي القيادي الإخواني السابق عن مفاجأته بأنه اكتشف وقت أن كان مصاحبًا لسيد قطب أنه لا يصلي الجمعة أبدًا مدعيًا أن صلاة الجمعة تسقط إذا سقطت الخلافة، وأنه لا يصلي إلا إذا عادت الخلافة – "حسبما يدعي" مرة أخرى، وهو ما يعكس كم التزييف وصناعة البدع في الدين الإسلامي وتحريف ثوابته من قبل هذه الجماعة المحظورة منذ بدايتها.

في هذا السياق أيضًا يجب أن نذكر ما رواه مؤسس الجماعة حسن البنا عما مثله يوم الجمعة له مدعيَا تبركه به وتفائله، ولكن المفاجأة هنا هو تبركه بهذا اليوم بشيء لا يليق على الإطلاق، وهو غشه بالامتحانات عن طريق حلمه في هذا اليوم بأن الامتحان المدرسي قد تم تسريبه، وأتي إليه شخصًا "أسماه من الفضلاء" ليعطيه أهم الإجابات والموضوعات الواردة بالامتحان.

وفي عام 2011 ابتدع عناصر الجماعة الإرهابية ما أسماه بجمعة الغضب، والتي بها فعلوا كل ما في وسعهم من تحريض للمواطنين وإثارة الشغب والفوضى بالشوارع ليخرجوا في مليونيات مزعومة لا تمت للواقع بصلة.

وفي الفترة بين عام 2011 إلى 2012 كان هناك 50 جمعة، ابتدعها الإخوان، ووقف بوجه أعمالهم التخريبية فيها الشعب المصري متصديًا، وذلك من خلال بطولاته في اللجان الشعبية.

أما في فترة حكمهم وهي ما بين عامي 2012 إلى عام 2013 تم استغلال الجماعة ليوم الجمعة 12 مرة.

غير أن مليونية "لا للعنف" فضحت تلك الجماعة، وذلك من خلال جمعهم فيها لكافة عناصر الدم في حركات الإسلام السياسي، فكرموا بها أم خالد الإسلامبولي وقاموا بتهديد كل من يخرج بيوم 30 يونيو للتظاهر بالسحق.

وكانت آخر محاولات "أيام الجمع" الفاشلة للإخوان هي محاولات حليفهم المقاول الهارب محمد علي الذي دعا عام 2019 المواطنين للخروج بمظاهرات معارضة بيوم 27 سبتمبر، ولكن باءت محاولاته بفشل ينبى له الجبين، بل وغلب على المواطنين المصريين السخرية من هذا الهارب الذي أوضح للجميع حماقته من خلال تصرفاته وأقواله المتناقضة.

إلا أن هذا الهارب الفارغ لم يكف عن محاولاته لدعوى المواطنين إلى التظاهر، فلم يستلسم وعاد ودعا مرة أخرى للتظاهر يوم 25 سبتمبر من هذا العام، إلا أن الشعب المصري في كل مرة يلقنه الشعب المصري درسًا أقسى من سابقه حين لا يستجيب نهائيًا لدعواته بل وينقلب عليه هجومًا وسخرية، ليشعر هذا الفارغ الهارب والجماعة المحظورة بخيبات للأمل متتالية.