ساحة صراع لصالحها.. لماذا بيع طائرات F35 للإمارات لا يهدد إسرائيل؟
خلال الأسابيع الماضية، كانت أنباء صفقة طائرات "F35" الأمريكية للإمارات تتصدر العناوين الرئيسية في الصحف العبرية والعربية، مصحوبة بجملة من التحذيرات والمخاوف، بشأن التفوق النوعي لإسرائيل في المنطقة، المبدأ الذي تعهدت به الولايات المتحدة منذ عقود.
بينما ركز الجميع على مخاطر امتلاك الإمارات هذه الطائرة المتقدمة، بالنسبة لإسرائيل، حيث يدور الحديث عن مخاوف من وقوع الطائرة في يد إيران، التي بإمكانها أن تستهدف واحدة منها وهو ما يجعلها تتعرف على التكنولوجيا الخاصة بها.
هناك من رأى أن "امتلاك" الإمارات الطائرة "الشبح"، كما يطلق عليها، قد يكون فرصة لإسرائيل، تعزز حمايتها من التهديد الإيراني.
من ناحية، فإنه وللمرة الأولى لم تعد "إسرائيل" قلقة من صد التمدد الإيراني في سوريا ولبنان وقطاع غزة، بل تشكل ساحة الصراع لصالحها، فبدلاً من الاكتفاء بصد قوتهم على حدودها، فإن بيع طائرات قتالية متقدمة للإمارات من شأنه توسيع العلاقات بين إسرائيل وسلاح جو صديق يكتسب خبرة في تشغيل الطائرة القتالية المتقدمة، مما يمنح الإمارات بنية تحتية وقوة قريبة من شواطئ إيران.
فوفقاً لما نشر في صحيفة "هآرتس"، فإنه ليس صدفة أن تدرب طيارون "إسرائيليون" مع طيارين من الإمارات في اليونان في أبريل 2019، وليس صدفة أن أشار رئيس قسم التدريب في سلاح الجو، العقيد آساف تسلئيل، (في مقابلة مع أمير بوحبوط في واللاه في 21 أغسطس الماضي) إلى أن سلاح الجو "الإسرائيلي" لا يعارض البيع، قائلاً: نحن في تدريبات بلوفلاغ (تدريبات جوية دولية أجريت في إسرائيل)، نتدرب أمام طائرات معادية "حمراء" من نوع "F35"، حيث تحاكي بعض الطائرات الإسرائيلية العدو.
سلاح الجو الإسرائيلي يفهم جيداً أن امتلاك الطائرة ليس كل شيء، بل قسم كبير من النجاح يعتمد على كفاءة الطيارين، وهو ما يتوافر لدى إسرائيل، ومن ناحية أخرى، فكما يبدو من التدريب، فإن الطيارين الإسرائيليين تدربوا على معارك جوية ضد طائرات "F35" ومستعدون لمحاربتها عند صدور الأوامر.
هذان السببان يشرحان لماذا الجيش الإسرائيلي يدرك الأفضلية الكامنة في توسيع فضاء نشاط "إسرائيل" الجوي، ومستعد لمخاطرة محسوبة تفيد بأن تقع تكنولوجيا متقدمة لطائرات في يد إيران.
من ناحية أخرى، فإن سقوط تكنولوجيا كهذه في أيدي قوات معادية قد يحدث إذا اجتازت إيران خليج سلطنة عمان وغزت الإمارات، مثلما غزا صدام حسين الكويت في 1991، ومن الصعب الافتراض بأن الإيرانيين سيخاطرون بعملية عدوانية مشابهة.
من ناحية أخرى، فإن سقوط تكنولوجيا كهذه في أيدي قوات معادية قد يحدث إذا اجتازت إيران خليج سلطنة عمان وغزت الإمارات، مثلما غزا صدام حسين الكويت في 1991، ومن الصعب الافتراض بأن الإيرانيين سيخاطرون بعملية عدوانية مشابهة.