رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«اعترافات مكتوبة».. كيف سجل صقور الإخوان اغتيال معارضيها في الرأي؟

الإخوان
الإخوان

"إن آمنتم بفكرتنا واتبعتم خطواتنا فهو خير لكم، وإن أبيتم إلا التذبذب والاضطراب والتردد بين الدعوات الحائرة والمناهج الفاشلة فإن كتيبة الله ستسير"، هكذا حدد حسن البنا نهج الجماعة في التعامل مع المخالفين لها.

أرتكبت عناصر جماعة الإخوات جرائم وتنصلت منها، محاولة بكل الطرق تقمص دور المجني عليه، فهذه هي سياستها التي عاثت في مصر فسادًا منذ تكونها على يد حسن البنا.

لم تمر سوى سنوات قليلة على تأسيسها حتى استخدمت السلاح ضد كل من يخالفها للرأي، إما أن ترضخ لأحكامها وترضخ لأرائها أو القتل.

ونفذت جماعة الإخوان عشرات الاغتيالات ضد رجال السياسة والقضاء والدين في مصر لمعارضتهم لأفكارها، ثم تنصلت، إلا أن قادة الجماعة من خلال مذكراتهم الخاصة وكتبهم اعترفوا بارتكاب هذه الجرائم وسردوا تفاصيل تنفيذها.

"الدستور" تعرض اعترافات رجال الجماعة الإرهابية باغتيالهم للمخالفين في الرأي بكتب نشرت بعد سنوات من تنفيذ هذه الاغتيالات.

قتل الخاذندار
في مذكرات الدكتور عبد العزيز كامل وزير الأوقاف الأسبق التي صدرت عن «المكتب المصري الحديث» أرجع حادث قتل المستشار الخازندار لصدوره أحكام أدين فيها بعض شباب الإخوان في الإسكندرية بالأشغال الشاقة المؤبدة، 22 نوفمبر 1947.

بعد حكم الخازندار بالسجن على المتهمين، قال عبد الرحمن السندي رئيس النظام الخاص أن حسن البنا المرشد العام لجماعة الإخوان قال في اجتماع: "ربنا يريحنا من الخازندار وأمثاله" وهو ما اعتبره أعضاء التنظيم بمثابة ضوء أخضر لاغتيال المستشار.


اغتيال النقراشي
بعد تورط الجماعة الإرهابية في عدد القضايا أصدر محمود النقراشي رئيس وزراء مصر قرارًا في ٨ ديسمبر 1948 بحل الجماعة، وضبط أوراقها وسجلاتها وأموالها وممتلكاتها، وحظر اجتماع خمسة أشخاص أو أكثر من أعضائه.

بعد أقل من 20 يومًا على صدور قرار حل الجماعة، تم اغتيال النقراشي باشا، وكان من ضمن أسباب التي أوردها المتهم في المحكمة: "اعتداء النقراشي على الإسلام بحل الجماعة".

تفاصيل تورط الإخوان فى تلك الحادثة، جاءت فى اعترافات يوسف ندا، القيادى التاريخى للجماعة فى كتابه "من داخل الإخوان المسلمين"،وجاء في الكتاب "كان قاتله متنكرا فى زى ملازم أول بالشرطة، وكان جالسا منتظرا وصول "النقراشى" فى بهو المبنى، وعندما دلف النقراشى إلى البهو وقف ذلك الشاب مؤديا له التحية، ثم تبعه نحو المصعد، وهناك أخرج من جيبه مسدسا، وأطلق ست طلقات، أصابت خمس منها النقراشى باشا، وقتل فى الحال".

3 كتب إخوانية تفضح علاقتهم بقاتل "ماهر"

عقب اغتيال أحمد باشا ماهر رئيس وزراء مصر الأسبق عام ١٩٤٥، ظلت حقيقة المتهم الأول محمود العيسوي خفية على المصريين بعد اعترافه بأنه من أعضاء الحزب الوطني، إلا أنه بعد سنوات فضح كبار الجماعة أنفسهم عندما اعترفوا بتورط الجماعة في عملية الاغتيال.

في مذكرات الشيخ أحمد حسن الباقوري المنشق عن الجماعة والتي حملت اسم "بقايا ذكريات": أما النظام الخاص فلم يكن المنتسبون إليه معروفين إلا في دائرة ضيقة ولآحاد معروفين، وقد كان لهؤلاء اجتماعاتهم الخاصة بهم، وربما كانوا يعملون في جهات مختلفة يجهل بعضها بعضا جهلًا شديدًا، ومن سوء حظ الدعوة أن هذا النظام الخاص رأى أن ينتقم لاسقاط المرشد في الانتخابات بدائرة الإسماعيلية، وكان من أشد المتحمسين لفكرة الانتقام هذه محام شاب يتمرن على المحاماة في مكتب عبد المقصود متولي، الذي كان من أعلام الحزب الوطني والمحامى الشاب محمود العيسوي.


فوجهت الجماعة محمود العيسوى إلى الاعتداء على أحمد ماهر باشا، في البرلمان بطلقات سلبته حياته.

وجاء الاعتراف الثاني في مذكرات سيد سابق، المرجع الديني والقيادي الأبرز في جماعة الإخوان. وكتب " بأن اغتيال أحمد ماهر باشا نفذه التنظيم الخاص للجماعة وأن محمود العيسوي كان منخرطًا سريًا في التنظيم الخاص للجماعة حتى وإن اعتقد الجميع أنه منخرط بالحزب الوطني".

الشهادة الثالثة يسردها أمين سر حسن البنا محمود عساف في كتابه "أيام مع الإمام" وفيها يذكر أن التخطيط لعملية الاغتيال قام به التنظيم الخاص. يقول محمود عساف في مذكراته: "غير أن الدقة التي نفذت بها العملية جعلت الكثيرين يشكون في أنها من صنع النظام الخاص للإخوان المسلمين، بل إن بعضًا من الإخوان ظن ذلك أيضًا، وبخاصة وأن أحمد ماهر هو الذي أسقط الإمام في انتخابات البرلمان عن دائرة الإسماعيلية" (أيام مع الإمام ص 151). ويواصل محمود عساف سرد شهادته بالقول: "دعا عبدالرحمن السندي إلى اجتماع - وكنت حاضرًا فيه- وقال: إنه ينبغي أن نفكر في خطة لقتل أحمد ماهر قبل أن يعلن الحرب على المحور، وقال: إنه وضع خطة أولية تقوم على تكليف أحد الإخوان بالمهمة، فيزود بمسدس، وينطلق إلى مزلقان العباسية (مكان نفق العباسية الحالي) وينتظر هناك مرور سيارة أحمد ماهر، حيث إن السيارات تبطئ كثيرًا من سرعتها عند المزلقان، ثم يطلق الرصاص عليه، ويكون هناك شخص آخر منتظرا بموتورسيكل، يحمله معه ويهربان. تلك هي الخطة البدائية التي أثارت الاستياء من جميع الحاضرين، لذلك سألته: هل هناك فتوى شرعية بقتل رجل مسلم يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله؟ فقال: إننا نعد مجرد خطة ولكن لن تنفذ إلا بعد الفتوى.