«عم جمال».. هجره ولده فأنس وحدته برعاية «أيتام السيدة»
"الكنافة والزلابية ببلاش لولاد الله"، نداء يهتف به جمال محمود، في شارع طنطاوي جوهر بمنطقة السيدة زينب، ممسكًا بعلبه صفيح متهالكة، يصرخ أملًا في أن يرى وجوه الأيتام التي ألفها إلى جواره، حاملًا إليهم الحلوى؛ ليستقبلوه بالضحكات وفتات الخبز الذي طعموا منه.
خاض "عم جمال" رحلة قاسية مع ابنه "سعد" الذي تركه بعد أن أتم 20 عامًا، حينها بكت والدته حتى توفت حزنًا عليه، حاول الرجل الذي أتم منذ أيام عامه 94 أن يعيد فلذه كبده؛ لكن جاءت الرياح بما لا يشتهي السفن.
حاول الرجل تعويض فقد إبنه، بصناعة حلوى وتوزيعها على الأيتام في محيط سكنه، موضحا خلال حواره مع "الدستور" أنه كاد أن يفقد حياته حزنًا على نجله الذي جذبه أصدقاء السوء، إلا أنه قرر استبداله بأيتام الحي، معلقًا: "اعوض غيابه بالأيتام".
لا يخرج بحثًا عن المال، يملك معاشًا يسمح له بالعيش أمنًا، إلا أنه يصنع الحلوى يوميًا حتى يدخل السعادة على قلب الأطفال، معقبًا: "بدل الولد عندي 50".
واختتم: أحاول لعب دور جد الأطفال حتى لا أشعر بالوحدة، مضيفًا: "خايف أموت لوحدى".