رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أوهام العثمانلي».. خطط أردوغان لـ«تتريك» الصومال وطمس هويته

أردوغان
أردوغان

تتواصل خطط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ أن تولى سدة الحكم في بلاده، للتدخل في شؤون الدول العربية وانتهاك سيادتها، ونهب مقدراتها، تحت وهم إعادة الخلافة العثمانية.

ويسعى أردوغان لتحويل الصومال إلى ولاية خاضعة له، الدولة العربية التي أنهكتها الحرب الأهلية، وتغلغلت جماعات التطرف والإرهاب فيها، بالإضافة إلى إبعادها عن محيطها العربي وإلغاء هويتها العربية وطمسها، وذلك بتتريك أسماء الشوارع والمستشفيات، وإنشاء مدارس لتعليم الأطفال اللغة التركية، وارتهان قرار حكوماتها لصالح مشروعه في المنطقة والقرن الإفريقي، وفقًا لتقرير لقناة العربية.

وكشف عبدالله إبراهيم أمين عام «حزب العهد» المعارض في الصومال للعربية، عن أن التغلغل التركي داخل الصومال بدأ منذ زيارة وفد تركي برئاسة رئيس الوزراء آنذاك رجب طيب أردوغان إلى العاصمة الصومالية مقديشو في العام 2011، وذلك أثناء المجاعة التي اجتاحت البلاد، وبعدها بـ4 سنوات عاد أردوغان مجددًا لزيارة الصومال عقب أن أصبح رئيسًا لبلاده، حيث وقع مع الحكومة الصومالية عدة اتفاقيات شملت كافة المجالات الاقتصادية والأمنية والعسكرية والصحية، وكلها مجالات وإن بدت ظاهريا لصالح الصومال والشعب الصومالي إلا أن العائد الأكبر منها ومن أرباحها يعود إلى تركيا.

ويضيف أن أردوغان وجد أن تنفيذ خططه يستلزم التخلص من المدارس المصرية التي كانت مخصصة لتعليم الصوماليين، وكذلك البعثات الأزهرية، فقرر التخلص منها وإلغاء رخصتها من خلال الموالين له في الحكومة الصومالية، وبدأت مؤسسة تدعى «نايل» تابعة لجماعة فتح الله جولن، ومؤسسة تدعى «أناضول» التابعة للملحقية الدينية التركية، إدارة مدرسة ثانوية تسمى مدرسة الشيخ صوفي، كانت تابعة للأزهر الشريف وكان الطلبة الصوماليون يدرسون فيها مناهج الأزهر بأساتذة مصريين من البعثة الأزهرية، وحولها لمدرسة تركية يديرها أتراك ويعلمون الطلاب اللغة التركية.

هناك أيضا مدرسة كما يقول أمين عام حزب العهد، كانت تسمى "15 مايو" يديرها مصريون، وفجأة أعلنت وزارة التعليم الصومالية إلغاء رخصتها وتحويلها الى معهد لتدريب الفتيات بإدارة تركية، مضيفا أن الخطة التركية كانت تقضي أولا باستئصال التواجد المصري وبعدها إحلال التواجد التركي.

وتضمنت الخطة التركية، وفق ما يكشفه أمين حزب العهد، تغيير الأسماء من أسماء عربية إلى أسماء تركية، وبدأت مثلا بمعهد كان يطلق عليه اسم «معهد العلوم الصحية»، حيث تم تغيير اسمه إلى معهد أردوغان المهني العالي للعلوم الصحية، وتم إنشاء مركز تعليمي آخر باسم "مركز أناضول التعليمي" ويشمل كافة المراحل التعليمية من الابتدائية إلى الثانوية، مضيفا أن الأتراك سارعوا إلى إحداث تغيير ثقافي لطمس هوية الصومال، ونشر ثقافتهم ولغتهم بصورة أوسع، فقد قامت تركيا بترميم «مسجد عبد العزيز المخزومي» الذي يعتبر أهم المعالم الأثرية في العاصمة مقديشو، على الطراز المعماري التركي، وقامت بتغيير أسماء بعض الشوارع والمرافق الحيوية في البلاد وتسميتها بأسماء تركية مثلا شارع المطار، وكان أكبر شارع في العاصمة، كما تم إطلاق اسم إسطنبول على شارع آخر في العاصمة.

ويقول القيادي الصومالي إن هناك مدرسة تسمى "البدير" تابعة لمؤسسة "نايل"، وكانت ضمن أنشطة جماعة جولن، ولكنها لا تزال تعمل بشكل جيد حتى بعد إغلاق مدارس جولن في العاصمة مقديشو، وتدار بشكل رسمي من جانب الحكومة التركية، إضافة إلى مدرسة "بنادر" التي تمت تسميتها بمدرسة "كبلونوما"، وتقوم كل هذه المدارس بتعليم اللغة التركية، ونشر الثقافة التركية.

ويذكر إبراهيم أن التغلغل التركي اخترق المجال الصحي في الصومال، حيث قامت الحكومة التركية بإعادة ترميم مستشفى "ديجفير" وحولت اسمه إلى "مستشفى أردوغان"، وأنشأت مستشفى آخر أطلقت عليه مستشفى "ديفا"، ثم أعادت افتتاحه مجددا بعد أن استولت على إدارته مؤسسة "رجب أردوغان للتعليم والبحوث" وأطلق عليه "مستشفى أردوغان للدواء والبحث"، مضيفا أن هناك مستشفى آخر للأطفال شيدته تركيا في الصومال.

ويؤكد القيادي الصومالي أن تركيا استولت كذلك على إدارة مطار آدم عدي الدولي، حيث تديره شركة "فافوري" التركية، والتي قامت بترميم وإدارة المطار، مضيفا أن هناك رحلات جوية تقوم بها شركة الخطوط الجوية التركية بين مقديشو واسطنبول، وهناك شركة "البيرق" التركية التي تدير ميناء مقديشو منذ عام 2015، وذلك بعد ترميمه عام 2014، وتعود عائدات الميناء إلى الشركة بنسبة 55% بينما 45% منها تعود إلى الحكومة الصومالية.