رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

موقعة الساحل


في ظل جائحة كورونا كنت اعتقد ان موقعة الساحل السنوية لن تتجدد و لن نسمع عنها هذا العام
و لكن و مثل كل عام أطلت علينا مؤخراً تلك الازمة المفتعلة والعراك السنوي المعتاد و المصحوب بالملاسنة المعتادة حول لباس البحر و الصراع المحسوم بين البيكيني و البوركيني و هو صراع مفتعل و محسوم -بالطبع لصالح البوركيني لا البكيني- وهذا أمر لا شك فيه و ليس فيه أي جدال !
و الغربب في الامر هو اعتماد و إصرار اصحاب و مناصري البوركيني -المتصدر للمشهد دوماً و منذ سنوات - و تصديرهم و متاجرتهم بفكرة المظلومية و ادعاء الاضطهاد و التمييز !
في حين ان التمييز واقع على أصحاب البيكيني دون أدنى شك .. فمنذ سنوات ليست بالقليلة استطاع مناصري البوركيني أن ينتصروا له في كل مكان لثقافة البوركيني حتى في فرنسا ! و حتى صار البوركيني هو اللباس المعتمد دولياً للبحر .. و صارت من لا ترتديه تحقر و ينظر لها بدهشة و استنكار خصوصاً في عالمنا العربي و الاسلامي بل و تنعت من لا ترتديه بأقذر الالفاظ و توصف بأحط الأوصاف حتى صارت الفتاة التي مازالت ترتدي البيكيني كالديناصور الذي يصارع من اجل البقاء و عدم الانقراض !
و كما تم تديين كل شيء من حولنا حتى الجمادات .. و تم الزج بالشريعة الاسلامية و الشرع في كل شيء .. أطل علينا مصطلح (المايوه الشرعي ) و (المايوه الإسلامي) كما أطل علينا من قبل مصطلح
(التليفون الإسلامي) و (المانيكير الحلال )
و بين هؤلاء تجد أيضاً من يرفض مصطلح ( المايوه ) في المطلق حتى و ان زينه و جمله أنصار الأسلمة بمصطلح مثل الشرع و الشريعة
و هؤلاء الأنصار هم نفسهم من صدروا أكذوبة الاسلاموفوبيا لابتزاز الغرب و الآخر و انطلت تلك اللعبة الابتزازية على ذلك الآخر فصار يدافع عن نفسه باستماتة و يوغل في مساندة الاسلام السياسي حتى أتى على الاخضر و اليابس و فجر و حرق و غار عليه و دمر بلاده بل و أغار على ثقافته و منظومة قيمه !
لقد استغل أنصار الاسلمة قيم الغرب العلماني المتحضر ثم انقض عليها
تماما كما استغل الاسلام السياسي مصطلح الديمقراطية الكافر و تشدق به في بلادنا و لنا في موقعة الصناديق أسوة سيئة و نموذج للإفتئات على الديمقراطية !
انه الابتزاز و التدليس و الافتئات يا سيدات و يا سادة و الذي مازال يمارس بروح النمور الجريحة التي تتشبث بآخر نفس لديها بعد أن قضي أمرها و أزاحتهم الملايين بعيداً عن المشهد و صناعة القرار و صار هؤلاء خارج الكادر السياسي في الثلاثين من يونيو ٢٠١٤
ذلك التاريخ الموجع لهم و الذي أنقذ الأمة المصرية بل و أنقذ الأمم الاخرى و أعاد الامور لنصابها .. فخرائط العالم كانت ستتشكل من جديد ليعاد ترتيب المنظومة الكونية بالكامل لتسقط أمم عريقة و تنهض دويلات كانت و ستظل جمل اعتراضية في كتب التاريخ
اما عن اضطهاد البوركيني و المحجبة - تلك الاكذوبة المضحكة - لصالح البيكيني الذي اختفى من شواطئنا بشكل شبه نهائي
و ربما تظهر و تطل محاولات فردية بائسة تعد على أصابع اليد الواحدة لتزاحم على استحياء لتجد لنفسها موطىء قدم أمام طوفان البوركيني متكبدةً كم لا يطيقه بشر من الشتائم و الاهانات و اللعنات و السباب و القدح و الاتهام بالفسق و الفجور و الخوض في الشرف و العرض
و لولا ٣٠ يونيو لقبضت الشرطة المجتمعية التي نادى بها حازم صلاح ابو اسماعيل في زمن ليس بالبعيد
على مرتدية لباس البحر و اتهامها في قضية متعلقة بالاداب العامة و انها ارتكبت فعل فاضح في الشاطىء الخاص و حرضت على الفسق و لنا في واقعة الشيخ وليد في السويس و قتله للشاب الذي كان جالساً مع خطيبته عبرةً لمن يتذكر و يعتبر و يطالب حقاً
بقبول الاخر و التصدي للعنف و نظرية الاستقواء و الكثرة العددية التي يستند اليها دوماً أنصار الأسلمة في دولة يريدونها دينية لا دولة مواطنة لان دين الاغلبية هو الاسلام ضاربين عرض الحائط بالمختلف معهم و بمن يدين بدين غير دينهم
كفانا تدليساً فلن تنطلي الادعاءات بوجود اضطهاد للمسلم و المحجبة و مرتدية البوركيني في مجتمع غالبيته مسلمة و غالبية نسائه محجبات و ترتدي البوركيني على شواطئه ٩٩ في المئة من النساء حتى من غير المحجبات بل و اصبحت المرأة المسيحية ترتدي ذلك البوركيني كي لا يوصم زوجها بالرجل الداعر الديوث و كي لا تصبح هي الفاسقة العاهرة
و ان كان يريد و يطالب أنصار الاسلمة بالمزيد من الغلو في الامر فليطالبوا إذن بشواطىء و قرى ساحلية اسلامية مخصصة لهم .. و سيتركها لهم و عن طيب خاطر و بمنتهى الاريحية تلك القلة القليلة الباقية المتبقية و التي تعدهم و تتعهد لهم بانها لن تندس بينهم و ستترك لهم قراهم و شواطئهم الاسلامية و لن تطؤها أقدامهم و لن يلوثوها بعريهم و لكن .. هل سيقبل أنصار الاسلمة ذلك ؟؟ ام سيدوسون هم بأقدامهم قرى من يعتبرونهم من العراة من اصحاب المايوه غير الشرعي و غير الاسلامي و من ثم اعتبار غزواتهم تلك لقرى المايوه غير الشرعي نصراً و فتحاً مبيناً ! و كما سمعنا عن غزوة الصناديق نسمع لاحقاً عن غزوة الشاطىء لتأديب بنت الشاطىء و زوجها و أبيها و أخيها الديوث ؟