رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وداعا للطرق التقليدية.. رحلة البحث عن شريك العمر عبر تطبيقات المواعدة

شريك العمر
شريك العمر

"وداعًا للطرق التقليدية".. إعلان ربما يبدو عاديًا للبعض، يدعو إلى طرق حديثة ورقمية للزواج، فبدلًا من الذهاب إلى مكاتب البحث عن شريك الحياة، من الممكن مقابلته عبر الإنترنت، إلا أنه أحيانًا يصبح بوابة خلفية لما يخالف الآداب العامة.

هي تطبيقات المواعدة واللقاء عبر الإنترنت، التي ذاع صيتها مؤخرًا جراء إجراءات الحظر التي فرضتها جائحة فيروس كورونا على الدول، وتتيح تلك التطبيقات لقاء شريك الحياة والحديث معه عبر خاصية الفيديو من أجل رؤيته على الطبيعة.

يبدأ الأمر بالإعلان عن تطبيق للمواعدة بطرق حديثة، ثم يبدأ المستخدمون من الشباب والفتيات إدخال بياناتهم ومواصفتهم الشكلية ومن ثم يوفق التطبيق بين المواصفات المطلوبة لدى طرفين، ويتيح لهم الحديث عبر الشات أو الفيديو حتى يتعرفا على بعضهما بشكل أعمق لإتمام الزواج بعد ذلك.

بيد أن بعض التجارب الشبابية لتلك التطبيقات لم تكن موفقة، إذ وجدوا عليها مقاطع ساخنة مخلة بالآداب وإعلانات تشبه الدعارة المقننة، وفتيات يعرضن أنفسهن مقابل مبالغ مالية، فما كان منهم سوى الانسحاب السريع من تلك التطبيقات.

سمية الباهي، 32 عامًا، إحدى الفتيات اللاتي تأخرن في الزواج، وبسبب ما فرضه الحظر على الجميع، بالمكوث في المنازل بدأت تبحث عن طرق بديلة من انتظار قصص الحب، فوجدت إعلان لأحدى تطبيقات المواعدة الشهيرة، لجأت إليه بهدف التحرر من الضغط الاجتماعي الذي فرضه سنها في مجتمع شرقي.

تقول: "بعدما أدخل مواصفاتي والصفات التي أريدها في شريك العمر، بدأ التطبيق يبحث معي عن مواصفات شاب مشابه، وبالفعل عقب يومين بدأنا الحديث، إلا أنه محور الحديث دومًا ما كان يأخذ أشكال أخرى غير مهذبة من قبل الشاب، ما دفعني إلى الخروج الفوري من التطبيق".

تضيف: "لا بد أن نحذر تلك التطبيقات، لأنني لست متأكدة من الشخص الذي كان يحادثني، وربما هؤلاء الأشخاص يريدون استغلال الفتيات بطرق أخرى، فلم تكن تجربتي موفقة ولن أكررها مرة أخرى، بسبب عدم وجود أي رقابة على ما يقال في المحادثة".

تظهر آخر مؤشرات إحصائية صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أواخر عام 2019، أن عدد الذكور الذين لم يتزوجوا في فئة العمر ٣٥ سنة فأكثر بلغ حوالي ٦٨٧ ألف حالة بنسبة ٥،٤ ٪ من إجمالى أعداد الذكور فى نفس الفئة العمرية، بينما بلغت حوالى ٤٧٢ ألف حالة للإناث بنسبة ٣،٣ ٪ لنفس الفئة العمرية.

ومؤخرًا خلصت دراسة قامت بها مجموعة "بحث السلوك الرقمي للأشخاص الفلمنكيين" التابعة لجامعة غينت البلجيكية، إلى أن عدد مستخدمي تطبيقات المواعدة الغرامية قد ازداد منذ ظهور فيروس كورونا من 7.35٪ في يناير إلى 9.58٪ في مارس الماضي.

"ليست آمنة".. منار.م، 29 عامًا، إحدى الفتيات اللاتي لديهن تجربة مع تطبيقات المواعدة، تقول: "لا يوجد أي رقيب على تلك التطبيقات، فهي ليست آمنة ولا يوجد أي التزامات، فمنذ تسجيل الدخول على إحداهم لم أجد أي شروط أو عقوبة لمن يتجاوز".

تضيف: "بعد إدخال مواصفاتي وجدت شباب كثيرون يحاولون الحديث معي وآخرون يتطاولون في الحديث، تخيلت أن التطبيق يرجح الأفراد ذوي الصفات المتشابهة فقط، ولكنه يبيح الشات للجميع والرسائل لم تكن مهذبة على الإطلاق".

توضح أنها انسحبت من التطبيق على الفور، لاسيما أن الأمر تطول ببعض الشباب يعرضون عليها مبالغ مالية: "كذلك شعرت أن صوري ليست آمنة، ولا يوجد أحد مسؤول عن التطبيق ألجأ إليه إذا كان لدي شكوى أو ما شابه".

ليست الفتيات فقط الذين لديهن تجارب سيئة على ذلك التطبيق، ولكن الشباب أيضًا، فيقول "نور" 34 عامًا، أن تلك التطبيقات مليئة بالإعلانات غير المهذبة التي تشبه الدعارة المقننة، والتي تفرض نفسها على التطبيق بشدة وبالتأكيد تمثل دخل قوي له.

يوضح: "الكم الكبير من الإعلانات دفعني للانسحاب من التطبيق قبيل حتى تسجيل بياناتي كاملة، لاسيما أن كل إعلاناته تدور حول فتيات يعرضن أنفسهن للمحادثة عبر الفيديو مقابل مبالغ مالية يدفعها المستخدم وبالتأكيد هناك شباب يضعف ويستجيب".

يذكر أن مجلس المستهلكين النرويجي حذر في تقرير له أن تطبيقات شهيرة للمواعدة مثل Tinder وGrinder وOkCupid تسرب البيانات الشخصية لمستخدميها لصالح شركات إعلانات، وفق دراسة تضمنت مراقبة 10 تطبيقات، خلص المجلس إلى أن تلك التطبيقات ترسل بيانات المستخدمين وتساعد على انتشار الدعارة.