فتنة في الوفاق.. «باشاغة» يحاول انتزاع السلطة في حكومة السراج
كشفت مصادر لصحفية أراب ويكلي البريطانية، عن وجود خلافات قوية بين حكومة الوفاق والقوات والمؤسسات والأجهزة العسكرية الموالية لتركيا في ليبيا بسبب رغبة وزير الداخلية في حكومة الوفاق" فتحي باشاغة" في انتزاع السلطة في طرابلس وليبيا.
ووفقًا لمصادر في ليبيا، من المرجح أن تنفجر التوترات التي كانت تولدت من اللحظة التي أًصدر فيها باشاغة أوامره بحل الميليشيات المتنافسة ومنع وزراء في حكومة السراج من مغادرة ليبيا دون إذنه، وتوقعت المصادر أن تتولد مواجهة بين باشاغة والأجهزة السياسية والعسكرية الموالية لتركيا.
فتحي باشاغة يحاول انتزاع السلطة في ليبيا
وكشفت مصادر ليبية لصحيفة أراب ويكلي، أن باشاغة مازال يصر على انتزاع السلطة من الأجهزة والمؤسسات التركية، حيث أمر مؤخرا زميله في حكومة الوفاق " وزير النقل" بالتوقف عن الموافقة على الإقلاع والهبوط ومرور الطائرات الخاصة، وكذلك الرحلات الجوية المنتظمة بانتظام، دون إذن مسبق مباشر منه شخصيا.
وشدد باشاجا في مذكرته الرسمية لوزير النقل في 8 يوليو على "ضرورة تقديم بيان بحركة الطائرات وكذلك مطارات المغادرة والوصول من أجل الحصول مباشر من باشاغة على إذن.
وقالت الصحيفة البريطانية إن خطوة باشاغة غير المسبوقة ستؤدي إلى خلق مناخ متوتر داخل ليبيا قد يفرض واقعًا جديدًا على حكومة الوفاق الوطني وميليشياته لاسيما وأن باشاغة هو رجل تركيا ورجل الإخوان الأول في ليبيا.
وتابعت الصحيفة البريطانية أن تعليمات بشاغاة تسببت في حالة من الذعر الصامت داخل حكومة الوفاق وكذلك قادة مليشيات طرابلس الذين لم يعودوا يخفون غضبهم من هيمنة ميليشيات مصراتة، إلا أن باشاغة برر أوامره بالادعاء بأنه تلقى "معلومات استخبارية قدمتها الأجهزة الأمنية تشير إلى أن بعض العناصر الإرهابية تنوي مغادرة ليبيا عبر طائرات خاصة ورحلات جوية".
واستبعد باشاجا، الذي أصبح الآن مراقب الحركة الجوية في سماء غرب ليبيا بحكم الأمر الواقع، من الإجراءات الجديدة، الرحلات الجوية التي تنقل رئيس وزراء حكومة الوفاق فايز السراج أو نوابه.
ويحذر المراقبون من أن الخطر الذي تشكله هذه الإجراءات هو أن بشاجها يسيطر الآن على كل وزير ومسؤول في مؤسسات حكومة الوفاق والقيادة العسكرية، بما في ذلك قادة الميليشيات.
باشاغة يسعى لاسترضاء قادة الميليشيات
كما كشفت الصحيفة البريطانية أن بشاغاة سعى إلى استرضاء بعض قادة الميليشيات بمنحهم تعيينات وامتيازات جديدة، وبحسب ما ورد تم تعيين عبد الغني الكقلي، المعروف باسم "غنيوة"، قنصل طرابلس في بلد مغربي كمكافأة على استعداده لتفكيك ما يسمى بكتيبة الأمن المركزي، وهي ميليشيا مؤيدة لحكومة السراج اعتاد قيادتها، فيما وقد تم إدانة هذا القرار في بعض الدوائر الليبية التي استنكرت تحول الكقلي من "قائد ميليشيا إلى قنصل عام".
كما هاجم محمد سعيد الدرسي، زعيم ميليشيا مجلس شورى ثوار بنغازي، باشاغة والميليشيات الموالية له، متهما إياه بالسعي إلى "تفكيك هيكل الثورة"، وحذر الدرسي من موجة اعتقالات جديدة تستهدف من وصفهم بأنهم "ثوار"، في حين أعربت بعض القوات الليبية عن مخاوفها من أن تكون هذه التطورات مقدمة لموجة ثانية من الاشتباكات المسلحة بين الميليشيات في طرابلس، على غرار تلك التي شهدتها الخميس الماضي في منطقة جنزور.