رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مسئول إيطالي: التدخل التركي في ليبيا بات مصدر إزعاج لأوروبا

فرانكو فراتيني
فرانكو فراتيني

نشر موقع «كونزيرفتيف هوم» البريطاني يوم أمس الخميس، مقالًا لـ "فرانكو فراتيني" وزير الخارجية الإيطالي الأسبق، وحذر في مقاله من التداعيات الخطيرة للتدخل التركي في الشأن الليبي، وتأثير ذلك على دول الاتحاد الأوروبي.

ولفت فراتيني إلى أن ليبيا باتت تمثل اليوم مصدر إزعاج لأوروبا، وخصوصًا في ظل الفوضى وعدم الاستقرار، وانتشار التطرف والإرهاب.

وأوضح في مقاله تأثير الأزمة الليبية على الدول الأوروبية فيما يتعلق بمسألة المهاجرين الذين سيتدفقون إلى القارة العجوز، وذلك بفضل التدخل التركي في الشأن الليبي، واستغلال أنقرة لهذه القضية لصالحها.

وأكد على أن الاتفاق المدعوم من الأمم المتحدة، والذي ينص على وقف تدفق الأسلحة إلى ليبيا، قد تعرض لانتهاكات من جانب تركيا التي زادت من وتيرة تصديرها للسلاح والإرهابيين والمتشددين لدعم حكومة فايز السراج، فقبل أن يجف الحبر الذي استخدم للتوقيع على الاتفاق، أبحرت سفينة "بانا" التركية نحو ميناء طرابلس وهي محملة بالسلاح.

فيما أشار إلى أن انشغال أوروبا بالتعامل مع جائحة كورونا، سمح لتركيا بمواصلة انتهاكها للقوانين الدولية، والاستمرار بنقل السلاح لحكومة طرابلس.

وشدد وزير الخارجية الإيطالي الأسبق على أن عدم تحرك الدول الأوروبية لوقف ما تقوم به أنقرة سيجعل القارة وخصوصا الدول الجنوبية فيها، تتحمل تبعات موجة جديدة من طالبي اللجوء والمهاجرين غير الشرعيين.

ووصف ما يقوم به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ "الانتهازية"، واستغلال الأوضاع العالمية، لمواصلة ضخ العتاد وآلاف المقاتلين المرتزقة السوريين، الذين يمتلك عدد منهم صلات مع تنظيمات إرهابية.

وسلط الضوء على الإغراءات التي يقدمها أردوغان لهؤلاء المقاتلين، مشيرا إلى وعود بالجنسية ورواتب عالية وتحمل نفقات العلاج في حال تعرضهم لأي إصابات بالمعارك التي يخوضونها أمام الجيش الوطني الليبي، في سبيل تحقيق هدف تركيا المتمثل بالسيطرة على ليبيا وتشكيل إمارة متطرفة فيها.

واختتم فراتيني مقاله بدعوة أوروبا والمجتمع الدولي لمواجهة التهديد الذي يمثله الدور التركي في الأزمة الليبية، والتعامل مع الملف من منطلق تأثيره على الاستقرار بمنطقة البحر الأبيض المتوسط، والعمل الجاد لمنع أنقرة من مواصلة ضخ مليارات الدولارات والأسلحة والمقاتلين، وإلا فعليها تجهيز نفسها لأزمة مهاجرين جديدة أكثر خطورة هذه المرة.