رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«تيك توك».. أرقام مليارية في قصة صعود تطبيق «الثراء السريع»

تيك توك
تيك توك

ربما كان تطبيق "تيك توك"، هو أحد أكبر المستفيدين من فيروس كورونا المستجد، بعدما حقق خلال الـ6 أشهر الماضية -عُمر الجائحة عالميًا- تفاعلًا لم يحققه خلال 4 سنوات من إطلاقه خلال عام 2016، عبر إحدى الشبكات الصينية المتخصصة في مقاطع الفيديو الموسيقية.

زاد من الإقبال على تطبيق "تيك توك" الحظر العام الذي فرضته معظم دول العالم على مواطنيها لتقويض الجائحة، وجلوسهم ساعات طويلة في المنزل، فزادت حسابات التطبيق والمشتركين عليه في إنتاج قصص الفيديو المدعومة بالموسيقى أو مقاطع الأفلام الشهيرة.

ومؤخرًا في مصر، تسبب تطبيق "تيك توك" في قضايا اجتماعية عديدة آثارت الجدل أدت في النهاية إلى القبض على عدد من مشاهير التطبيق، والذين وُجهت إليهم تهم الإخلال بالآداب العامة والقيام بإيحاءات جنسية غريبة على المجتمع المصري خلال تصوير تلك المقاطع بحسب النيابة العامة.

ولأن لغة الأرقام هي الأدق، فالإحصائيات تدعم بشدة فرضية زيادة التفاعل على تطبيق "تيك توك"، فكم أصبح عدد المشتركين عليه؟ وما هي أكثر الدول تفاعلًا؟ وما الأعمار التي تقبل بشدة على ذلك التطبيق.

"الدستور" تقدم تحليلا رقميا لمحتوى تطبيق "تيك توك" خلال الـ6 أشهر الماضية.

في البداية فإن "تيك توك" هو تطبيق اجتماعي ترفيهي، يتيح تسجيل فيديوهات قصيرة مدتها من 30 - 60 ثانية، أساسها هو تزامن المحتوى المسموع مع حركة الشفاه والاستعراض الجسدي، وهو نتاج دمج تطبيق "ميوزيكلي" الشهير.

وتنقسم فئات التطبيق؛ الموسيقى والمرح والألعاب والتصوير والرقص واللياقة البدنية والهوايات حتى تجذب أكبر عدد من المستخدمين، وفي ظل انتشار فيروس كورونا بات التطبيق الملجأ الآمن لملايين المُستخدمين.

في خلال 6 أشهر فقط، قام ما يقرب من 2 مليار شخص حول العالم بحمل التطبيق على هواتفهم الذكية، وتجاوزت التنزيلات خلال الربع الأول (ثلاثة أشهر) من العام 2020 نحو 1.5 مليار تحميلا حول العالم، مقارنة 500 مليون عملية في النصف الأول بأكمله عام 2019، وانتهى بمليار عملية تحميل وفقًا لـ"Sensor Tower Store Intelligence".

أقصى عمليات تنزيل حدثت لتطبيق خلال القرن الحالي في ثلاثة أشهر فقط كان موقع "فيسبوك" بموجب 315 مليون تنزيل في ربع سنة، وبذلك يكون تطبيق "تيك توك" تصدر قائمة الأكثر تنزيلًا خلال نفس المدة على مستوى العالم، إذ احتل منذ العام الحالي المرتبة الأولى عالميًا في التحميلات وجاء من بعده "واتساب، فيس بوك، إنستجرام، ماسنجر".

على صعيد الدول التي قامت بتحميل ذلك التطبيق، تصدرت الهند دول العالم بموجب 611 مليون تنزيل خلال الـ6 شهر الماضية، أي نحو 30% من إجمالي التنزيلات عالميًا، وجاءت من بعدها الصين منشأ التطبيق، التي قام مواطنيها بتثبيت 196 مليون نسخة، 9%، وفي المرتبة الثالثة كانت الولايات المتحدة الأمريكية بـ165 مليون بنسبة 8%.

وعن وسيلة التنزيل، فأرقام "Tower Store" تقول إن "جوجل بلاي" حقق أعلى معدل تنزيل لتطبيق "تيك توك"، بموجب 1.5 مليار عملية، أي 75.5% من إجمالي التنزيلات عبر المواقع والتطبيقات المتاحة على الإنترنت، أما "App Store" فقد وصلت التنزيلات عليه لأكثر من 495.2 مليون عملية أي 24.5%.

معدلات الإنفاق العالمية على ذلك التطبيق ارتفعت 2.5 مرة عن ما قبل جائحة كورونا، فكان الإنفاق للمستخدمين 175 مليون دولار، وأصبح بعد 6 أشهر من الجائحة 456.7 مليون دولار.

وعلى صعيد الدول من حيث الإنفاق، جاءت الصين في المرتبة الأولى بـ331 مليون دولار أي 72.3%، وجاءت من بعدها الولايات المتحدة الأمريكية بإنفاق 86.5 مليون دولار بنسبة 19%، وأخيرًا بريطانيا التي حققت 9 ملايين دولار بنسبة 2%.

وحققت وسائل التنزيل إيرادات من وراء تطبيق "تيك توك" بملايين الدولارت، حيث حقق "App Store" نحو 435.3 مليون دولار من مجمل إنفاقات المستخدمين، بينما "جوجل بلاي" حقق 21.4 مليون دولار.

الفئات العمرية لجمهور الـ"تيك توك" قبيل الجائحة كانت تسيطر عليها أعمار ذوي الـ20 عامًا من الشباب والمراهقين، حتى وصل عددهم خلال عام 2017 أي بعد تدشين التطبيق بعام واحد فقط إلى 100 مليون مستخدم حول العالم، وفي العام 2018 أصبح التطبيق الأكثر تنزيلًا على "جوجل بلاي" متفوقا على "فيسبوك وواتساب ويوتيوب".

بحسب موقع "Businessofapp"، فإن 50% من جمهور تطبيق "تيك توك" تحت سن الـ34 عامًا، و26% بين 18-24 عامًا أي من المراهقين، ويقضي المستخدم العادي 52 دقيقة يوميًا ويفتحون التطبيق حوالي 8 مرات يوميًا، كما أصبح التطبيق متاحا في 154 دولة حول العالم، وبـ75 لغة منها العربية.

وبالنسبة للإعلانات فيسمح بها التطبيق، ورفعت أرباحه 300% في 2019 مقارنة بالعام السابق عليه، ويحقق سنويا بين 75 - 80 مليار دولار، وارتفعت أرباح شركة "بايتداس" المالكة للتطبيق خلال العام الحالي إلى 310%، وحققت إيرادات بقيمة 435.3 مليون دولار في منصة "ios"، بينما سجل التطبيق إيرادات في منصة "الأندوريد" تصل إلى 21.4 مليون دولار.

ويحقق "تيك توك" لمشاهيره أرباحا مالية ضخمة أيضًا، من بينهم الأمريكية "لورين غراي" نجمة تطبيق "تيك توك" الشهيرة، والتي سبق وأعلنت عن أرباحها جراء الفيديوهات التي تقوم بتنفيذها على تطبيق "تيك توك".

ويتابع لورين 35 مليون شخص حول العالم، وتصل أرباحها إلى 175 ألف دولار لكل مقطع فيديو مدفوع مدته 60 ثانية، تنشره يخص أغنية أو رقصة جديد، وهذا المبلغ يساوي 265 ضعف متوسط الراتب الأسبوعي في البلاد.

تبحث "TikTok" حاليًا عن شراكات جديدة لبث الموسيقى والحفلات على التطبيق، ما سيمكنه ليس فقط من ربط مستخدميها بالموسيقى القابلة للتنزيل من كبار الفنانين، بل سيسهل أيضًا إنشاء مكتبة الموسيقى الخاصة بها.

بيد أن من مخاطر تطبيق "تيك توك" التي بدأت تظهر مؤخرًا هو إعلانها عن تلقي عدد طلبات ضخم من حكومت مختلفة للحصول على بيانات المشتركين في النصف الأول من العام المنصرم 2019، وجاءت الهند على قائمة الدول التي قدمت طلبات للحصول على معلومات وبيانات خاصة بمستخدمي "تيك توك".

إذ كشف التطبيق أنها قدمت 143 طلبًا، وأنه منحها معلومات بشأن نصف عدد الطلبات فقط، ولذلك قامت القوات الجوية الأمريكية، بعدم السماح بوجود تطبيق "تيك توك" على الأجهزة التي تصدرها الحكومة، حيث يأتي، وسبق وحظر الجيش الأمريكي استخدام التطبيق على هواتف الجنود.

وأخيرًا فإن تطبيق "تيك توك" استغرق أقل من 3 سنوات فقط ليصل لهذه الأعداد الضخمة من المتابعين، بينما استغرق تطبيق إنستجرام نحو 6 سنوات، أما "فيسبوك" فاستغرق 4 سنوات.