رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الباحث أسعد سليم: فى 30 يونيو مصر خلعت نقابها

أسعد سليم
أسعد سليم

يحل شهر يونيو من كل عام ومعه تحل ذكرى الثلاثين من يونيو 2013، ذكرى ثورة شعب استعاد هويته ومصره المختطفة من أنياب جماعة الإخوان الإرهابية.. «الدستور»، حاورت المثقفين حول ثورة 30 يونيو، ذكرياتهم معها، أثرها عليهم وعلى إبداعاتهم، والأهم ماذا لو كان استمر حكم الإخوان لمصر حتى الآن؟

قال الباحث أسعد سليم: تم إعلان نتيجة الجولة الأولي من الانتخابات الرئاسية يوم 25 مايو عام 2012 بقرار الإعادة بين مرسي ممثل التيارات المتأسلمة والفريق أحمد شفيق ممثل التيارات السياسية البالية، يومها شعرت بانتكاسة لم تحدث لى من قبل، وطننا الذي قمنا بثورة يناير من أجله وارتقت بسببها أرواح شهداء لبارئها واعتقدنا أننا بإزاحة نظام مبارك وكأننا انتصرنا! حيث كان يحدونا الأمل في إيجاد شخصيات وطنية صادقة تعبر بمصر وتقفز بها إلي مصاف الدول العظمي، كانت الثورة هادرة والمشاعر جارفة ولا نجد أي عائق يمكنه إيقافنا، لكن الأمل تمخض فولد فأرين وليس واحدًا!.

ليلتها شعرت باليأس يحيط بي من كل اتجاه، فاستسلمت وقررت البعاد، وبالفعل سافرت بعدها بيومين تقريبًا للعمل كمهندس مدني في مشروع توسعة الحرم المكي بالسعودية، وأملت نفسي خيرًا أن يسع البيت الحرام أحزاني وملماتي.

تابع صاحب كتاب "رواية الفلسفة": نجح أو أنجح مرسي وأصبح رئيسًا للبلاد، وحدث ما توقعه الجميع، كانت القرارات الرئاسية تأتي من مكتب الإرشاد لمقر رئاسة الجمهورية من أجل التوقيع ووضع خاتم شعار الجمهورية، جماعة تدعي الإسلام وتضحك علي الجميع بسطاءهم ومثقفيهم، وتبدأ رحلة الأخونة لكل مؤسسات الدولة، وإعلانات دستورية تسبح بحمد الجالس على العرش، وإخراج إرهابيين عتاة في الإجرام من السجون بل وحضورهم احتفالية نصر أكتوبر، كلما أتذكر تلك الأيام أشعر بالمرارة ما زالت بحلقي، مصر التي كانت أول حضارة في تاريخ البشرية ها هي تتنقب وتلتحي، تيار متأسلم استبدل بالجماعة وطنًا، أليس الإخواني الماليزي أقرب إليهم من المصري غير الإخواني مثلما صرحوا بذلك دونما ذرة خجل.

إلا أن مصر أبت أن يحكمها لصوص باسم الدين، قوادون باسم ملك اليمين، قتلة باسم الجهاديين، إرهابيون باسم جماعة وما هم بجماعة ولكنهم عصابة!. ثارت مصر بكل فئاتها وخرج الشعب بالملايين ينادي بخلع النقاب الذى فرض على الجميع حتى ارتداه قسرًا أبو الهول مطالبين بطرد الجماعة من القصر ومحاكمتهم.

لا ننكر أن حركة تمرد وجبهة الإنقاذ الوطني كانتا لهما دور كبير في الحشد والتنظيم، لكني علي يقين بأن المصريين كانوا سيهرعون لنجدة وطنهم في كل الأحوال حتي لو لم يدعهم داع. ولم يكن أمام القوات المسلحة سوي الإنصات للصوت الهادر القادم من جميع الأنحاء بالمدن والقري والانضمام لصوت الجماهير.

عدت إلى الوطن محملًا بالآمال العريضات ببناء وطن ناهض على أسس وطنية مشتركة يتسع للجميع محققًا العدل الاجتماعي الذي لطالما طمحنا إليه.وكانت العقبات بمنتهي الضخامة، لكننا في الحقيقة استطعنا تحطيم الكثير منها والحفاظ على أمننا القومى الذى يتهدد من جهات ثلاث، والعبور ببراعة من أزمات كبرى كانت تحدق بالبلاد، ومازال الكثير أيضًا يحتاج لجسارة حتي نستكمل العبور.