رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حاتم عبدالهادي: 30 يونيو حجر الزاوية الذي عرى المتأسلمين

30 يونيو
30 يونيو

يحل شهر يونيو من كل عام ومعه تحل ذكرى الثلاثين من يونيو 2013، ذكرى ثورة شعب استعاد هويته ومصره المختطفة من أنياب جماعة الإخوان الإرهابية.. «الدستور»، حاورت المثقفين حول ثورة 30 يونيو، ذكرياتهم معها، أثرها عليهم وعلى إبداعاتهم، والأهم ماذا لو كان استمر حكم الإخوان لمصر حتى الآن؟

وفي هذا الصدد قال الكاتب حاتم عبدالهادى السيد: تعد ثورة 30 يونيو امتدادًا لثورة 25 يناير، والتى تعد بمثابة الثورة الحقيقية المصرية التى ظهرت لسد الفراغ والثقوب السوداء التى خلفتها ثورة الربيع العربى في مصر، أو الخريف الشرق أوسطى، ولقد كانت ثورة 30 يونية بمثابة حجر الزاوبة الذى أظهر الحركات الراديكالية على حقيقتها، وأظهر الوجه السىء الذى تخفيه، والتى تتخفى باسم الدين تارة، وترفع شعار الدين كحالة لاستقطاب عاطفة الشعب المصرى، فمن يقف ضد الدين؟ لا أحد بالطبع، لكنها كانت حركات سياسية عنيفة تتمظهر في عباءة الدين لتلبية أغراض جماعات تريد الإستيلاء على مقدرات الدولة ومفاصلها، وليس المقصود هنا حركة الإخوان المسلمين فحسب، بل امتدت الثورة لتظهر كل التيارات الفاشية التى تريد أسلمة المجتمع، وتخفى تحت نيرانها سمومًا تحرق الجميع، فلم ينتشر الإسلام بالسيف والإرهاب بل انتشر بالحجة والإقناع والسماحة، لا العنف، والحب لا القتل، ومشاهد الدماء الثخينة.

وعن ما أثرها عليه كمبدع اضاف: بالفعل ككل الثورات يكون نتاجاها تحولات تطال كافة قطاعات المجتمع ومن بينها الأدب، ولقد قدمت للمكتبة العربية كتابان كانا نتاج هذه الثورة وهما كتاب "الثورة في سيناء"، وكتاب "الثورة والأدب"، وقد رصدت فيهما مظاهر تحولات المجتمع والإبداع، ويقظة الشعب المصرى الذى انتفض ليدافع عن الدولة الوطنية، والدولة المدنية ضد الدولة الدينية الثيوقراطية.

وحول ماذا لو ظل الإخوان في مصر حتي اليوم؟ تابع: مصر طوال عمرها دولة تعددية، تؤمن بالمدنية، فهى ليست دولة علمانية كذلك كما يطلق عليها كثير من التنويرين، بل هى دولة مسلمة تدين بالدين الإسلامى ويحكمها قانون مدنى يتماشى مع متطلبات المدنية والعصر، وليس معنى ذلك أننا دولة بعيدة عن الدين، فالمصريون متدينون بطبعهم، ولكنه التدين الوسطى، دون تشدد وانحراف يقود إلى العنف والتعصب، وتغليب رأى الفرد على رأى المجموع، فالجماعة وفكرها وأدبياتها انتقلت من الفكر إلى العنف، ومن الهدوء إلى السلاح فسقط القناع الخفى السرى للجماعات وتنظيماتها وشبكاتها عبر العالم.

لذا فلو ظل هؤلاء إلى الآن فكنا سنرى العجب العجاب، سنرى تركيا تعلن الخليفة من مصر وترى الشيعة يؤسسون لهم أفقًا تحت شعار التعاون، فليست الجماعة تهتم بالسنية أو الشيعية للمجتمع بل هى حركة سياسية تريد تسييس المجتمع تحت أيديولوجيا الدين، وهى حاضنة لكل القوى الرجعية التى ظهر وجهها القبيح الدموى تحت ستار الإرهاب والعنف والقتل والذبح وهذا لا تقره شرائع أو مذاهب، فديننا دين الوسطية والمحبة، بعيدًا عن الجماعات والتعصب للمذاهب.

والشعب المصرى شعب ودود متدين منذ الفراعنة، لكنه لا يقبل أن يحكم بالأمر المطاع، والعصا والسوط، أى أنه شعب ودود يحتكم إلى قانون، تحت دولة مدنية تحترم كافة الأديان والحريات، وتحت لواء جيش قوى هو من خير أجناد الأرض.