رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أشرف منصور: لم يكن الإخوان ليرتضوا إلا بالتمكين

دكتور أشرف منصور
دكتور أشرف منصور

يحل شهر يونيو من كل عام ومعه تحل ذكرى الثلاثين من يونيو 2013، ذكرى ثورة شعب استعاد هويته ومصره المختطفة من أنياب جماعة الإخوان الإرهابية.. «الدستور»، حاورت المثقفين حول ثورة 30 يونيو، ذكرياتهم معها، أثرها عليهم وعلى إبداعاتهم، والأهم ماذا لو كان استمر حكم الإخوان لمصر حتى الآن؟

قال الدكتور أشرف منصور أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة الإسكندرية: لقد كان الشعب المصري محظوظا عندما تولى الإخوان السلطة بعد ثورة، أي ثورة 25 يناير. فقد كانت القوى الثورية لا تزال على الأرض ونشطة ومدفوعة بالزخم الثوري طوال 2011، وكانت قطاعات كثيرة من الشعب المصري متيقظة ومسيسة بفضل 25 يناير، مما سهل عملية الحشد والخروج والثورة على الإخوان في 30 يونيو.

إنني اعتقد أنه لولا 25 يناير ما كان الشعب المصري ليندفع بتلك القوة والحماس والحجم الذي رأيناه في 25 يناير. لقد تعلموا من 2011 أن إسقاط نظام ممكن إذا اتفقت على ذلك إرادة شعبية قوية وإجماع شعبي واسع. اعطتهم 25 يناير الثقة ودربتهم على التحركات والمسيرات الضخمة وكافة أشكال التظاهر، فأتت 30 يونيو وشهدت جماهير مسيسة ولديها خبرة واسعة في المليونيات، مما أنتج مشهدا مبهرا للعالم كله.
ومن جهة أخرى فإن استعادة وتذكرا لما حدث منذ 2012 ضروري للغاية لإفهامنا طبيعة المرحلة التي مررنا بها والممتدة حتى الآن.

تابع "منصور" موضحا: لم يكن الإخوان ليرتضوا إلا بالسيطرة الكاملة على الدولة وأجهزتها، وكان هذا هو مشروعهم في التمكين. ففكر الإخوان وإيديولوجيتهم السياسية جعلتهم اقصائيين لأعلى درجة. وهذا هو ما يفعله أي تنظيم فاشي عندما يستولي على السلطة.

أريد تذكير القارئ ببعض الأحداث التي سبقت 30 يونيو والتي أسست له. إعلان دستوري أصدره مرسي في 22 نوفمبر 2012 حصن به قراراته ووضعها فوق القانون. مليونية في ميدان التحرير ضد الإخوان. مرسي يفرض حظر تجول في مدن القناة في 27 يناير 2013.. كسر حظر التجول وبداية ظاهرة توكيلات السيسي للتدخل وانقاذ البلاد. حشود مضادة للإخوان وحصارهم للمحكمة الدستورية... بداية حركة تمرد المطالبة بإنتخابات رئاسية مبكرة.. ازدياد الزخم الشعبي ضد الإخوان حتى الوصول إلى 30 يونيو.. عزل مرسي وحشود رابعة وطلب السيسي التفويض ونزول الجماهير تلبي الطلب في 26 يوليو. إذا فكرنا في هذه الأحداث استطعنا وضع أيدينا على الحقيقة التي تغيب عنا دوما، وهي أن النظام الحالي يستند في شرعيته على وجهين، الوجه الثوري - التفويضي والوجه الدستوري - الانتخابي.

هذه الشرعية المزدوجة ضرورية ولازمة لنظام يواجه تحديات غير مسبوقة في تاريخ مصر الحديث: إرهاب في الداخل، تحديات من جهات مصر الأربع، إسرائيل في الشرق وتركيا في الشمال وتدخلها في ليبيا في الغرب وسد النهضة في الجنوب مع نظام غير متعاون في السودان، ونظام عالمي مرتخ، وتحدي التنمية والبناء بدولة مدنية واقتصاد متعثر.

في هذه الأوضاع لا يمكن سوى الاعتماد على النفس وعلى قوة نابعة من إرادة شعبية تكونت في 30 يونيو والسنة التي سبقتها. إن التحديات الملقاة على مصر الآن تتطلب منا التكاتف معا والتذكير المستمر بأن الإرادة الشعبية الثورية لا تزال إحدى الساقين اللتان يقف عليهما النظام الحالي، وهو ما نحن في أمس الحاجة إليه الآن في ظل التحديات القائمة التي تتطلب تكاتف الجميع.