رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صالح الغازي: عام حكم الإخوان فترة كابوسية وأحداثه قاسية

صالح الغازي
صالح الغازي

يحل شهر يونيو من كل عام ومعه تحل ذكرى الثلاثين من يونيو 2013، ذكرى ثورة شعب استعاد هويته ومصره المختطفة من أنياب جماعة الإخوان الإرهابية.

«الدستور»، حاورت المثقفين حول ثورة 30 يونيو، ذكرياتهم معها، أثرها عليهم وعلى إبداعاتهم، والأهم ماذا لو كان استمر حكم الإخوان لمصر حتى الآن؟.

وفي هذا الصدد قال الشاعر صالح الغازي: "شعرت بأجمل المشاعر تجاه الوطن في الفترة القليلة قبيل وبعد خلع الرئيس مبارك كنت أتوق لغد أفضل وأتمنى التغيير الحقيقي وأحلم بعقد اجتماعي جديد يليق بمكانة مصر، وكتبت في هذا الوقت قصائد الجزء الأول من ديواني (سلموا عليا وكأني بعيد)، لكن بعدها انكسر خاطري في كل الأحداث، وسارت الأمور في اتجاه إجباري نحو وضع صعب، وذروتها كان العام الأسود فترة حكمهم كان الانهيار في كل شئ والتحولات قاسية، فالحاكم له مرجعية أخرى غير الدستور والوطن، حكم سنة حملت تفاصيل كابوسية وأحداث قاسية من انقطاع الكهرباء والإفراج عن العديد من الإرهابيين منهم قتلة المفكر فرج فودة إلى أزمة القضاء وإعلان 22 نوفمبر 2012، وكنت شاركت في بيان المثقفين والكتاب والفنانين لرفضه".

وتابع: "أيضا كارثة الاحتفال بــ6 أكتوبر، حيث أنه يوم خاص عندي، فهو يصادف يوم ميلادي ويوم فخر للوطنية المصرية، كان الاحتفال في الاستاد مع إرهابيين والإعلان عن فتح باب الجهاد للذهاب لسوريا، وكانت القصيدة التي تعبر عن هذه الفترة هي قصيدتي (رقص شرقي)، "لفيت من الشارع التاني لقيتك برضه عندك استعداد تسلِّم
!كأنك ما عملتش حاجة وبتعمل الحركتين بوسطك من ناحية تشحن الناس ومن ناحية تشغِلهم كلها عشان أهداف رخيصة تشبه ريحة الزرنيخ اللي تحت باطك مش مستحمل أكلمك عادي الأفضل أتجنبك ولو حكمت المواجهة مضطر أعاند قدام برودك".

واستطرد: "كنت أقاوم المشاعر السلبية حتى في 22 يونيو 2013، كنت مشحونا جدا وكتبت قصيدتي (لعبة البالونة مع الدبوس)، كنت أعاتب فيها الوطن وأضع أمامها مستقبلها ومستقبل أسرتي وأحلامنا التي تتسرب من خيالنا".

تابع الغازي: "كنت وقتها خارج مصر واعتدت حين عودتي من العمل على تشغيل راديو السيارة على إذاعة مونت كارلو لأسمع الأخبار والأنباء عن مصر دائما محبطة، لكن بياني وزير دفاع مصر وقتها يومي 1 و3 يوليو 2013، فرحت جدا بهما وسعدت سعادة حقيقية، كنت أقود وأنا أسمعه وأقفز في مكاني فرحا، لتزورني مرة ثانية أسعد الأوقات تجاه الوطن لأن هذا الكابوس سينزاح،كانت أيام حماسية بتوافد الجماهير في مليونيات التأييد".

وعن أثر 30 يونيو على الإسلام السياسي في المنطقة العربية أوضح: "تجربة مصر مع الإسلام السياسي كانت متسارعة وفعلوا فيها كل شئ يمكن لهذه الفئة أن تقوم به، وأخذوا فرصتهم كاملة وأثبتت التجربة فشل هذه التيارات في الحكم والإدارة، وأعتقد أن مصر تصدت لهذا التوجه نيابة عن كل دول المنطقة، وفشل التجربة جعل الشعوب الأخرى تنتبه، وصار موضوع تجديد الخطاب الديني أمر مهم وتفاعل مع هذا التجديد دول عربية كثيرة، وقامت مراجعات في كثير من الأمور حدثت داخل المجتمع المصري والعربي بعد هذه التجربة".

وحول ما إذا ظل الإخوان في مصر حتى اليوم؟، قال: "هم لم يستطيعوا حفظ الأمن ولا السيطرة على البلاد فتعددت انقطاعات الكهرباء وأزمات الغاز وأزمات مع مختلف الفئات وقصرهم السلطة على فئة ضيقة ليست مؤهلة عجلت بنهايتهم فمصر أمة كبيرة وفيها علماء ومبدعين كبار ولا يمكن أن تخضع لأهواء فصيل ضيق الأفق، فخسروا الشعب ولم يعد يصدقهم، كما أنهم تراوحوا بين النموذج الصفوي والنموذج العثماني فكان الطبيعي من الشعب النزول للساحات بالملايين للثورة عليهم".