في ذكرى رحيله.. ألقاب وغرائب فيلسوف الكسل ألبير قصيري
رفض تسلم جائزة جائزة أدبية ليستمر في النوم، روائي مصري من أصل سوري، والشهير بصاحب الغرفة 58، تحل اليوم ذكرى رحيل الروائي ألبير قصيري في 22 يونيو، فيلسوف الكسل كما لُقب، والذي يعد أحد أهم الكتاب المصريين ومن أهم العرب الذين كتبوا باللغة الفرنسية.
وقضي ألبير 60 عاما في فرنسا، ولم يطالب بجنسية البلد التي عاش علي أرضها طيلة هذه الأعوام، ولا تخلى أيضا عن الغوص في قاع المجتمع المصري، ولا عن عالم المهمشين الفقراء، راسما حياتهم وسخريتهم في مواجهة القهر وضنك العيش، ابن الطبقة البرجوازية.
ولد ألبير قصيري في 3 نوفمبر عام 1913 في مصر من أب سوري تعود أصوله إلي مدينة القصير في حمص بالتحديد، تعلم في مدارس دينية مسيحية، ثم انتقل إلى مدرسة الجيزويت الفرنسية، وتأثر باللغة الفرنسية بشكل كبير حتى عشقها وكتب معظم كتبه بها.
أطلق على ألبيري عدة ألقاب منها: فولتير التيل وايلد الفرنسي، وأوسكار، وباستر كيتون، وأما اللقب الأشهر فيلسوف الكسل، فيلسوف الصعاليك في فنون الكتابة.
روى قصة حياته وطباعه كاملة، ألبير لم يعمل طوال حياته وقال في أحد اللقاءات الصحفية: "إنه لم ير أحدًا من عائلته يعمل لأنهم كانوا يعيشون على عوائد الإيجارات من المنازل والأراضي التي يملكونها".
وقال في لقاء آخر: "إن الإنسان الكسول وحده من يستطيع التأمل في الحياة"، ومن المواقف الطريفة لألبير أنه لم يذهب لتسلم جائزة أدبية لأنها كانت في العاشرة صباحا.
استقر قصيري في فرنسا منذ عام 1945، وعلي الرغم من ذلك لم يسع للحصول علي الجنسية الفرنسية، كتب الكثير من الكتب التي أثرت المكتبة العربية والثقافية، حيث كتب كثيرا عن البسطاء والفقراء، وقال إن السخرية هي من تزيل الحكومات المستبدة، وكان يصف نفسه بالكاتب المصري الذي يكتب بالفرنسية.
حصل قصيري علي العديد من الجوائز الأدبية مثل جمعية جائزة الأدباء، وجائزة الأكاديمية الفرنسية، وفي لافتة من المركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة قام بنشر النسخة العربية من القصص المصورة لروياته "شحاتون ونبلاء"وذلك خلال حفل لتكريمه.
ومن أبرز أعماله كتاب "بشر نسيهم الله" والذي أصدره عام 1945، وكتاب "العنف والسخرية" الذي أصدره عام 1962، وتم تحويله لاحقا لفيلم سينمائي، و"شحاتون ونبلاء" والذي تحول إلي فيلم سينمائي أيضا.
كانت لألبير أمنية أن يموت علي فراشه وفي غرفته 58 في الفندق وتحقق له ما أراد ففي 22 يونيو 2008، رحل عن عالمنا في غرفته في فندق لالوزيان بباريس وهي الغرفة التي سكن فيها منذ عام 1945 بعد صراع سرطان الحمجرة عن عمر ناهز 94، فقد رحل فيلسوف الكسل وترك خلفه ميراثا أدبيًا لا يزال يتداول بين الناس إلى الآن.