جامعة الدول العربية: التعليم الفلسطيني في دائرة الاستهداف الإسرائيلي
قال الدكتور سعيد أبوعلي، الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بجامعة الدول العربية، إن التعليم الفلسطيني الذي يرسخ الانتماء والهوية للشعب الفلسطيني يظل دائما في دائرة الاستهداف الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنه بالرغم من تفشي فيروس "كورونا" وتأثيره السلبي على العملية التعليمية الفلسطينية وخلق تحديات وأعباء إضافية تضاف إلى أعباء الاحتلال الاسرائيلي إلا أن صمود الشعب الفلسطيني والجهود الجبارة التي يقوم بها قطاع التعليم بكافة مكوناته، قادرة على مواجهة كافة التحديات والبحث عن تطبيق آليات جديدة وفي مقدمتها آلية التعلم عن بعد باستخدام المنصات التعليمية على الانترنت.
جاء ذلك في كلمة الدكتور سعيد أبو علي أمام الجلسة الافتتاحية لاجتماع الدورة 82 لمجلس الشؤون التربوية لأبناء فلسطين التي انطلقت، اليوم، برئاسة وكيل وزارة التربية والتعليم الفلسطينية بصري صالح، عبر "الفيديو كونفرنس" نظرًا للظروف الاحترازية لمواجهة فيروس "كورونا المستجد"، وذلك بتنظيم الجامعة العربية، ومشاركة ممثلين من مصر، والأردن، وفلسطين، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة.
وأضاف الدكتور أبوعلي، "إننا نجتمع اليوم في ظل ظروف استثنائية إصرارًا من أعضاء المجلس على مواصلة الاهتمام والمتابعة والدعم للعملية التعليمية بفلسطين، منبها إلى أن المحاولات متواصلة لفرض المنهاج الإسرائيلي على الطلبة الفلسطينيين خاصة في القدس المحتلة، والمحاولات متواصلة أيضا لإنهاء عمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في القدس وإغلاق مدارسها، والتشكيك والتحريض على المنهاج الفلسطيني لدى الجهات المانحة التي تقدم مساعدات لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وصولًا إلى العدوان الهمجي بالأمس على حرم جامعة القدس وتدمير أحد مرافقها".
وأكد على أهمية وضرورة استمرار توفير الدعم العربي للعملية التعليمية في فلسطين، وأهمية توفير الحلول والآليات المنسقة عربيًا بما يحافظُ على استمرارية ومستوى العملية التعليمية وفق أفضل المعايير، وهذا التحدي ينطوي على نافذة واسعة من الفرص رغم كل تداعياته.
وقال إن سلطات الاحتلال لا تزال تواصل سياساتها العدوانية والإحلالية ضد الشعب الفلسطيني بتصعيد غير مسبوق، وتحالف مباشر مع الإدارة الأمريكية منذ إعلان الرئيس الأمريكي ما يعرف بخطة السلام الأمريكية -الإسرائيلية في يناير عام 2019 المدانة والمرفوضة عربيًا ودوليًا، وذلك ما يحدث اليوم بمواصلة تنفيذ مخططاتها لضم أجزاء واسعة من أراضي الضفة الغربية المحلتة، بهدف تغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي، وللحيلولة دون إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، إلى جانب إحكام سيطرتها على مدينة القدس ومقدساتها، واستمرار الحصار الاسرائيلي لقطاع غزة.
وأشار إلى أن فلسطين تواجه ما يواجهه العالم أجمع بدوله وشعوبه من تحدٍ وتهديد بالغ الخطورة للحياة والحضارة الإنسانية، وما يتخذه كأولوية مطلقة من تدابير وإجراءات لمواجهة فيروس "كورونا"، ليضاف تهديد هذا الوباء إلى تهديد الاحتلال، خاصة عندما استغلت سلطات الاحتلال هذا الانشغال والتركيز العالمي، لمواصلة تنفيذ مخططاتها في مصادرة الأرض وتهويدها والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني، بما فيها تلك التي تمليها المبادئ الإنسانية وقواعد القانون الدولي في ظل انتشار الوباء، ومنعها للإجراءات والتدابير المتخذة من الجهات الرسمية والأهلية الفلسطينية لمواجهة فيروس" كورونا"، خاصة في القدس وهي المسؤولية الملقاة بالأساس على عاتق السلطة القائمة بالاحتلال، وفق أحكام وقواعد القانون الدولي ذات الصلة.
وأكد الموقف العربي الجماعي القاطع برفض وإدانة ممارسات ومشاريع الاحتلال الاستعمارية، وفي مقدمتها مشاريع الاستيطان والضم والتهويد في أرض دولة فلسطين المحتلة كما الجولان العربي السوري، حيث أعلنت سلطات الاحتلال عن إقامة مستوطنة جديدة باسم "ترامب" أو ما تزمع تنفيذه بشأن ضم مساحات واسعة من الضفة الغربية والأغوار، مشددًا على الإصرار العربي المتواصل للتصدي لهذه المشاريع الاستيطانية الاستعمارية.
وقال "الأمانة العامة للجامعة العربية تعبر عن ترحيبها وتقديرها للمواقف الدولية الرافضة لمشاريع الضم الإسرائيلية، وتدعو لتحويل هذه المواقف إلى إجراءات سياسية وقانونية عملية تتضمن إقرار منظومة عقوبات رادعة للاحتلال لإلزامه بقواعد القانون الدولي، وإنفاذ قرارات المجتمع الدولي ذات الصلة إلى جانب المبادرة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، إنفاذًا لحل الدولتين المعبر عن إرادة المجتمع الدولي".
كما أعرب الأمين العام المساعد للجامعة العربية، عن تقديره للمجلس، وما يقوم به من دعم وإسناد وتبادل الخبرات لهو خير معين للعملية التعليمية الفلسطينية، لمواجهة كافة التحديات والاستمرار في إنشاء أجيال فلسطينية واعية وقادرة على مواصلة الصمود والنضال لإسقاط مشاريع الضم والاستيطان، وقادرة على حمل المسؤولية وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، بدعم وإسناد قوي ومستمر من دول وشعوب الأمة العربية، وتضامن واسع من الشعوب المحبة للعدل والحرية والسلام.
يذكر أن، الدورة الـ82 لمجلس الشؤون التربوية لأبناء فلسطين ستناقش على مدى يوم واحد "عن بعد"، التقارير المقدمة من الدول، فيما يتعلق بالعملية التربوية والتعليمية في الأراضي الفلسطينية وفِي القدس الشرقية المحتلة وخطورة عملية الضم الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية والسياسات التهويدية وتأثيراته التدميرية على العملية التربوية والتعليمية.
ومن المقرر أن يرفع المجلس تقريرا بنتائج أعماله إلى الدورة المقبلة لمؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين في الدول المضيفة في اجتماعه المقبل.