الروائى هانى نقشبندى: الرواية العربية قوية وخلاقة
أكد الروائي السعودي هاني نقشبندي، أن الرواية اجتهاد بينما الشعر إلهام، وفي الحالتين يجب أن يتحلى الكاتب بالموهبة وأن يتوفر له ورقة بيضاء وقلم ثم يبدأ بالكتابة.
واعتبر نشقبندى، في حديث للنشرة الثقافية لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن أعظم الأعمال الكتابية من روايات وقصص قصيرة ومسرحيات ما هي إلا اجتهاد شخصي وأنه ليس بالضرورة على الكاتب أن يقرأ كثيرا بل وجب عليه أن يسافر كثيرا لأن الرواية تكمن في قلب الشارع.
وقال نقشبندي، إن الرواية العربية رائعة ولا تقل في قوتها ومضمونها عن الأدب اللاتيني والغربي الذي يمتاز بالقوة وهناك مجموعة من الكتاب لاسيما من جيل الشباب مبدعون ورأيتهم في القاهرة وبيروت والامارات موزعون على مختلف أنحاء العالم العربي.
وصنع الروائي هاني نقشبندي بإبداعه حالة أدبية مغايرة، تتماشى مع توجهاته الفلسفية في الكتابة فيما كتب الناقد الكبير صلاح فضل عنه قائلا: "يبدو أن هاني نقشبندي سيلعب في تاريخ الرواية السعودية دورا مماثلا لما قام به إحسان عبدالقدوس في مصر".
وأضاف نقشبندي أن: "الرواية نص قبل أن تكون قصة مثل النص القوي لدى ابراهيم أصلان على سبيل المثال وليس الحصر.. توجد أسماء لامعة لديها نص قوي لا يقل في قوته عن أدب الخارج الذي ننظر اليه دائما على أنه الأفضل ليس لشيء سوى لعقدة نقص لدينا.. يجب أن نؤمن بكتابنا ومبدعينا ومثقفينا".
ووصف الروائي نقشبندي الرواية العربية بأنها قوية ورائعة وغنية رغم ما يعتريها من صعاب وعراقيل فانها تبقى قوية وحاضرة وخلاقة، داعيا الرواية العربية والرواة أن يبقوا واثقين في أنفسهم وصامدين وأن يستمروا في الإبداع دونما توقف.
وتميز الروائي هاني نقشبندي بغزارة انتاجه الروائي حيث صدرت له روايات "اختلاس" عام 2007 و"سلام" عام 2009 و"ليلة واحدة في دبي" عام 2011 و"نصف مواطن محترم" عام 2013 و"طبطاب الجنة" 2015 و"الخطيب" عام 2017م و"قصة حلم"، وقد حولت هذه الرواية إلى مسلسل اسمه "صانع الأحلام".
وحول الشيء الذي يغير من كيميائه ويمسك بيده ويدفعه للكتابة، قال نقشبندي: "لا يوجد شيء اسمه ربة كتابة أو وحي أو الهام يتنزل على الكاتب وليس هناك طقوس معينة ليخرج بها ابداعه فنحن لسنا شعراء فالشاعر هو الوحيد بوجهة نظري الذي ربما يحتاج إلى وحي او الهام لكن الروائي يختلف وكما يقولون الشعر موهبة ولكني أرى أن الرواية اجتهاد فالرواية تحتاج إلى أمرين أساسيين هما ورقة بيضاء وقلم ثم أكتب".
واعتبر الروائي السعودي، أن أي ابداع انساني في الحياة يبقى في النهاية اجتهادا شخصيا فاذا كنت تؤمن بما تكتب فانك ستصل إلى الناس يوما ولذلك وجب على الكاتب أن يؤمن بما يقول ثم يكتب، مشيرا، في الوقت نفسه، إلى أنه ليس من الضروري أن يقرأ الكاتب كثيرا حتى يكتب كثيرا لكن يجب عليه أن يسافر كثيرا ويتواصل مع الآخرين أكثر فالرواية هي الشارع ونبضه.
وردا على سؤال هل يستطيع الروائي أن لا يتسرب إلى نصه؟ أو بمعنى أخر هل يستطيع الروائي الوقوف بعيدا عن الشخصيات المختلقة في رواياته دون أن تتأثر بشخصيته الحقيقية، قال الروائي هاني نقشبندي: "عندما أتناول شخصية معينة سواء كانت رئيسية أو غير رئيسية في عمل من أعمالي لا بد أن استحضر الشخصية أمامي وتكون حاضرة بقوة للدرجة التي أستطيع أن أتلبسها".
وأضاف: "أستطيع أن أجلس معها (شخصيات الرواية) وأجري حوارا معها لابد أن أسمعها وتسمعني وأن أتفاهم معها وتوجد بعض الشخصيات التي تعارضني أحيانا في أفكاري وقناعاتي".
وحول حضور المرأة الطاغي في رواياته، قال نقشبندي: "المرأة عنصر أساسي في الكتابة وأقدس حضور المرأة واحترمه لكني أخافه لان وضع المرأة في الوعي الجمعي شديد الحساسية وبالتالي فانه وجب عليك أن تراعي هذه الحساسية...فالمرأة حاضرة على الدوام..ثم كيف لي أن أتجاهل وجود من كانت سببا في وجودي".
وردا على سؤال حول كيف كيف يفيد المثقفون أوطانهم، أكد الروائي هاني نقشبندي أن المبدع سواء كان أديبا أو كاتبا هو خير دعاية لوطنه فالأوطان تعرف بقاماتها الأدبية لان تلك القامات تمثل قوى الوطن الناعمة مثل القامة الكبيرة نجيب محفوظ في مصر وابراهيم الكوني في ليبيا والطيب الصالح في السودان.
وهاني إبراهيم نقشبندي، هو إعلامي وكاتب سعودي، ولد في المدينة المنورة عام 1963، وهو خريج جامعة الملك عبد العزيز في جدة في تخصص "العلاقات الدولية".
ويمارس هاني منذ عام 1984 الإعلام، وقد عمل في صحف السعودية وترأس تحرير مجلات "سيدتي" و"المجلة"، اللتان صدرتا باللغة العربية في لندن، كما قدم البرنامج التلفزيوني "حوار مع هاني" لقناة تلفزيون دبي.
وصدرت له في عام 2007 في بيروت الرواية القصيرة اختلاس. وتمكنت هذه الرواية خلال فترة وجيزة وبالرغم من منع نشرها من بعض الدول العربية من إعادة الطبع باللغة العربية ست مرات، وقد ترجمت هذا العمل إلى اللغة الروسية.