رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بوليني أوديون


بدأت بوليني أوديون حياتها الفنية مطربة، كانت بـ تتنقل بين الفرق، وتؤدي المقاطع الغنائية على المسرح، وكانت مقبولة لـ حد كبير، وفيه اللي كان بـ يرشحها لـ المنافسة في سوق الغنا، بس إحنا عرفناها كـ ممثلة، وما سمعناش ليها أي مقاطع طربية.
كمان إحنا ما عرفناهاش بـ اسمها دا اللي اتولدت بيه، إحنا عرفناها بـ اسم "نجمة إبراهيم"، الاسم اللي خدته لما أشهرت إسلامها سنة 1932، وهي عندها 18 سنة، وكانت في الوقت دا بـ تستعد إنها تتجوز زميل ليها في مجلة اللطائف المصورة، الجواز اللي ما تمش، لكنها فضلت على إسلامها وخدت طريق التصوف.
تبدأ حكاية نجمة من وهي تسع سنين، أختها الكبيرة سيرينا ممثلة مسرح معروفة، بـ تاخدها معاها وتعرفها على عالم المسرح والفن، فـ ما تكملش نجمة دراستها في مدرسة الليسيه، وتبدأ تتعرف كـ مطربة، وتغني في أوبريتات شهيرة منها العشرة الطيبة، وتنضم لـ فرقة الريحاني شوية، وفاطمة رشدي شوية.
تسافر العراق، وهناك تلعب أول أدوارها التمثيلية في رواية "ابن السفاح"، وترجع مع بداية التلاتينات ويبقى فيه أزمة فنية توابع لـ الأزمة الاقتصادية، فـ تشتغل في مجلة اللطائف المصورة اللي كان بـ يصدرها إسكندر مكاريوس، وتشهر إسلامها، وتمر بـ قصة الحب الفاشلة، وتاخد اسمها الفني اللي هـ نعرفها بيه طول عمرها.
بـ تنضم نجمة بعدها لـ فرقة بديعة، وتتعرف على ملقن الفرقة عبد الحميد حمدي، ويتجوزوا جوازة استمرت 9 سنين، ثم تنضم لـ الفرقة القومية بـ رياسة خليل مطران، وتقدم مسرحيات كلاسيكية، بعضها لعبت فيه أدوار غنائية، لـ حد سنة 1937، لما اتنقلت لـ السينما، كان الأول من خلال الغنا في فيلم "تيتا وونج"، ثم بعد كدا بدأت التمثيل في فيلم الورشة 1940، وبدأت تتعرف شوية كـ ممثلة في السينما.
بعد طلاقها من عبد الحميد حمدي، تتجوز مرة تانية وأخيرة من عباس يونس، اللي كان ممثل وملحن مغمور، لكنه وقف جنبها كتير، وعاش معاها حياتها ع الحلوة والمرة، وساندها بـ كل اللي يقدر عليه، خصوصا في سنينها الأخيرة.
قدمت نجمة أدوار في السينما، اشتهرت فيها بـ الشر، على عكس شخصيتها الفعلية، اللي كانت نموذج لـ الطيبة، حسب شهادات المحيطين بيها، وهي نفسها كانت بـ تبدي دهشتها إنها تخصصت في أدوار الشر دي، لـ درجة إنها ما كانتش تحب تشوف نفسها في الأفلام، لكن ملامحها هي اللي أغرت المخرجين بـ الاستعانة بيها في الأدوار دي.
كان أهم محطة في حياتها لما قدمت دور "ريا" في فيلم "ريا وسكينة"، اللي قدمه صلاح أبو سيف سنة 1952، وجملتها الشهيرة: "قطيعة محدش بـ ياكلها بـ الساهل"، وعموما الدور والفيلم كانوا ناجحين، لـ درجة إنها حاولت استثمارهم وتقديمهم في أعمال تانية، فـ قدمت مسرحية "السفاحة ريا"، وقدمت "إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة"، لكن طبعا المسألة خدت وقتها وهبطت.
دعمت ثورة يوليو 1952 من أول يوم، وجمعت لها التبرعات، وكانت متحمسة بـ الرغم من أصولها اليهودية، وطبعا ما سافرتش ولا سابت البلد، واتوصت إنها تندفن في مصر.
قدمت نجمة بعد ريا وسكينة أدوار كتير في السينما كان آخرها 1962، بعدها بدأت تدخل في مشاكل مرضية، وعينها تعبت، لـ درجة إنها قربت من العمى الكامل، فـ أصدر عبد الناصر قرار بـ علاجها على نفقة الدولة في أسبانيا 1965، ورجعت مبصرة، إنما ما طولتش وجالها شلل، واعتزلت آخر سنين عمرها.
أمر لها السادات بـ معاش استثنائي، وفضلت بعيدة عن الأضواء لـ حد ما اتوفت زي النهاردا من سنة 1976، ربنا يرحمها ويرحم الجميع.