رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كورونا والبطالة.. مواطنون يصفون سوق العمل بعد عدوى «الفيروس»

كورونا
كورونا

ألقت جائحة كورونا بظلالها على كافة النواحي الاقتصادية في دول العالم المختلفة، إذ تضررت القوى العاملة في مصر والعالم ما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة، نتيجة تهديد فئات متعددة في مختلف القطاعات بفقد وظيفتهم، فضلًا عن تسريح البعض الآخر من العمل، وفي أحدث إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، فإن معدل البطالة ارتفع إلى 9.2% في الفترة من نهاية مارس إلى نهاية أبريل بسبب الفيروس.

وأضاف جهاز الإحصاء أن معدل البطالة بلغ 7.7% في الربع الأول من العام الحالي، انخفاضًا من 8% في الأشهر الثلاثة السابقة، ومن 8.1% مقارنة مع نفس الفترة قبل عام.

وتأثرت غالبية القطاعات في مصر سلبًا بسبب الوباء العالمي، ما أدى إلى تسريح أعداد كبيرة من العمالة، واستعرضت "الدستور" في التقرير التالي نماذج من أشخاص فقدوا عملهم جراء فيروس كورونا.

ياسر مصطفى، أربعيني، يعمل في أحد المراكز الرياضية الشهيرة، يقول مع بداية شهر فبراير الماضي كان صاحب المركز الرياضي الذي أعمل به يخطط لافتتاح مركز آخر في القاهرة الجديدة، بعدما حقق مكاسب طائلة من المركز القديم.

يواصل ياسر حديثه قائلًا: "بعدما انتهى مالك (الجيم) من وضع خطة مبدئية عن المركز الجديد مع محاسبيه، كنا قد بدانا شهر مارس، والذي حل علينا بالخراب والوباء معًا، إذ تراجعت الشركة عن افتتاح المركز الرياضي الجديد، ليس ذلك فحسب وإنما قاموا بتسريح نصف قوة العمالة في الجيم، من أجل توفير النفقات".

يضيف: "عندما تفاقمت الأزمة وانتشر فيروس كورونا المستجد في أكثر من محافظة، اتخذت الحكومة عددا من الإجراءات الاحترازية والتي كان من بينها غلق الصالات الرياضية، وتنفيذًا لقرار الحكومة قام صاحب المركز الرياضي بغلقه وتسريح جميع العاملين، وفقدت عملي منذ شهر مارس، وليس هناك أمامي بديل آخر سوى الدعاء برفع تلك الغمة عن مصر والعالم".

لم يكن ياسر مصطفى هو الضحية الوحيدة في مصر أو في العالم، الذي فقد عمله جراء فيروس كورونا "كوفيد – 19" المستجد، هناك سيد علي، شاب ثلاثيني، لديه أسرة مكونة من زوجة وطفلين، أوضح أنه كان يعمل بشكل حر في استيراد وتصدير مستلزمات إلكترونية بالشراكة مع أحد أصدقائه، وكان عملهم يتوقف بشكل أساسي على سفرهم إلى الدول الخارجية لعقد الاتفاقات الخاصة بالبضاعة.

يضيف سيد: "مع تعطيل حركة الطيران في عدد من الدول الخارجية وفي مصر، على خلفية فيروس كورونا، بدأ حجم عملنا يقل بشكل تدريجي وبالتبعية تراجعت المبيعات والأرباح؛ لأننا بدأنا نعتمد على المخزون فقط دون استيراد".

وذكر سيد أنه على الرغم أن يعتبر لديه عمله الخاص إلا أنه تضرر من الوباء العالمي بشكل كبير؛ مرجعًا أسبابه أن حركة البيع والشراء متوقفة تمامًا، خاصةً أنه يعمل في سلع غير أساسية أرباحها تعتمد على البيع بكميات كبيرة: "خسرنا شركتنا وقفلنا ومش عارفين إمتى هنتجاوز الأزمة والحياة ترجع تاني بشكل طبيعي".

توقع مستشارو الاقتصاد في البيت الأبيض، أن تتفاقم البطالة في الولايات المتحدة، لتصل إلى 20%، وذلك إثر تداعيات فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، فقد بلغ معدل البطالة في الولايات المتحدة في أبريل الماضي 14.7 %، بحسب بيانات كشفت عنها وزارة العمل الأمريكية.

محمد كريم، في مقتبل الثلاثينات من عمره يعمل مندوب مبيعات في إحدى الشركات الغذائية، قال إنه يواجه صعوبة كبيرة في عمله خلال الأيام الطبيعية، ولكن التحديات صارت أكبر بعد اجتياح فيروس كورونا العالم ومصر؛ مرجعًا أسبابه أنه أصبح في ضغط كبير من قبل الشركة والأسواق.

أوضح كريم، أن الشركة أخذت إجراءات صارمة تجاه العاملين الذين فشلوا في تحقيق هدف المبيعات الشهري، دون النظر إلى ضعف وقلة حركة البيع والشراء في الأسواق، وكانت بين هذه الإجراءات هي خفض الراتب الشهري بمعدل يتجاوز النصف، فضلًا عن التسريح، وذلك دون النظر إلى الظروف التي يمر بها المواطنون ومصر.

أكد كريم أنه استقبل مكالمة من الموارد البشرية الخاصة بشركته، تبلغه بأنهم استغنوا عنه في الشركة: "الخبر كان زي الصاعقة، لأني كنت ببذل أقصى جهد في الشغل بس الشركة مقدرتش الفترة دي وراعت الناس اللي ممكن بيتها يتخرب بقرارات زي دي، وطبعا مفيش أي توظيفات في الوقت دا في أي مكان".

اتساقًا مع ذلك أوضح محمد أبوباشا، محلل اقتصادي، أن دول العالم أجمع تتعرض لأزمة البطالة وليس مصر فقط، وأكثر الدول تقدمًا شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات البطالة لديها جراء تفشي فيروس كورونا المستجد.

أضاف أبوباشا، أن معدلات البطالة في مصر ستشهد ارتفاعًا، وذلك نتيجة طبيعية لتضرر القطاعات الاقتصادية والأسواق والأعمال المختلفة، مثلما حدث في العالم.

من جهتها أعلنت وكالة العمل الاتحادية في ألمانيا، أن عدد العاطلين عن العمل ارتفع بنسبة 13.2% في أبريل الجاري بسبب وباء (كوفيد-19)، وذلك في أكبر زيادة خلال شهر منذ 1991، حسبما أكدت وزارة العمل أيضًا.