محلل تونسي: انشقاقات داخل صفوف «النهضة» وخليفة للغنوشي قريبا
كشف نزار جليدي، المحلل السياسي التونسي لـ " الدستور"، عن تفاصيل الخلافات والانشقاقات داخل صفوف حركة النهضة التونسية، معتبرا أن جلسة الثالث من يونيو القادم لمساءلة راشد الغنوشي، تعد انتصارا لنواب تونس الذين يؤمنون بالدولة، لاسيما وأن أمر المساءلة جاء في وقت يحاول فيه الغنوشي إشراك تونس في خضم الصراع في ليبيا.
وتابع "جليدي"، أنه وفقا لجلسة المساءلة نأمل أن يتم كشف الغنوشي زعيم الإخوان في تونس، والذي له ولاء فقط لمحور الإخوان وليس لتونس، مضيفا ولكن يبدو أن كل التحركات الأخيرة للنواب وللمجتمع المدني الداعية لردع الغنوشي لم تؤتي أكلها حيث أن المسائلة المنتظرة له، أفرغت من محتواها وتحولت إلى حوار برلماني ليس مجبرا فيه على الإجابة عن أي أسئلة بل ليس مسموحا للنواب بطرح أسئلة عنه.
وتابع المحلل السياسي أن الغنوشي يعتبر نفسه الشخصية الملهمة والقدسية التي هي فوق النقد وحتى أخطائه يتفنّن رجاله في تحويلها الى إنجازات، لإيمانهم العميق بأن "سيدي الشيخ" لايخطئ وأن ما يرونه الآخرين خطأ إنما هو مناورة سياسية منه وذكاء.
-الانشقاقات داخل صفوف النهضة
وتابع جليدي أن المعركة داخل النهضة تشتد منذ فترة حيث انتعشت بعد رفض رئيس الحكومة السابق صفقة الغنوشي، وهي الإمضاء على صندوق الكرامة مقابل دعمه في الرئاسيات، بحيث يمنح صندوق الكرامة لـ 60 ألف عائلة نهضاوية تعويضات.
وانتقل الصراع بعدها إلى شقين، الأول يقوده وزير الصحة والثاني رئيس كتلة النهضة، حيث هدد المكي قبل ان يصبح وزيرا للصحة بالاستقالة ودفعت النهضة به إلى الوزارة لحرقه.
وكشف جليدي عن ازمة جديدة سوف تعصف بالنهضة حيث طالبت مجموعة في النهضة، الغنوشي بتخليه عن رئاسة النهضة قبل نهاية 2020، حيث أصدرت "مجموعة الوحدة والتجديد" التي كانت موالية للغنوشي بيانا قالت فيه: "رغم تمكّن حركة النهضة على امتداد السنوات الماضية التي أعقبت الثورة من إدارة الشأن السياسي والمساهمة في نجاح المسار الديمقراطي، إلا أن هناك تراكما بعض السلبيات والأخطاء خلال السنوات الأخيرة، ومن ذلك الاضطراب الذي شاب الخط السياسي أحيانا، وضعف الأداء المؤسساتي والابتعاد عن سمت الانضباط، بما في ذلك من قِبل بعض الرموز والقيادات، وخروج الخلافات الداخلية عن نطاقها المقبول والمعقول".
- توقعات عن خليفة الغنوشي
وأضاف البيان، أنه لم يعد خافيًا أنّ حركة النهضة تعيش على وقع خلافٍ داخلي ظل يتفاقم منذ المؤتمر العاشر سنة 2016، وهو خلاف ذو طبيعة تنظيمية بدرجة أولى، ممّا أنتج مناخات سلبية ساهمت في إرباك الحزب وإهدار الكثير من الجهود والطاقات، كما أنّ ظهور هذا الخلاف في وسائل الإعلام والمنابر العامة مثّل تجاوزًا واضحًا لتقاليدنا الحزبية، ومسّ من صورة الحركة الأمر الذي عمق الانطباع السلبي لدى الرأي العام عن الأحزاب والطبقة السياسية عامة.
كما أعلنت الحركة عن أهمية الالتزام بالأسس الأخلاقية والثوابت القيمية الكبرى التي قامت عليها حركة النهضة كحزب مدني ديمقراطي ذي مرجعية إسلامية ومعبر عن روح المجتمع التونسي، والانفتاح على مختلف الآراء والتوجهات داخل الحزب، ورعاية الاختلاف وحسن إدارته وضبط آلياته والاحتكام للمؤسسات، مع الحرص على إقامة علاقات الأخوّة والتعاون والاحترام المتبادل بين القيادات وسائر منتسبي الحزب والعمل على إنصاف مناضلات ومناضلي الحركة عبر استكمال مسار العدالة الانتقالية.
وتوقع جليدي أن يتولي رئاسة النهضة بعد الاطاحة بالغنوشي لطفي زيتون أو عبد الحميد الجلاصي.