«ضحية أردوغان في سوريا».. طفل الفوسفور المحترق يطل من جديد
عادت قصة الطفل الكردي السوري، أو طفل الفوسفور المحترق إلى الواجهة مجددا، عقب عودته إلى سوريا منذ فترة، بفصل جديد من المأساة.
وكان الطفل السورى محمد حميد محمد أصيب فى أكتوبر الماضى خلال قصف تركى على مدينة رأس العين السورية، واحترق جسده بشكل شبه كامل بمادة الفوسفور.
وعلى الرغم من مرور أشهر عدة على معاناة الطفل، إلا أن مأساته لم تتوقف، حيث ما زال يحتاج رعاية خاصة تقتضي بقاءه في مكان بارد لا تتخطى فيه الحرارة 22 درجة مئوية، في ظل ظروف بائسة يعيشها معظم السوريين في المناطق الواقعة شمال البلاد، أو تحت سيطرة الفصائل المسلحة الموالية لسوريا.
وتصدرت صوره مرة أخرى أغلفة الصحف العالمية، وقال والد الطفل "ابني لا يناسبه البقاء في مكان تتجاوز فيه الحرارة 22 درجة مئوية نتيجة احتراق جسده خلال القصف التركي قبل أشهر، مشيرا إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يحيي حروقه من جديد ويعيد أوجاعه.
وتابع والد الطفل فى تصريحات صحفية "نراقب وضعه الصحي عن كثب وهو لن يتمكن لخمس سنوات بعد الآن من البقاء في مكان ترتفع فيه درجات الحرارة، لذلك سيتم نقله برعاية منظمة مدنية إلى شقةٍ في مدينة الحسكة السورية لتوفير جهاز تكييف له طوال الوقت في فصل الصيف مع اشتراك دائمٍ للكهرباء، وفقا للعربية نت.
وأشار والد الطفل إلى أن عدم بقاء نجله في مكان بارد يعيد الحروق إلى جسده مرة أخرى، مؤكدا أنه يسعى لتأمين كل ما يلزم لمنع حدوث ذلك.
وتعرض الطفل الكردي الذي ينحدر من مدينة كوباني لحروق رهيبة تمتد من حلقه حتى وسطه في اليوم الثاني من الهجوم التركي على رأس العين والذي تم برفقة الفصائل المسلحة السورية المؤيدة لأنقرة.
وأكد والد الطفل أن نجله تعرض لقصف جوي بمادة الفوسفور وذلك وفقا لتقرير نهائي لأطبائه الفرنسيين، لافتا إلى أن حكومة إقليم كردستان العراق أنقذت حياته بعدما وفرت له العلاج المطلوب في أوروبا.
وكان تم نقل الطفل البالغ من العمر 13 عاما إلى كردستان العراق بعد تلقيه الإسعافات الأولية في مستشفى محلي بمدينة تل تمر السورية، وفيما بعد نقل إلى فرنسا بأوامر مباشرة من مسعود بارزاني الرئيس السابق لإقليم كردستان والذي تواصل مع والده هاتفيا.
يذكر أن الطفل خضع لسبع عمليات جراحية خلال تلقيه العلاج في باريس لأكثر من 3 أشهر، ومن ثم عاد مجددا إلى سوريا بعد بقائه لفترة قصيرة في كردستان العراق.
وكانت صورة الطفل الكردى صورته دليل إدانة لأنقرة خلال هجومها العسكري على المناطق ذات الغالبية الكردية شمال شرق سوريا نهاية العام الماضى، بجانب أنها فتحت باب الانتقادات في وجه أنقرة لاحتمال استخدامها أسلحة محرمة دوليا في هجومها على الأكراد.