كيف أثر «كورونا» على مسيرة 10 قرون من صناعة الفانوس بمصر؟
حظيت صناعة الفانوس منذ نشأتها في مصر برواج كبير، خلال شهر رمضان الكريم، بداية من عهد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله منذ 10 قرون، قبل أن تظهر جائحة فيروس كورونا لتغير كافة الطقوس والعادات.
لم يكن يدرك محمد جاد أن استعداداته لاستقبال الشهر الكريم منذ عدة أشهر، بتجهيز قطع الحديد والأقمشة، وشراء كميات وفيرة منها؛ لتلبية احتياجات المواطنين المتزايدة من فانوس رمضان المعدني المغطى والمزخرف بأقمشة الخيامية، ستواجه أزمة كبيرة بسبب الكساد المفاجئ.
كان "جاد" يستعد كل عام لتصنيع فانوس رمضان المعدني، من خلال التشكيل عبر ماكينته الخاصة داخل ورشته الصغيرة بجانب أسوار القاهرة الفاطمية، قبيل بدء شهر رمضان بعدة أشهر، حتى يتمكن من صناعة أكبر كمية تفي باحتياجات الزبائن من التجار والمستهلكين، الذين يحرصون على شرائه كل عام مع بدء الشهر الكريم، لكن جائحة فيروس كورونا أتت بما لا يشتهي الجميع.
مع اقتراب شهر رمضان الكريم فوجئ الرجل الأربعيني بإعلان فرض الحظر الجزئي في شوارع المعمورة، ضمن الإجراءات والتدابير الاحترازية لمواجهة الفيروس، لتتسبب في حالة كساد كبيرة غير متوقعة للموسم المنتظر من العام للآخر.
لم يتمكن صانع الفانوس من بيع أكثر من نصف منتجاته من الفوانيس التي صنعها للمرة الأولى منذ بدء عمله في صناعتها قبل عشر سنوات؛ بسبب الكساد الذي سببه انتشار الفيروس.
وأوضح أنه كان يبيع خلال شهر رمضان أكثر من ألفي فانوس بمختلف الأحجام ويستمر الزبائن في طلبها حتى بعد نفاذ المواد الخام التي يجهزها قبيل بدء الموسم، إلا أنه هذا العام لم يتمكن من بيع أكثر من مئتي فانوس بسبب تداعيات جائحة كورونا.