عمرو خالد: عش رمضان بتقوى الله تكن فى العشر الأواخر من أوليائه

قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن من أسماء الله الحسنى اسم "الولي"، ومعناه المتولي للأمر والقائم به، نصير المؤمنين وظهيرهم، وقد ورد ذكره في أكثر من موضع بالقرآن، ومن ذلك قوله تعالى: "اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ" (البقرة:257).
وأضاف في الحلقة العشرين من برنامجه الرمضاني "كأنك تراه"، أن "الخالق المهيمن مالك الملك العليم الحكيم الغني القوي.. على علوه وعظمته.. ولي الذين آمنوا"، ضاربًا المثل: "ولله المثل الأعلى، عندما يقولون في المدرسة للطالب: "هات ولي أمرك"، وعند الزواح يقول المأذون: "أين ولي العروس؟".. لذا فإن أكثر الناس حزنًا هو من ليس له ولي يتولى أموره ويرعاه".
وأشار خالد إلى أن هناك "فرقًا كبيرًا بين أن تذهب للقوي وتقول له: تول أمري، وبين أن يعرض هو عليك: "اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ"، لافتًا إلى أن "الحياة محفوفة بالمخاطر.. من يحبك.. من يرعاك.. من يتولى أمرك هو الله: "أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ" (يونس: 62)".
وذكر أن "النبي وسط كل المؤامرات التي يتعرض لها كان يقول: "إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ ۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ".. يوسف في البئر.. أحوج الله القافلة إلى الماء ليصلوا إليه.. وأحوج عزيز مصر للأولاد حتى يتبناه.. أحوج مصر للطعام ليخرجه من السجن".
وتابع: "لذلك قال في آخر السورة: "أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة"ِ. تخيل يوسف في ركن وحده يدعو ربه: أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة"ِ، داعيًا إلى "التوجه إلى الله في ساعات الليل، بقلبك مخلصًا قبل أن تتوجه إليه بلسانك: يارب ليس لي سواك.. تول أمري.. أنت ولي".
ومضى خالد شارحًا معنى اسم الله "الولي"، قائلاً: "أحيانًا يكون لك شخص تحتمي به تفتخر، وتقول: أنا معي رقم تليفونه قال لي اتصل بي لو هناك أي أمر تطلبه؟"، مستدركًا بالقول: "تخيل عندما يكون وليك الله الذي رفع السموات والأرض، ويقول: "من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب".. إذا كان الله وليك فمن يستطيع أن يقف في وجهك؟ من يستطيع أن يؤذيك؟ من يستطيع أن يقهرك؟".
وبين خالد أن "هناك حالتين لا ثالث لهما: إما أن يتولى الله أمرك أو يكلك إلى نفسك.. وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين".
ماذا سيعطيك الله إذا تولى أمرك؟
أشار خالد إلى عطاءات الله للعبد المؤمن الذي يكون من أوليائه في مختلف أموره.
- يقول الله تعالى "أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ" (يونس:62)، ليس هناك خوف في الدنيا ولا حزن في الآخرة.
- ينور لك حياتك " اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ..." (البقرة:257) ينير لك قبرك، وينير لك يوم القيامة ندما تعبر الصراط.
- النصر، أنت مدعوم بالنصر من الله، إذا تولى أمرك، ينتقم ممن أذاك، يقول الله تبارك وتعالى "بَلْ اللَّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ" (آل عمران:150)، "إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنْ الَّذِينَ آمَنُوا ..."(الحج:38)، "َمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ" (المائدة:56).
كيف تصل لأن تكون وليًا لله؟
أجاب خالد: "تقوى الله.. والهدف من صيام شهر رمضان هو التقوى، أن يجدك الله حيث أمرك ولا يجد حيث نهاك.. لو اتقيت الله فأنت من أوليائه بنص الآية: "أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ" من هم؟ " الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ".
ومضى داعيًا: "عش رمضان بتقوى الله تكن في العشر الأواخر من أوليائه، يمكن أن يكون شاب أو فتاة في عمر 18 سنة من أولياء الله، أو امرأة مطلقة كلها همها ابنها، إذ ليس الأمر مقصورًا على العلماء والكبار كما قد يظن البعض.. ولا يشترط في الولايه شروط غير عادية كما يتصور البعض".
وقال خالد إنه "وحتى تحظى بشرف أن يكون وليك الله عليك بالإكثار من ذكر الله.. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره كمثل الحى والميت". ويقول أيضا صلى الله عليه وسلم: "مثل البيت الذي لا يذكر فيه الله والبيت الذي لا يذكر فيه الله" الكلام للرجال والنساء".
وأشار إلى أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فدلنى على عمل اتشبث به قال: "لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله"، وجاء إليه رجل يقول: يا رسول الله أي الإسلام أفضل؟ قال: ":أن تموت ولسانك رطبًا بذكر الله".
ويقول الله تعالى في الحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه اذا ذكرنى فإن ذكرنى في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرنى في ملأ ذكرته في ملأ خير منه".. يا ولي تول أمرنا.. يا ولي اجعلنا من أوليائك، إنك ولي ذلك والقادر عليه.