طبيب نفسي: حرمانية الدعوة لإبراهيم نصر سببها ثقافة القطيع
توفي بالأمس الكوميديان الكبير الفنان إبراهيم نصر عن عمر ناهز الـ 70 عامًا، وتم تشييع جثمانه من الكنيسة المرقسية القديمة بالأزبكية، ثم تم دفنه بمدافن الأسرة بمنطقة العباسية، وبعد ساعات قليلة من إعلان خبر وفاته تصدر هاشتاج إبراهيم نصر قائمة الهاشتاجات الأكثر تداولا بتويتر.
وأثارت ديانة الفنان إبراهيم نصر المسيحية جدل واسع بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انقسم رواد مواقع التواصل لجزئين جزء يترحم عليه وجزء آخر طلب عدم الرحمة عليه لأنه -كما يقولون - مسيحى لا تجوز عليه الرحمة، وآخرين فوجئوا بديانته، ودعوا له بالرحمة.
وفي هذا السياق يتحدث لـ"الدستور" الدكتور إبراهيم مجدي، استشاري الطب النفسي عن فكرة تقبل الآخر، والرفض النفسي لأصحاب المعتقدات المختلفة.
يقول دكتور إبراهيم: "سبب فكرة الشماتة في الموت هو الفكر الوهابي الذي أتى لمصر من شبه الجزيرة العربية وانتشر في فترة السبعينات والثمانينات، وهو فكر إخواني بحت الشماتة في الموت والتفرقة في الموت بين المسلم والمسيحي، وأن بعد وفاة أي شخص يغزوا السوشيال ميديا بأحاديث مغلوطة عن عدم الترحم على الشخص المختلفين معه".
وأضاف: "الفكرة تورث التشدد وعدم تقبل الآخر المختلف عنك سواء فكريًا أو عقائديًا أو مختلف في أي شيء، فضلا عن التفرقة، وعدم المرونة في التعامل مع الأشخاص، فيحدث التعميم أن المسيحين كلهم أشخاص سيئون أو على الجانب الآخر كل المسلمون أشرار، كل فئة تكفر الأخرى في عقيدتها".
واستكمل: "تلك السياسة تسمى سياسة القطيع يظهر شخص ويكتب عدم إجازة الترحم والتكفير ويقود الكثيرين وراءه لينشروا فكرهم، والفكرة تنتشر بشكل كبيرة قطيع يمشي مع بعضه البعض بشكل مستمر، ويتوارث من بعدهم أولادهم وأحفادهم تلك الأفكار، وهذا ما حدث مع الفنان الذي أمتعنا جميعًا ولم يفرق بين ديانة وأخرى في تقديم فنه".
الجدير بالذكر أن الفنان إبراهيم نصر من مواليد منطقة شبرا عام 1946، بدأ حياته الفنية "منولوجيست" يقلد كبار النجوم، وعمل ممثلًا في مسرح كلية الآداب التي تخرج فيها عام 1972، وشارك خلال حياته الفنية في أكثر من 100 عمل فني بين المسرح والسينما والتلفزيون، واشتهر بتقديم مقالب “الكاميرا الخفية” التي كانت من اكثر العلامات الفنية في تاريخه تركت بصمة مع المشاهدين في رمضان، وقدم برنامج “زكية زكريا في الكاميرا الخفية”، الذي حقق نجاحًا كبيرًا، وعرض على عشرات القنوات الفضائية العربية، وسبقه برنامج "انسى الدنيا".