بعد غلق فرع بنك القاهرة.. كيف يتعامل المصرفيون مع «كورونا»؟
لا يزال فيروس كورونا المستجد خطرًا يهدد دول العالم أجمع، مواصلًا في التفشي وحصد آلاف حالات الإصابة والوفاة يوميًا، كان لمصر نصيب منها رغم محدودية الأرقام المعلنة مقارنة بمحيطها، رغم كل الإجراءات الوقائية التي فرضتها الدولة على المواطنين، وطال كمعظم الهيئات والجهات العاملة، وما أثار مخاوف الناس، ظهور إصابات في أحد فرع بنك القاهرة بمنطقة وسط البلد، تقرر بعدها غلقه، وفق بيان رسمي.
اعتبارًا من الأسبوع المقبل، قرر اتحاد البنوك إلزام العملاء والمترددين على فروع البنوك العاملة بالسوق المحلية بضرورة ارتداء قناع الوجه الطبي قبل دخول أيً من فروع البنوك المصرية، مع التشديد على استمرارية اتخاذ التدابير الوقائية الأخرى داخلها، وضرورة تفهم المواطنين لهذه التدابير الإلزامية لدخول فروع البنوك.
إيمان سالم، موظفة بأحد البنوك في المهندسين، تقول إنه منذ بداية فيروس كورونا وانتشاره بين المواطنين في مصر، واتخذ فرع البنك الإجراءات الوقاية والحماية بشكل مسبق، منعًا لنقل عدوى المرض بين موظفين الفرع والعملاء.
تضيف سالم: "الإجراءات كلها كانت تتلخص في التعقيم والتطهير الدوري للمكاتب والكراسي ومقاعد الانتظار بالفرع، فضلًا عن تزويد البنك بالمطهرات اللازمة، وعلى رأسها زجاجات الكحول التي تم وضعها في كل ركن من أركان الفرع، كي تكون متاحة لاستخدامها من قبل جميع العملاء وأيضًا لنا كموظفين".
أما عمر السيد، موظف في أحد البنوك الأجنبية، يرى أن ظهور حالات كورونا أو الاشتباه في إصابتها من الصعب جدًا تتبعه أو معرفة مصدر العدوى في البنك؛ مرجعًا أسبابه لتردد آلاف العملاء يوميًا، بالإضافة إلى موظفى البنك الأساسيين وطاقم النظافة والأمن.
ويواصل السيد: "فعلًا من المستحيل معرفة مصدر العدوى إيه، وعشان كدا أول ما بيظهر حالة في فرع على الفور بيتم غلقه بالكامل وإعطاء إجازة فترة عزل منزلي لجميع العاملين بالفرع الذي ظهرت فيه".
وتابع موظف البنك، أن لا أحد يعلم كيف ينتقل هذا المرض بين الأشخاص رغم اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية للوقاية منه؛ لأنه حتى أطباء مستشفيات الحجر الصحي التي تعالج الحالات المصابة بفيروس كورونا ظهرت بينهم حالات وتوفيت أخرى: "إحنا بنعمل اللي علينا وبنلتزم بالإجراءات والباقي على ربنا".
وأعلن بنك مصر فى بيان رسمي، عن عدم السماح لأي عميل الدخول إلى أي فرع من فروعه دون ارتداء الكمامات الطبية، اعتبارًا من الأحد المقبل 17 مايو.
وذكر بيانه الذي نشر على صفحته الرسمية، أنه سيتم استقبال العملاء تباعًا وبأعداد محدودة لكل فرع، وذلك في إطار الإجراءات الاحترازية التي تتخذها البنوك من أجل الوقاية من فيروس كورونا المستجد.
محمود علي، يعمل في فرع الشيخ زايد بأحد البنوك، أكد أن مشكلة انتقال فيروس كورونا لا تتعلق بالعملاء فقط، من الممكن أن تنتقل العدوى من خلال العملات الورقية التي يتبادلونها على مدار اليوم بحكم عملهم، فضلًا عن الأوراق التي يستخدمونها في العقود والقروض والشهادات، كل هذا يمكن أن ينتقل من خلاله فيروس كورونا؛ لأنه يمر على أكثر من شخص داخل البنك.
كما ذكر أنه بالنسبة للعاملين بالبنوك، فهم ملتزمون بالإجراءت الوقائية التي تتضمن ارتداء الكمامات الطبية والقفازات وتعقيم الأدوات بشكل مستمر، لافتًا إلى أنه يرى أن القفازات غير فعالة لأنها تحمل الفيروسات والجراثيم في اليدين طوال اليوم.
بالعودة لاتحاد بنوك مصر، أكد في بيانه أن قراره في إطار الالتزام بضوابط الدولة من الإجراءات والتدابير الاحترازية التي اتخذتها والبنك المركزي المصري ووزارة الصحة وبعض الهيئات القضائية، بضرورة ارتداء قناع الوجه الطبي، لرفع الإجراءات الوقائية، وكذا حرصًا من اتحاد البنوك على سلامة وصحة العاملين بالقطاع المصرفي، والعملاء والمتعاملين مع البنوك، مطالبًا العملاء الذين يترددون على البنوك بشكل منتظم الالتزام بهذه الإجراءات، من أجل التسهيل على البنك في تقديم العمليات المصرفية كافة.